قصيدة شعر للشاعرة المغربية فاتحة الفتنان

امرأةٌ من نور
لن أكون ظلًّا،
أو مسرحًا تكفّنني فيه الظلالُ،
فأنا امرأةٌ من نورٍ،
انهظ كالضحى
كالغيمة
احمل الشمس بين يدي
أبدية الدفء والنور،
لا اخشى الأفولَ.
كلما انطفأتْ
أوقدني لهيبٌ من فوة البركان
أحملُ وجعي،
وأشفي الجراحَ.
وإن تعثرتُ يومًا،
وتراجعتُ لحظاتٍ،
فتكتْ بي النيازكُ.
أحرقُ ظلي إن خانني،
أتحدّى الإعصارَ،
وأشرقُ من بين الضبابِ
كجمرِ الغضا، يشعُّ من تحت الرمادِ.
أحفرُ في الصخرِ بصبرٍ،
أشقُّ طريقي وحدي،
أعبرُ الحدودَ،
وأمضي بلا قيود.
عملي لا يقاس بعدد المهام، بل بعمق الاثر
يقولون عني:
ناقصةُ عقلٍ ودينٍ،
لكنَّي شجرةُ يقينٍ،
جذورها ثابتةٌ في الأرض،
وأغصانُها تشقُّ السحابَ.
حُبّي لا مشروطٌ،
وعطائي بلا حدود،
لا أنحني إلا لربي،
ومهما كان عصياني،
يكفيني أن الجنةَ تحت قدمي.
في خطاي، تنحني الأزمنةُ،
وتنمو على شُرفاتِ الظلِّ سنابلُ الأملِ.
حين لفظَ الحرفُ روحه،
كنتُ المعنى،
والقصيدة.
وحين استوطنَ الظمأُ الأرضَ،
كنتُ الغيثَ والمطرَ.
فليتّسع لي الكونُ كما يليقُ،
فأنا امرأةٌ من نورٍ…
وإن زحف العدمُ،
امتد لملامسة الوجود
فاتحة الفتنان
المملكة المغربية