قصيدة النثر هي قصيدة العصر

قصيدة النثر هي قصيدة العصر

الشاعرة ليلى المليس : منتدى الشعر يصل السنة العاشرة والشعر حاضر

قصيدة النثر هي قصيدة العصر

 

ليلى المليس شاعرة وكاتبة من المغرب، مقيمة بباريس حاصلة على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، عضو محترف الشعر لنفس الكلية سابقا، مشرفة على منتدى قطر للفن سابقا، عضو رابطة كاتبات المغرب سابقا، نائبة الكاتب العام لهيئة مغاربة العالم سابقا.. عضو مؤسس ومسؤولة العلاقات العامة لمنتدى شعراء المهجر بباريس

 صدر لها ديوان شعر بعنوان” ماء الماضي،” سنة 2012 وكتاب” سنابل العشق في رسائل الحلم” سنة 2019، لها مخطوطات أخرى منها “خواطر في المنفى”، و”مذكرات امرأة عادية” و”عندما يتكلم الصمت”، نشرت نصوصها الشعرية أو التحليلية لأعمال أدبية أخرى في مجموعة من الجرائد العربية نذكر منها، المستقبل، والإنشاء، والعلم، الميثاق، ومجلة أوراق الفلسطينية، وكذلك في مواقع إلكترونية مثل: كلمات وغيرها

الشاعرة ليلى المليس وشاركت في مجموعة من اللقاءات الأدبية والثقافية داخل باريس وخارجها.  قدمت

***حوار الاسبوع هذه المرة خصص لهذه الشاعرة المغتربة، يتناول حديثا عن الكتابة والابداع في نواح متعددة. نترك القارئ الكريم مع المقابلة اسفله***

ما تعريفك للكتابة الإبداعية؟ –

الكتابة الإبداعية هي تعبير المبدع عن أفكاره ومشاعره ورؤاه اتجاه حدث ما أو موقف ما، وتتم الكتابة الإبداعية بالتعبير الصادق عن هذا الفيض من المشاعر والرؤى، وتختلف الكتابة الإبداعية عن غيرها بتجاوز المبدع للواقع واقتحامه لحدود الخيال، وكلما ذهب المبدع بعيدا في عالمه المتخيل او المثالي الخاص به، كلما فتح المجال أمام القراءات المتعددة للنص حسب التموقع الخاص للمتلقي..وطبعا يلعب الاسلوب الخاص بكل مبدع دورا مهما في تمرير النص وما احتواه من أفكار ورموز ورسائل، وذلك حسب ثقافة المبدع وتجربته وحسب المنابع الأولى التي استقى منها ثقافته الأولى في تطوير موهبته

لنتكلم عن تجربتك الإبداعية من خلال كتابتك لقصيدة الشعر النثري – 

– قصيدة النثر هي قصيدة العصر بدون منازع كما كانت قصيدة الشطرين قصيدة العصر الجاهلي وما تلاه بدون منازع أيضا، فلكل عصر خصوصياته، ومواقفه وحيثياته التي تتحكم في المبدع عامة وفي الشاعر خاصة.  في اعتقادي ان من سيكتب اليوم عن الخيل والصحراء والناقة سيتهم ببعض الجنون أو التقليد من أجل التقليد

قصيدة النثر هي قصيدة مقيدة جدا وصعبة جدا، وليست بهذا الاستسهال الذي يعتقده البعض، حيث أصبحنا نخلط كثيرا بين الخاطرة وقصيدة النثر، وهذا لا يعني طبعا خلو الساحة الأدبية المعاصرة من القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة

في اعتقادي تبقى المعايير الشكلية رغم أهميتها في تقييم النص الشعري ومدى ثقافة كاتبه غير كافية في البرهنة عن شاعرية نص ما. يبقى عمق التصور وصدق المشاعر وبراعة الخيال وغيره من المقومات التي ترفع نصا ما الى مقام الشعرية أهم بكثير من الضوابط الشكلية التي قد تفرغ النص من انفعالاته وشحونته الداخلية إذا ما ركض الكاتب لاهتا وراءها

أما عن تجربتي الشخصية مع قصيدة النثر، فانا لا اعرف إن كان ما أكتب يرقى إلى مستوى الشعر ام مجرد نصوص نثرية تعتري ملامحها بعض الصفات الشعرية. التقييم يظل بيد النقاد، والمتلقي عامة، أما المبدع فعليه فقط تحمل ألام المخاض إلى أن يولد النص سليما معافى حسب رأيه طبعا، وبعد ذلك تبقى مهمة النقاد مطلوبة للبحث عن مكامن الضعف والقوة في هذا النص أو ذاك

احترم كثيرا الكتابة النثرية، لأنها تسمح لي شخصيا ان أعبر عما أريد قوله دون استبدال لفظ بلفظ قد لا يؤدي نفس المعنى بحثا عن تحقيق عدالة موسيقية وأقصد طبعا عروض الخليل ابن احمد الفراهيدي الذي استمد أوزانه من القصيدة الجاهلية وليس العكس

ما الذي يمكنك القول عن الكتابة النسائية في المهجر؟ –

الكتابة الإبداعية النسائية في المهجر لا تختلف كثيرا عن الكتابة الإبداعية النسائية في الوطن العربي، لان المرأة عموما، وقبل أن تكون شاعرة او كاتبة، فهي تحمل هموما مسبقة، اي ما تفرضه الحياة عليها كأنثى، مثل الأمومة وما الى ذلك من اهتمام الأسرة أولا، والعمل خارج البيت، لذا فالمرأة المبدعة تحارب من أجل إثبات الذات على أكثر من جهة. اما الكاتبة التي عرفت ان تختار لنفسها هم الابداع كهم واحد ووحيد فهذه أقل محنة من الأخريات رغم ما في هذا الاختيار من إجحاف في حق الذات

اما عن الكتابة الإبداعية النسائية الخاصة بالاغتراب وبكاء الديار والاهل فهذا تشترك فيه الشاعرة المقيمة داخل الوطن او خارجه، فالغربة اصبحت غربة الذات وليست غربة الجسد والأمكن

منتدى الشعر.باريس هو ملتقى ادبي للشعر في باريس: ما هو الدور الذي لعبه في إبراز الابداع بشكل عام لدى مبدعي المهجر!؟

منتدى الشعر.باريس : منتدى شعراء المهجر في مدينة باريس، عاصمة الأنوار، فرض وجوده في الساحة الأدبية الباريسية منذ عقد من الزمن

بحيث ان البداية كانت عندما فكر الشاعر اللبناني كاظم عاصي إنشاء منتدى الشعراء بالمهجر بمساندة مجموعة من الأصدقاء الأدباء آنذاك، إذ تحول من صفحة على الفيس بوك إلى كيان قائم بذاته على أرض الواقع بفضل المجهود المبذول من قبل الشاعر المؤسس وهؤلاء المبدعين، إذ نظم العديد من الأمسيات الشعرية، والمحاضرات الأدبية والمقاهي الثقافية استقبل من خلالها كبار المفكرين من أمثال الشاعر أدونيس وكبار الشعراء أمثال عدنان الصائغ وغيرهم. وجود منتدى شعراء المهجر باريس وصموده لحد الآن، والاعتماد على إمكانيات متواضعة والغير مدعمة من أي جهة رسمية هو في حد ذاته تحدي كبير وإنجاز أكبر.  ان المنتدى كان ومازال قبلة الشعراء والشاعرات على مدى عقد من الزمن من جهات متعددة سواء داخل فرنسا أو خارجها، نحرس في المنتدى الادبي لباريس على إقامة أربعة أنشطة رئيسية في السنة على الأقل، وعدة لقاءات فرعية

قد نرتجل لقاء مستعجلا إكراما لضيف عربي نزل بباريس لبضع أيام، كما فعلنا في شهر نونبر الماضي، عندما استقبلنا الشاعر د. علي نسر من لبنان وقبله بشهر الشاعر المعروف: مهدي منصور. وطبعا لا نترك الفرصة تفوتنا لنعلن أننا داخل المنتدى نعطي الفرصة لكل المبدعين المبتدئين لإبراز مواهبهم بكل فخر وانتماء للمنتدى

وإجابة عن سؤالك سيدتي بخصوص المشاركة النسائية، فإنها حاضرة وبقوة في كل اللقاءات الأدبية التي ينظمها المنتدى سواء على مستوى المشاركة أو التنظيم أو التقديم، وأريد هنا أن أذكر الشاعرة المغربية أمال الصالحي التي تعد من الأعضاء المؤسسين لهذا المنتدى، وهي التي لا تدخر جهدا سواء ماديا أو معنويا في العمل على استمرار المنتدى سواء على مستوى التحضيرات الأولية أو التنظيم أو التقديم

اما فيما يخص النشاط الأخير للمنتدى فقد كان بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه وقد عرف حضور مجموعة من الشاعرات، أمال الصالحي، سمر سعد، أمال برادة ولطيفة الغراس والشعراء كاظم عاصي، راضي علوش، ومحمد أمين وكان اللقاء من تقديم الأستاذة عبير يحفوفي ود. علي بوداني: بحيث تميز اللقاء بإحياء وصلات طربية لأصدقاء المنتدى المطرب بلال عاصم والمطرب علاء فجري والفنان أشرف الحكيم وفرقتهم الموسيقية

كيف ترين القصيدة الالكترونية مقارنة مع تلك المكتوبة على صفحات الجرائد والمجلات؟ –

القصيدة الإلكترونية قد تشمل القصيدة التقليدية، طبعا لدينا حنين مطلق إلى الجرائد الورقية والمجلات، وشخصيا أفضل كل ما هو ورقي على كل ما هو إلكتروني. لكن، في اعتقادي لا تستمد القصيدة قيمتها الفنية من موقع نشرها، رغم ما قد يلعبه هذا الأخير في التعريف بها ونشرها على نطاق واسع، وانما تستمد قيمتها من ذاتيتها ومقوماتها ومدى نجاح الشاعر في ابراز أفكاره ومشاعره، وكذلك مدى قابلية المتلقي للنص

في الوقت الراهن يصعب تحديد قيمة نص ما، وهذا راجع الى عدة عوامل، منها وفرة المصادر ووفرة الانتاج بغض النظر عن جودتها أو رداءتها، وطغيان المحسوبية والمجاملات التي تسود الأوساط الأدبية

اما عن تطور التجربة النسائية، فهذا مؤكد نظرا لعدة اعتبارات واهمها تراجع الدور التقليدي للمرأة، وقد تراجع معه الكثير من الموروث الذي حصر المرأة في دور معين دون غيره، مما جعل المرأة

تبدع في مختلف المجالات رغم المسؤولية المضاعفة الملقية على عاتقها، وكما أسلفت.  المرأة العربية اليوم، تستطيع ان تعبر الى حد كبير عن آرائها ومشاعرها ورؤاها ولها الخيار في ذلك

قصيدة للشاعرة بعنوان 

بكاء

بكائي بكاء الهوى
وصمتي وسام الوفاء
وعمري رحيل جميل
أعانق فيه ورود الشفاء
بعيدا، أراك تحاور عشق الكلام
وسحر الملام
تراهن أني خيال بليد
وأني لقاء بعيد
يراقص ضوء المساء

ليلى المليس

 

 

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com