المعمار البيضاوي: البريد المركزي

البريد المركزي معلمة تاريخية بطابع أندلسي أوروبي

عرفت الدار البيضاء خلال فترة الحماية تطورا معماريا لازالت آثاره شاهدة إلى يومنا هذا، ولا زالت تقوم بوظيفتها الإدارية والخدماتية والاجتماعية والاقتصادية حتى اليوم، من خلال هذه الحلقات التي سنعمل على نشرها عن العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، سنسلط الضوء على أهم وأبرز الآثارات مع التطرق إلى المهندسين المعمارين الذين تركوا بصماتهم التي يشهد لها التاريخ في القرن الماضي، بطابع فيه مزيج من الطراز الإسلامي والأندلسي والأوروبي ومرجعيتنا دلیل

وهي جمعية تهتم بالمعمار والثرات الهندسي للمدينة، :(Casamémoire)

   سنتناول اليوم معلمة البريد المركزي للدار البيضاء
تقع المعلمة بتقاطع شارع باريس وشارع الحسن الثاني وسط الدار البيضاء، بداية الاشغال كانت سنة 1918 وتم الانتهاء منها عام 1920 على يد المهندس المعماري الفرنسي (أدريان لافورغ)

تمتاز معلمة البريد المركزي بزخارف صنعت من زليج الافريز الازرق والاخضر في الواجهة مغطاة بالقرمود الاخضر احالة على الطابع الاسلامي مع النقش على الخشب ، كما تمتاز بالأقواس ذات الطابع الاندلسي ، ولا زال هذا التراث المعماري يقوم بوظيفيه الخدماتية مقاوما عاديات الزمن ، ومتدرجا معه ، يجمع بين الصلابة والاتقان والجمال والشموخ ويستكمل هذا التراث ارثا لا ماديا وثقافيا یزخر بجمال صنعته الهندسية في الابعاد الثقافية والجمالية والهوياتية تلاقحت وتمازجت فيه حضارات عربية اسلامية اندلسية أوروبية وامازيغية، وبنفس الهندسة المعمارية للبريد الأكبر لمدينة الجزائر

تعريف عن المهندس أدريان لا فورك

ولد لا فورك في مونتيفيديو سنة 1871، وتوفى سنة 1952

بعدابأربع سنوات عاد إلى فرنسا، صحبة أسرته التي استقرت نهائيا بباريس. بعد تلقيه للدروس الثانوية ،اتجه نحو الهندسة المعمارية على يد أساتذة كبار ما مكنه من نيل جوائز عديدة  بين 1907 و 1911 ،استقر بالمغرب بداية 1913 ، ساهم في عدة أعمال هندسية في مدينة الرباط إبان الحقبة الاستعمارية بحكم أنه كان ضابطا في قوات المشاة الفرنسية من بينها  مركز القيادة العامة معهد باستور و مستشفى ماري فويبي ومحطة الرباط، وسينما الملكي ،  إلى غير ذلك من المعالم المعمارية التي تزخر بها مدينتي الرباط والدار البيضاء على حد سواء تقلد أدريان لا فورك عدة  مناصب كرئيس جمعية المهندسين المعماريين بالمغرب كما كان عضوا في الوكالة الحضرية لمدينة الرباط ، ارتباطه بالمغرب ظل حاضرا في العديد من المأثر التي تقف شاهدا على حبه للمغرب