الشاعرة خديجة أمتي: “زيارة عابرة” ديوان يجمع بين الجد والطرافة

الشاعرة خديجة أمتي: “زيارة عابرة” ديوان يجمع بين الجد والطرافة

الكتابة النسائية خصوصا في المهجر “إبداع مغيٌب”

خديجة أمتي، كاتبة وأستاذة باحثة في السوسيولوجيا حائزة على شهادة عليا في الأنثروبولوجيا الثقافية بالسوربون (جامعة باريس 5) ودبلوم في الوساطة والوساطة الأسرية بجامعة باريس 10 بنانتير. لها عدة مساهمات في البحث العلمي حول قضايا اجتماعية خصوصا ما تعلق منها بالأسرة والمرأة. كما أدارت و نسقت مجموعة من الأعمال في هذا المجال منها: “مؤلف جماعي تحت عنوان “صورة المرأة و نظرة المجتمع” في إطار كرسي اليونسكو “المرأة و حقوقها” الذي يوجد مقره بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، كما قامت بتجميع و تقديم أشغال ندوة دولية تدور حول “الأسرة و المواطنة“. الأستذة أمتي شاركت بدراسات سوسيولوجية في سلسلة “مقاربات” التي كانت في البداية تحت إشراف عالمة الاجتماع المرحومة “فاطمة المرنيسي” وبعدها قامت الأستاذة عائشة بلعربي بتنسيق أعمالها. كما شاركت كأستاذة باحثة في عدة منتديات دولية ووطنية بالمغرب وخارجه، إضافة إلى انخراطها في العمل الجمعوي والدفاع عن حقوق النساء.

بعد هجرتها إلى مدينة الأنوار “باريس” غيرت بوصلة قلمها إلى الكتابة السردية. وتعتبر أضمومتها “زيارة عابرة” باكورة كتاباتها الأدبية.

“زيارة عابرة” هي مجموعة من النصوص السردية تلتحم جميعها حول “موضوع كورونا وما ترتب عنها من تغيرات في الحياة اليومية للناس داخل مدينة باريس وخارجها، بأسلوب سلس يجمع بين الجد والطرافة.

من خلال هذا الحوار سنتعرف ومعنا قراء ألوان على الكاتبة وحيثيات الكتاب والنصوص المؤثثة له.

أستاذة خديجة أمتي: بداية نود التعرف على مؤلفكزيارة عابرة” :  هلوسات من زمن الكوفيد 19“.

أشكرك أختي زهرة وجريدة ألوان والطاقم المشرف على الموقع على هذه الاستضافة والاهتمام بهذا الإصدار.

فيما يخص الأضمومة، يتوضح فيما أسميتُه في بداية الكتاب “بإطلالة” حتى لا أقول “مقدمة”، أن في لحظة من لحظات الغربة والوحدة يصبح الفضاء الأزرق صديقا لمن لا صديق له ، وبالتالي كانت صفحتي على الفيس نافذتي التي كنت أطل على العالم من خلالها، أدون عليها ما يجول في خاطري من مشاعر اتجاه ما عرفه العالم آنذاك من صمت رهيب،  وكانت ارتساماتي تلاقي الكثير من التفاعل الإيجابي والدعوة لتوثيق هذه التجربة. وكذلك كان.

لماذا “زيارة عابرة؟ “هلوسات من زمن الكوفيد؟ ما هي دلالة هذا العنوان؟

بالنسبة للعنوان، “زيارة عابرة” واقعيا هي لحظة أُصبت فيها بعدوى الفيروس من إحدى الصديقات ذات زيارة عابرة، وفي نفس الوقت، زمن الكوفيد قام بزيارة عابرة مرعبة وقفت عجلة التاريخ بنتائجها الثقيلة ومخلفاتها.  لا زلنا نعاني منها إلى اليوم. أما عن كلمة هلوسات الواردة في العنوان، فلا علاقة لها بالمفهوم النفسي المرضي، بل إن لها دلالة أدبية أشرت إليها في بداية الكتاب بمقولة للكاتب الاسباني فیلیب أفلو في روايته  “مقھى المجانين”: “ما یعتبره البشر واقعا ملموسا لیس إلا هلوسات بالنسبة لشخصية متخيلة…”

بالنسبة للمضامين، فإنها تتراوح بين السرد (الحكاية) والتوصيف، تبدأ بمشهد على شاشة التلفاز (حزن إيطالي) و تنتهي بمشهد على المسرح بإحدى ضواحي باريس (فرح)، يعني بداية و نهاية الكوفيد وما بينهما من وقائع فيها ما هو هزلي فكاهي وُلد من رحم المعاناة و فيها ما هو درامي (جريمة قتل على ضفاف نهر السين بباريس) وحالات عنف زوجي، ومعاناة المهاجرين (الحراقة)، الذين كانوا يشتغلون في “الظلام” و كشفهم ضوء الدولة الصارخ المشحون بالعقوبات وبين هذا وذاك، هناك روابط تمتد إلى جنوب المتوسط، إلى أرض الوطن مخللة بمشاعر الحنين والشوق لمعانقة الأهل هناك …ومجموعة من المواضيع التي أثرتها في قالب حكائي.

الحديث عن الحنين والشوق للوطن يدفعني للسؤال عن التجربة الإبداعية النسائية بالمهجر، من خلال معاشرتك للعديد من المثقفات والشاعرات والكاتبات المغربيات في فرنسا؟

سؤال مهم، لأن الكتابة النسائية عموما والكتابة النسائية في المهجر لا تلق اهتماما كبيرا، سواء من طرف دول الاستقبال أو الوطن الأم، بالنسبة لي هو “إبداع مغيٌب”، وبمناسبة إثارتك لهذا الموضوع، يسعدني أن أخبر قراءك ومتابعيك على أننا بصدد إصدار مؤلف جماعي للكاتبات المغربيات في المهجر يضم 23 كاتبة من أوروبا (فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، اسبانيا، النرويج، بلجيكا وغيرها) و كندا سيكون حاضرا إن شاء الله في المعرض الدولي بالرباط في شهر أبريل الجاري …نتحدث عنه مستقبلا. 

بمناسبة الحديث عن الكتابة والإبداع في المهجر هل تعتقدين أن هذه الكتابات ستجد لها قراء في الوقت الراهن أمام زحف التكنولوجيا الرقمية الحديثة التي تحاول قتل الكتاب بشكله المعروف؟

من خلال تجربتي هنا في باريس، ألاحظ أن القراءة تزداد مع التكنولوجيا، بحيث تم اختراع أدوات تسهل هذه العملية (ما يسمى بla liseuse القارئة)، المشكل في نظري لا يكمن في التكنولوجيا، لأن التكنولوجيا هي فقط أداة، المشكل يكمن في البشر الذين لم يتعودوا في مسارهم التربوي على القراءة . وهذه معضلة أخرى. فكم يحزنني أنا العاشقة للمكتبات أن ألاحظ الغياب الشبه التام لأبناء جاليتنا عن فضاءات المكتبات، بل ما يؤلم أكثر أن بيوتهم يتيمة الكتب. وهنا أقول لا تغير التكنلوجيا ما بقوم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم. 

كلمة أخيرة لقراء ألوان؟

أقول وأذكٌر من يتهم التكنولوجيا بأنها سبب العزوف عن القراءة، أن جريدة ألوان و غيرها من المنابر الإعلامية الجادة نموذج إيجابي على فائدة التكنولوجيا ومساهمتها في دمقرطة الولوج للكتب.

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية :مديرة موقع صحيفة ألوان: منبر إعلامي شامل يهتم بالأدب والثقافة ومغاربة العالم. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر. رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل :jaridatealwane@alwanne.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *