قصيدة شعر للشاعر المغربي إدريس الزايدي
…أَتَظُنُّ أَنَّكَ
1
أتظن أَنَّكَ أخرستَ اُلْهَوَى بفُراتِي
وَمَحَوْتَ أَنَّاتِي وَمُعْتَصَرات
و قَتَلْتَنِي قَتْــلَ المُـذِلِّ تَلُومُـنِي
وَنَذَرْتَنِي لِلْحُلْـــمِ وَاُلْـعَبَــرَاتِ
2
أَتَظُنُّ أَنَّـــكَ قَدْ فَقَــأْتَ عُيُــونِي
وَسَحَبْتَ مِنْ عَيْنَيَّ مُنْتَظَــرَاتِي
وَوَهَبْتَ لِلرُّعْيَانِ صَوْتَ مَسَائِهَا
يُدْمِي بِمُنْحَدَرِ الهَــوَى عثَرَاتِي
3
أَتَظُنُّ أَنَّـكَ قَدْ وَأَدْتَ لِسَانِي
وَشَهَادَةَ اُلْمِيـــــلاَدِ ثَبْتَ عُرَاةِ
وَأَنَا اُلْمَشِيمَةُ مَوْعِدٌ لِمَوَاجِدِي
لاَ أَشْتَكِي مِنْ نَاسِـجِ اُلْعَـوْرَاتِ
4
أَتَظُنُّ أَنَّكَ جِئْتَ تطْلُبُ نَسْخِي
لِدَمٍ تَرَدَّدَ فِي فَــــمِ اُلشَّجَرَاتِ
أَحْتَالُ بَيْنَ شِعَابِهَا وَسُهُولِهَــا
أَخْطُو اُلْمَوَاكِبَ فِي دَمِ اُلنَّكِرَاتِ
5
أَتَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ كَمَمْتَ لِسَانِـي
وَرَسَمْتَنِي بِمَوَائِـــدِ اُلـــنَّعَـرَاتِ
وَأَنَا عَلَى قَيْدِ اُلْحَيَـاةِ أَسُوسُهَـا
أُسْطُورَةً مِنْ خُلْفِ مُـؤْتَمَـرَاتِ
6
أَتَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ كِتَابِي
وَشَرِبْتَ مِنْ دِينِي وَمُخَتَصَرَاتِ
وَنَهَلْتَ مِنْ سُفْلَى اُلْمَوَائِدِ غَيْمَةً
وَعَصَفْتَ تَمْحُوهَـا بِلاَ قَطَرَاتِ
7
أَتَظُنُّ أَنَّكَ كَاُلرَّمَــادِ بِسَهْلٍ
وَمَشَيْتَ نَحْوَ اُلْغَابِ خَلْفَ سُرَاةِ
تَعْلُو بِنَفْسِكَ أَنْ تُحَرِّقَ صَعْداً
وَجَنَاحُكَ مِنْ عِلَّـــةِ الجَمَــرَاتِ
8
أَتَظُنُّ أَبْدَعْتَ اُلسَّمَاءَ ونَجْماً
وَهَفَوْتَ تَقْضِمُ كِذْبَةَ النَّشَرَاتِ
وَأَنَا اُلْمُتَيَّمُ بِاُلشُّــرُودِ مُـــسَافِرٌ
أَكْتَالُ دِفْلَى أُمَّةِ اُلنَّعْرَاتِ
9
أَتَظُنُّ أَنَّـكَ لِلْغَمَامَــةِ رَقْصٌ
عِنْدَ اُكْتِحَــالِ اُلْعَيْنِ بِاُلزَّهَرَاتِ
حَتَّى إِذَا قَتَلُوكَ صِرْتَ عُطُورَهَا
وَاُبْتَاعَكَ اُلعُشَّاقُ بَيْـــعَ شُرَاةِ
10
أَتَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ كَسَفْتَ جُيُوشِي
وَاُلشَّرْقُ لِلْغَرْبِ عِلَّةُ اُلْفَوْرَاتِ
كَنُبُوءَةِ اُلْحَلاَّجِ أَنْكَرَهَا اُلــدُّجَى
لاَ بَــــارِقٌ يُهْدَى بِلاَ ثَوْرَاتِ
11
أَتَظُنُّ فِي اُلتَّيْهَاءُ رَجْعُ نُوَاحٍ
وَاُللَّحْنُ مِنْ جَوْفِي وَمِنْ وَتَرَاتِي
مَا بَيْنَنَا رَتَــقَ اُلْأَصَابِعُ مُضْغَــةً
تَحْكِي لِمَــنْ فِي لَحْنِـــهِ نَبَرَاتِـي
12
جُمِعَ اُلزَّمَانُ فَلاَ مَسَاقَ يَسُوقُ
مِنْ كُلِّ ضِلْعٍ صَـــاغَ مُبْتَكَـرَاتِي
أَوْدَى بِشَكْلٍ لِلْعَقَارِبِ فِي دَمِي
فَرَمَى بِظِلِّــــي رَمْيَــــةَ اُلذَّرَّاتِ
13
إِنْ تُنْكِرُوا عَنِّي اُلظُّنُونَ فَإِنِّي
أَبْكِي عَلَى أَحْلاَمِنَــا اُلْحَسِرَاتِ
كُلُّ اُلْأَمَانِي قَدْ قَتَلْـنَ عُرُوبَتِـي
وَقَتَلْتُ نَفْسِي أَحْتَسِي سَكَرَاتِي
إدريس الزايدي