المهند الناصر: تنشيط حركة الترجمة واجب ليصل الإبداع العربي للقارئ الغربي

المهند الناصر: تنشيط حركة الترجمة واجب ليصل الإبداع العربي للقارئ الغربي

فليرمها بحجر: كتبت بطريقة جمعت  تفرد الأسلوب السردي، والتحليل النفسي ، بالإضافة إلى 

المهند الناصر

اللغة السينمائية

المهند الناصر مخرج سينمائي ومحلل نفسي، كاتب رواية وباحث في علم الانسان الانثروبولوجيا له العديد من المقالات في علم الانثروبولوجيا وعلم النفس والسينما، حاصل على بكالوريوس اخراج سينمائي من جامعة ملبورن، وبكالوريوس علم نفس وتحليل نفسي من جامعة استراليا الوطنية، يحضر حاليا لماجستير في علم النفس الجنائي، له كتابات شعرية تنتظر التجميع في ديوان يضمها مستقبلا، وقد نشر رواته الأولى قبل أسابيع تحت عنوان: فليرمِها بحجر ، وعدد الصفحات: مئتان واثنان وثلاثون صفحة، عن دار النشر: داري بوكس كندا

، بمناسبة روايته البكر، واعتباره أحد الأقلام النشيطة في المهجر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ومن الشباب الذي وجدت أنه حكيم في حديثه، رجل يدرك بوعي كبير معنى المسؤولية في كل مناحيها، بالاضافة الى اهتماماته المتعددة في الحقل الإبداعي كما ستكتشفون من خلال الحوار التالي

كيف ولجت عالم الكتابة الإبداعية؟

مذ كنت صغيراً وانا أهيم في عالم القصص والروايات والأفلام، كانت لي تجارب كتابية مبتدئة لقصص قصيرة وخواطر ومذكرات بدأتها وأنا بعمر التسع سنوات وتطورت تلك الموهبة مع مرور الأيام، لأبدأ بالكتابة بشكل حقيقي وأنا في السادسة عشرة، وكانت أولى تجاربي مع رواية فليرمها بحجر والتي كتبتها بشكل متقطع لفترة تقترب من السبع سنوات
ما الكتابة بالنسبة اليك؟
الكتابة بالنسبة لي هي تفريغ عن مكنونات نفسي، وعن رؤيتي للعالم أو رؤيتي له من خلال أعين الآخرين، فعلى سبيل المثال : يمكن أن أتحدث في روايتي عن هموم المجتمع التي أعتبرني جزءاً منها ، أو عن المشاكل الثقافية ، عن عادات اجتماعية معينة ، تحتمل مسائل اللغط والانتقاد، أو قد يكون لي فيها وجهة نظر معينة، كما أن الكتابة هي هروب لي من الواقع،  حيث أعيش مع الشخصيات حتى تصبح كل شخصية جزءاً مني،  أبتدع أحلامهم، أفكارهم ، مشاريعهم ، خيباتهم،  يأسهم،  أملهم،  تناقضاتهم ، أخلاقهم الرفيعة والرديئة على حدٍ سواء، أعيش في المنازل التي تبتكرها مخيلتي،  وفي الشوارع التي يأخذني إليها ذاك العالم الجنوني
حدثنا عن أول رواية نشرت لك قبل أسابيع؟
رواية “فليرمها بحجر” هي أول رواية أنهيتها بشكل كامل عام ٢٠١٠ ولكن لم أنشرها حتى وقت متأخر لأني في الحقيقة أردت لخبرتي ولتجربتي أن تختمر تماماً قبل البدء بتقديم أي عمل،  كنوع من الاحترام للمهنة ، فالكتابة بحاجة إلى الكثير من الخبرة والقراءة والثقافة والاطلاع، مؤخراً وجدت أن تجربتي قد نضجت،  وأن الرواية يجب أن تنشر،  قمت بإضافة بعض التعديلات والتدقيق لها وأطلقتها،  وحتى اليوم تتلقى صدى جيد جداً وأغلب الذين قرأوها أعجبوا بها،  وجدوا فيها نوعا من التفرد في الأسلوب السردي، وطريقة التحليل النفسي ، بالإضافة إلى دمج اللغة السينمائية والمسرحية في الرواية
كيف مارست الكتابة الروائية ؟ وهل كان لاهتماماتك وانشغالاتك السينمائية تأثير في التصوير وجمالية التعبير الادبي؟
لا يمكنني بعد التفرغ للكتابة بشكل كامل ، ولكن كوني درست الإخراج السينمائي في جامعة ملبورن وهي مهنتي الأساسية التي أعيش منها ، فقد كانت لي أوقاتاً قصيرة أقضيها في ممارسة هوايتي بالكتابة، بالفعل للسينما دور كبير في تطوير موهبتي الكتابية ، حيث قمت بتوظيف اللغة السينمائية داخل كتاباتي الأدبية عن طريق استعمال رمزيات معينة غالباً ما تستخدم في السينما، وبالتأكيد فإن تعاملي الدائم مع النصوص وتخيلي كيف أقدمها له دور كبير في إثراء مخيلتي التي هي العنصر الرئيسي للكتابة الإبداعية
اعرف ان لديك كتابات روائية اخرى تنتظر النشر.  هل التجربة الأولى كانت دافعا للتهيئ للرواية الموالية ام أنها تجربة اخرى تختلف عن سياق الرواية الأولى ؟؟
التجربة الأولى أعطتني حماساً عظيماً، وبدأت فوراً بكتابة العديد من الروايات ، ثم اكتشفت أن عليّ الانتظار قليلاً،  فالحماس والاندفاع الزائد قد يوقعني في فخ الرتابة والتكرار، وهكذا حتى عام ٢٠١٤ حين سقط الإلهام مفاجئاً وكتبت روايتي الثانية ، والتي هي الآن تحت التنقيح وستنشر قريباً، يبدو أن فترة الانتظار تلك قد كانت في مكانها ، حيث تختلف الرواية الثانية عن الأولى بشكل كامل وإن كانت كلاهما تبحثان في النفس الإنسانية،  وفي فلسفة الإنسان ، ومعاناة الإنسان العربي وفقدان الهوية، إلّا أنها تذهب باتجاه آخر يختلف عن رواية (فليرمها بحجر)
تكتب الرواية ، والشعر وتهتم بالنقد السينمائي ، وتقوم بالإخراج السينمائي كمهنة  ،  اي هذه المجالات  تأخذ الحيز الاكبر من اهتمامك؟
،بكل تأكيد كان لي تجارب شعرية في فترة المراهقة، ولكني قررت ترك الشعر حين أحسست أن موهبتي في الأدب والرواية أكبر من موهبتي كشاعر، أما بالنسبة للسينما فهي حلمي منذ الطفولة فطالما عشت داخل الأفلام،  ومع أبطالها،  وتقمصت شخصياتهم،  وكان لوالدتي ووالدي دور كبير في تنمية تلك الموهبة، لذا فأجد أن السينما هي الأقرب إلى قلبي وإن كنت أحب جميع المجالات بنفس الدرجة، يمكنك تشبيهها بشخص لديه عدة أطفال هو يحب الجميع بنفس الدرجة ولكنه يحب كل منهم بطريقة،  وهذا بالضبط حالي مع المهن التي اخترتها لنفسي
إلى اي حد ترى ان الكتابة الابداعية بالمهجر وصلت الى القارئ العربي وهل تحظى بالاهتمام اللازم؟
هناك جهود من أجل رفع المستوى الثقافي والكتابة بشكل عام في المهجر،  ولكن أجد أنها في أغلب الأحيان  للأسف الشديد،  جهود فرديّة لا تتلقى الدعم الكافي، حتى الكتّاب في الوقت الحالي،  وفي كل مكان قد تشتهر كتاباتهم وتصل للجمهور ولكن ذلك لا يقدّم ولا يضمن لهم الاستقرار المادي، فلا يتمكن المبدع أو الكاتب أن يتفرغ للمهنة بشكل كامل ، خاصة مع ظروف الحياة الصعبة والتضخم الاقتصادي وقلة الاهتمام بالقراءة،  وكذا قرصنة الكتب التي أصبحت في متناول الجميع على الإنترنت وهذا ما يعرض الكاتب لظلم كبير جداً
هل هناك قارئ بالمهجر للمنتوج العربي؟
حقيقة حتى اللحظة لم أعرف ما هي نسبة مبيعات روايتي فلن أتمكن من الإجابة عن هذا السؤال، ولكن من خلال ما رأيت من تجارب الأصدقاء من الكتّاب والشعراء فإن مبيعات كتبهم لم تصل حتى إلى الحد الذي يغطي تكاليف الطباعة وأغلب الطبعات تذهب كهدايا أكثر منها طلب على الشراء
إلى اي حد كمؤلف يشغلك الهم العربي بالمهجر؟
في الحقيقة روايتي الثالثة لم اضع لهاعنوانا بعد، أما الرابعة  تحمل عنوان “أعيشُ بمفردي” ، وكما يتضح لك من العنوان فهي تتحدث عن معضلة العيش في المجتمع الغربي ، هناك معاناة حقيقية ومشاكل حقيقية منها : مسائل الاندماج ، والعزلة،  والعنصريّة وغيرها، وجميعها تعتبر هموم،  ولا يمكن تسليط الضوء على هذه المشاكل دون الكتابة الإبداعية ، عن طريق الرواية أو القصة أو غيرها ، وأعتقد أنه يجب تنشيط حركة الترجمة لتصل هذه الكتب إلى القارئ الغربي أيضاً
! التطبيب النفسي وعلم الإنسان أو الأنثروبولوجيا الاجتماعية الذي تمارسه حبا في هذه المهنة الشريفة وبالمجان: حدثنا عن هذه التجربة المميزة
عند وصولي إلى أستراليا،  لم أتمكن من الالتحاق لدراسة الإخراج مباشرة بسبب ارتفاع القسط السنوي،  ولهذا السبب ،  ذهبت باتجاه علم النفس وحصلت على درجة بكالوريوس من جامعة أستراليا الوطنية، لم أتمكن من ممارسة المهنة لأني رفضت رفضاً قاطعاً تقاضي أجور لمساعدة المرضى ، وكان هذا ينبع من إحساسي الإنساني وحبي الشديد لمساعدة الناس،  وهكذا بقيت أمارس تلك المهنة حسب أوقات فراغي وبشكل مستمر وبدون مقابل، وأعتقد أن هذا أعطاني دافعاً عظيماً أيضاً للكتابة ولفهم الإنسانية بشكل أكبر ، ولأكون أيضاً قريباً من الناس ومعاناتهم وهمومهم ومشاكلهم الأسرية والعائلية تقلباتهم وأهوائهم ومزاجاتهم
أخيرا: كيف تقيم التجربة الإبداعية العربي بكندا من خلال علاقاتك بالعديد من المبدعين والجو الثقافي العربي الكندي؟
هناك الكثير من المثقفين والمبدعين العرب في كندا، أسماء أجدُّ فخراً كبيراً في لقائهم والتعلم منهم،  ومن تجاربهم ، هناك مبدعين من كل الأعمار وفي شتى المجالات الأدبية والعلمية ، والتكنولوجية، وأعتقد أن لكل منهم تجربته الخاصة ، وتحدياته ، أتمنى أن أرى يوماً مؤسسة  أو جمعية أو ملتقى يجمع جميع المبدعين العرب ، وأن يكون هناك تعاون فيما بينهم للإنتاج المشترك مع التشديد على أن يبقى هدف  المؤسسة أو الجمعية أو الملتقى ،  العمل الإبداعي البحت ،  يوحدهم بعيداً عن الإقصاءات والنخبوية والتحزيب،  وأن يكون هدف الملتقى  ابداعي وعلمي تتجمع فيه التجارب من شتى المجالات
 

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com