ربع قرن

ما جذبها في خطيبها، قبل حبها له، هو فكره المتنور والمتحرر، وإيمانه القوي والراسخ، بأن المرأة سوية مع الرجل، وشريك أساسي له، في شتى مناحي الحياة. هي الأفكار ذاتها تقريباً، التي تربت عليها بشبيبة الحزب. وكان زوج الأستاذة، التي تعمل في مكتبها، منذ فترة قصيرة، خير مؤطر لها في تلك المرحلة

بعد شهرين فقط، كسبت ود وثقة واحترام رئيستها، التي بادرت بهدم الحاجز، الذي تفرضه ظروف الشغل، أحياناً، بين رئيس ومرؤوس. أصبحت فترات الاستراحة، من حين لحين، بالمطبخ الصغير، خلف المكتب الكبير، تقرب بينهما، وهما تحتسيان قهوة أو شايا. فتحت سيدة المكتب، قلبها للشابة المخطوبة، مشتكية ومتذمرة من زوجها، الذي تقلب عليها، وعلى نفسه، تقلب الزمن. تنكر للمبادئ والقيم، التي جمعت ووحدت بينهما، في بداية مشوار حياتهما المشتركة

بقلب معصور، ودونما فرح أو حماس، كانت الفتاة الطموحة، ذات الخمسة وعشرين ربيعاً، تعد العدة لعرسها، في الوقت ذاته، الذي كانت رئيستها، تقوم بإجراءات إنهاء ارتباط عاطفي وأسري، دام  ربع قرن، لأن الزوج الذي خلق اسمه وشهرته، من مناصرته اللامشروطة لقضايا المرأة، اختار إكمال حياته، رفقة فتاة، عمرها، خمسة وعشرون ربيعاً