المطربون المغاربة أول من غنوا شعر نزار قباني في الستينات
أحفظ قصائد المتنبي غيبا.. وأضعه في الذروة دون تردد
السيد عمر عزيز السملالي من وجوه المدينة العريقة وأحد وجوهها المألوفة.. كجمعوي نشيط في عدة جمعيات تهتم بالدار البيضاء وبيئتها.. التقيناه في أعقاب نشاط نظمته فعاليات من مغاربة العالم فكانت فرصة “ ألوان ” لإجراء هذ الحوار القصير الذي يستعيد من خلاله ذكريات من صباه وشبابه
حدثنا من الذاكرة عن علاقتك الحميمية مع الدار البيضاء العتيقة.. وقد بدأت تجوس خلالها مبكرا جدا؟
،فتحت عيوني على هذه المدينة في أحد أعرق أحياءها.. عرصة فتيحات، التي ضمت في جنباتها خيرة الوطنيين وأوائل الفنانين المبدعين، مثل المعطي البيضاوي، العربي، سلامات، وغيرهم كثير… كما ضم الحي أعرق الأسر: كآل القرقوري والكداني.. والمقاوم محمد الحداوي، وآخرون كثر ، حفظتهم الذاكرة البيضاوية فيمن حفظت
في فترة التلمذة، اتسع افقك وتعددت مواهبك ، تعرفت وعملت مع أشهر الوجوه الفنية والثقافية ومشاهير البيضاء؟ هذه فرصة نادرة لم تتح للكثيرين. ماذا تتذكر منها؟؟
كنت محظوظا جدا في الواقع، واتيحت لي فرصة لم تتح للكثيرين، حفظت منها ولا ازال وقائع تنثال أمام ناظري كأنها حدثت بالأمس. لقد وجدت نفسي وسط عالم ما كنت لأتوقع ان أعيش أطواره الشائقة والممتعة
انطلقت في سن العاشرة مع فطاحل المسرح الاحترافي. كنت الهاوي الوحيد من بين من ضمت فرقة الكواكب ، التي سجلنا منها للإذاعة الوطنية مجموعة من التمثيليات لاقت اقبالا واسعا آنذاك وحتى العام 1961 ، سنة توقفها عن النشاط الإذاعي والمسرحي. في ذات الآن، تعرفت على مطربي الزمن الجميل الذي انطلقوا في مجالهم بنفس الفترة…عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط اللذين جمعتني بهما صداقة وذكريات دافئة حتى اليوم. من بين مثقفي المرحلة تعرفت على الكثيرين من بينهم الشاعران مصطفى النيسابوري وحميد الهواضري ، والأديب المرحوم محمد خير الدين
تمتعت بذاكرة قوية، ما مدى تأثير الهواية عليك وماذا اتاحت لك؟
في واقع الامر.. لما انخرطت في فرقة الكواكب مع محترفين كبار لم اركن الى العمل فقط، بل وجدتها فرصة للاطلاع على تاريخ المسرح العالمي وشاركت في تداريب احترافية يؤطرها الاستاذ اندريه فوازان.. يعرفه المرحوم ادريس التادلي. الشيء الذي تفتحت معه مداركي وتعرفت على مختلف اتجاهات المسرح العالمي
كنت وما زلت مرحا محبا للحياة. اين راحت وجاءت بك ظروف الفتوة والشباب…؟
قضيت ردحا من الزمن في اوروبا للدراسة والعمل. وطبعا للاستمتاع بأجواء باريس وبروكسيل.. زرت المانيا وهولندا والبلدان الاسكندنافية. واستمتعت بالعروض التي تقام على مسارحها. كنت مواظبا على السهرات والعروض الموسيقية.. حضرت اساطين الكلاسيك، روبنشتاين، شمشون فرانواه، اغيل يهودي.. وما لن انساه ابدا حفل الأسطورة رافي شانكار ويهودي مانهن
وأنت أحد عشاق المدينة العتيقة، وأهلها، وأعيانها، وأسرها.. ألا تسترجع مع” ألوان ” بعض الومضات من الزمن الذاهب؟
** جمعتني الاحوال مع رجالات البيضاء الذين تركوا بصمات عميقة في البيضاء.. أحدهم الحاج احمد بنجلون التويمي الشهير ب ” شوكولا ” كان مناضلا ووطنيا صادقا عاش نزيها وغاب عن الدنيا نزيها. قدم للوطن خدمتن جليلة وأنفق اموالا طائلة في سبيل الرياضة الوطنية.. اذكر ايضا.. بوعلام الدكالي الذي كان كاتبا خاصا لولي العهد مولاي الحسن اذكر ايضا آل الحريزي والتوازني الشاي. والكثيرون
موضة الغناء لقصائد نزار قباني صارت معروفة لدى مطربين ومغنيين عرب، للتذكير وللتاريخ، نريدك أن تحدثنا عن السبق المغربي لغناء قصائد الشاعر نزار قباني في فترة الستينات ، لنذكر أغنية (مكابرة) كمثال على ما قلت!؟؟
هذه القصيدة المغناة “مكابرة “انفرد بأدائها المرحوم المعطي بنقاسم. وهي الوحيدة التي اختارها عبد الرحيم السقاط… وعلى ذكر هذا الرجل المثقف، فقد عاشرته ورافقته. فهو من الرعيل الاول من الفنانين المغاربة الذين تخرجوا من معهد
فؤاد الاول بالقاهرة. وقد كان من بين زملاء الرحلة الدراسية هذه، الفنان المرحوم إسماعيل أحمد. بالإضافة الى قصيدة مكابرة ، لحن عبد الرحيم السقاط ، للشاعر نزار قباني في فترة ستينات القرن الماضي، هناك قصيدتين جميلتين.. الاولى غناها المطرب عبد الوهاب الدكالي تقول
أأنت الذي يا حبيبي.. نقلت
لزرق العصافير أخبارنا؟
تدق مناقيرها الحمر شباكنا
وتغرق مضجعنا زقزقاتٍ
ومن أخبر النحل عن دارنا؟
فجاء يقاسمنا دارنا
يزركش بالنور جدراننا؟
ومن قص قصتنا للفراش؟
سيفضحنا يا حبيبي العبير
فقد عرف الطيب ميعادنا …
ومن قص قصتنا للفراش؟
فراح يلاحق آثارنا
سيفضحنا يا حبيبي العبير
فقد عرف الطيب ميعادنا
أما الثانية وعنوانها” الهاتف “للشاعر نزار قباني فغناها عبد الهادي بلخياط. وتقول
صوتك القادم من خلف الغيوم
مد لي أرجوحةً من نغم
! من ترى يطلبني؟ مخطئة
أنا جرحٌ مطبقٌ أجفانه
رقمي. من أين قد جئت به
بعد أن عاش غربياً مهملا
كيف.. من بعد شهور ٍ خمسة
حبنا.. كان عظيماً مرة
( أتقولين : (أنا آسفة
لم أعد أخدع يا سيدتي
صوتك العائد.. لا أعرفه
حلوتي! بالرغم مما قلته
داعبي كل مساءٍ رقمي
كلمة ٌ منك.. ولو كاذبة
حبنا.. كان عظيماً مرة
أخيرا.. ما قصتك مع المتنبي…؟
لا اخال قارئا للشعر ومتذوقا يجهل مكانة ابو الطيب الشاهقة. احببت الرجل في المرحلة الثانوية. وقصيدته…واحر قلباه…التي حفظتها غيبا. ثم انطلق اعجابي بالرجل الشاعر الاسطورة الى يوم الناس هذا. اذكر انيي صادفت الدكتور محمد عزيز الحبابي في البيضاء..وتجاذبنا الحديث حول ديوانه الصادر حديثا.” بؤس وضياء “.. ثم انجر الحيث للمتبي..وكنت استعد للسفر الى فرنسا…فنصحني بالبحث عن أطروحة جاك بيرك حول المتنبي العاشق..فكان اول نشاط لي هناك استنساخ الاطروحة والانكباب عليها كما ان اول كتاب اقتنيته هناك كان ديوان المتنبي..الذي لم يفارق حقيبة السفر ابدا