عبد الرحمان شكيب في حوار خاص ل “ألوان”

مهرجان كزابلانكا الشعري
لحظة لطرح القيم النبيلة والمشترك الإنساني …

ألوان: (مكتب الدار البيضاء)
تحتضن مدينة الدار البيضاء وعلى مدى ثلاثة أيام (1 و 2 و 3 ماي الجاري) الدورة الأولى من مهرجان كزابلانكا الدولي للشعر تحت شعار: “الشعر والثقافة في خدمة الدبلوماسية الموازية في المملكة المغربية“.
وبهذه المناسبة، أجرت الجريدة الإلكترونية الثقافية الكندية “ألوان” حديثا صحفيا مع مدير المهرجان عبد الرحمن شكيب الذي تفضل بقبول الإجابة عن كل الأسئلة التي يمكن أن يطرحها كل مهتم بالشأن الثقافي والإبداعي ببلادنا.
في البداية، سألت ضيفنا السؤال التالي:
– هذه أول دورة من مهرجانكم الدولي الخاص بالشعر، هل كان من السهل الدعوة إلى تنظيم مثل هذه التظاهرة الإبداعية؟
جاء جواب عبد الرحمن شكيب متضمنا العبارات التالية:

– ” في حقيقة الأمر، كما جميع البدايات، تعتري المهرجان صعوبات جمة، خاصة في مدينة كبيرة كالدار البيضاء، لكن إيماننا بمشروعنا الثقافي، ومهرجان كازابلانكا الدولي ضمنه، يجعلنا نناضل من أجل تنزيله، مع العلم أننا نحتاج في راهننا الثقافي إلى الكثير من الجهود لترسيخ القيم الجمالية العالية في زمن ضعف فيه صبيب القراءة”.
أما السؤال الثاني فكان حول : المرتكزات والأهداف التي ترغب الجمعية في تحقيقها من خلال تنظيم هذا المهرجان بالتركيز على شعار الدبلوماسية الموازية؟
أجاب مدير المهرجان قائلا:” صحيح. إننا لم نجد خلال بحثنا عن جمعية فكرت في استثمار مفهوم الديبلوماسية الثقافية، فارتأينا أمام واجبنا الوطني العالي، اعتماد الثقافة واستثمارها كواجهة وشرفة نطل منها على العالم لنسوق صورتنا المغربية الحقيقية المشرقة المنبثقة من الأمن والأمان والتفاهم والتعاون والتضامن الذي عرفه المغاربة عبر التاريخ”. وأضاف عبد الرحمن شكيب معللا جوابه هذا بالقول: “وما زيارة شعراء كبار لهم وضع اعتباري واستثنائي إلا انفتاح على الآخر.. على ثقافته وطرائق تفكيره. كما أنه إيمان بالاختلاف وجعل الشعر في خدمة الديبلوماسية.. لقد حققت زيارة الشعراء الذين وصلوا اليوم اندهاشا كبيرا وفرحا مس أعماقهم لما وجدوه من تطور على مستوى البنية التحتية والجمال والحدائق. ولهذا فكازابلانكا تستحق مهرجانا شعريا كبيرا.. فالهدف الأول تحقق بالزيارة التي ستلهم الشعراء بطريقة أو أخرى”.
بعد شعار الدورة، سألت عبد الرحمن شكيب عن:
” فكرة مهرجان دولي مع تكريم شاعر مغربي هو محمد اعنيبة الحمري، علما أن تظاهرات أخرى قامت من قبل وخلال أيام قليلة، بنفس الخطوة؟
أجابني مدير المهرجان: “حاولنا خلال هذه الدورة التي تحمل اسم الشاعر محمد اعنيبة الحمري أن ندعو شعراء من العالم: الهند، أمريكا، الإمارات العربية المتحدة، تونس، اندونيسيا، إسبانيا، هولاندا، العراق، سوريا، لبنان، والمغرب طبعا.. مما يضفي على مهرجاننا هذا الطابع الدولي هو تقاطع الأصوات وطرح القيم النبيلة والمشترك الانساني العام”. وتابع شكيب جوابه مشيرا إلى أن:
“اختيارنا اسم محمد اعنيبة الحمري يعود لاعتبارين:
اعتبار موضوعي، وذلك لأن الرجل كان قيد حياته يتمتع بوضع اعتباري كبير في الراهن الشعري العربي والمغربي، ولأنه بصم مرحلة معينة من تاريخنا ببصمته عبر رؤيته الجمالية والتي اشتغل عليها خلال عقود.
أما الاعتبار الذاتي فلأن الرجل عاش تجربته الحياتية والأدبية في الدار البيضاء.. ولأنه أيضا شاعر بفائض كبير من الخلق الطيب والعمق الإنساني العالي.
ونحن نعد للمهرجان، كنا في حديث معه إلى أن أسكته المرض وألزمه الصمت النهائي متوجا بالغياب الأبدي”.
أما عن : اختيار مقاطعة عين السبع لتسجيل شهادة ميلاد هذا المهرجان الشعري، فأملته مجموعة من الاعتبارات حسب جواب ضيفنا:
– “هذه الدورة نعتبرها تمرينا تنظيميا، وبالتالي فهي تجربة حاولنا تطبيقها وتنزيلها في عمالة عين السبع ـ الحي المحمدي، لأن بعض المقاطعات داخل العمالة آمنت بالمشروع، ودعمته في حدود إمكانياتها.
ولذلك، ففي السنة المقبلة، إن شاء الله، سيكون المهرجان مهرجانا لكازابلانكا، وسينظم في مختلف فضاءاتها الأنيقة وحدائقها وساحاتها العمومية… نحن شعب يحب لغته وجمال لغته كما يحب بلاده”.
وقبل أن نختتم هذا الحديث الصحفي، سألت عبد الرحمن شكيب عن:
– وسائل الإعلام التي تم توظيفها من أجل إحاطة جمهور الشعر بفعاليات هذه التظاهرة ومواكبتها حضوريا أو عن بعد؟
أجابني ضيفنا باقتضاب:

– “ككل تظاهرة جادة، لابد أن تصل إلى جمهورها، وقد اخترنا وسائل التواصل الاجتماعي والجرائد الراقية مشكورة والمواقع الثقافية الجادة”.
للإشارة، فإن الدورة الأولى من مهرجان كزابلانكا الدولي للشعر يشرف على تنظيمه “مركز الأنوار للتنمية الترابية“، الذي يعتبر جمعية مواطنة تشتغل على الجوانب الثقافية والبيئية والتكوينية، في أفق نشر وعي بيئي وثقافي ومدني.