ثريا حضراوي: الفنانة والكاتبة في حوار خاص عن تجربتها الفنية عبر عقود من العمل والإبداع.
ثريا امرأة ميزتها شخصيتها القوية وصراحتها وشجاعتها لتقول ما يجول بفكرها وخلدها بدون خوف أو تردد. اكتسبت تجربتها من خلال نضالها و من خلال مسارات متعددة ابتدأت بتدريسها للفلسفة في بداية عملها كأستاذة ثم تجربتها في المجال الإعلامي كصحفية و بعدها ضمن المجال الفني حيث ولجت عالم طرب الملحون والطرب الأندلسي والغناء الصوفي الذي عشقته وانغمست في أغواره بعشق لا حدود له.
نترك للقراء متعة الاستمتاع بهذه المقابلة الخاصة:
توأمة العمل الفني بين غنائك الملحون وتجربة الإلقاء الشعري للشاعر عبد الله ازريقة تجربة جد مميزة وجميلة: كيف بدأت وما هي آفاق هذا المسار لإدماج القصيدة في عناق مع أغنية الملحون؟
في الواقع تقديم عروض يمتزج فيها صوتي (غناء) وصوت عبد الله زريقة (شعرا ) يعود إلى بداية الثمانينيات، حيث في إطار جمعية الشعلة الغنائية التي أسسناها، كنت أغني أغاني “ملتزمة” من ألحان المجموعة أو للشيخ إمام أو مارسيل الملحون خليفة وكان عبد الله زريقة يلقي قصائده… الا أنه بعد صدور شريطي الأول في فن الملحون عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين ، عرض علي مدير المركز الفرنسي بالرباط آنذاك أن أغني بعض المقاطع من قصائد الملحون في إطار أمسية نظمها لتكريم الشاعر عبد الله زريقة حيث كان سيقرأ شعره بمشاركة فاطمة المرنيسي وثريا جبران… وكان لهذه الأمسية الناجحة وقع كبير على الجمهور الحاضر أو في الصحافة. قمنا بجولة في المراكز الثقافية الفرنسية في المغرب، ثم قمنا بسهرة أولا في مدينة بوردو الفرنسية ومدن أخرى، ثم جولة منظمة من طرف معهد غوته الدولي امتدت إلى عدة مدن ألمانية ونمساوية وسويسرية… لقد قدمنا هذا العرض في أغلب عواصم أوروبا، دائما مع ممثل يقرأ قصائد عبد الله في لغة البلد المضيف… طبعا مع السنوات روضنا هذا العرض حيث أضفنا إلى ما كان بالتوالي غناء قراءة غناء، نوع من الاشتغال على الغناء والقراءة في نفس الوقت وهذا يتطلب الكثير من التمرين ويعطي للسهرة نكهة خاصة. وكان عنوان العرض: غناء الأمس وقصائد اليوم:
هو عمل لاقى نجاحا أينما قدمناه (Chant d’hier poésie d’aujourd’hui)
والواقع أن هذه التجربة تقدم وجه المغرب الشعري: الشعر القديم المتمثل في الملحون باعتباره ديوان المغرب بامتياز، وديوان عبد الله زريقة الحديث. وهذه السهرات هي امتداد لعمل كل واحد منا على حدة وهو حوار بين صوتينا الشعري والغنائي…
حدثينا عن تجربتك الغنائية في مجال الملحون من خلال أزيد من ثلاثة عقود. هل تعتقدين أن أغنية الملحون ستحافظ على مكانتها في ظلال التطور التكنولوجي والإقبال على الأغاني السريعة؟
لا أستطيع ان أتكلم عن تجربة امتدت لأكثر من ثلاثين سنة في بضعة أسطر. لكنها كانت تجربة غنية استفدت منها كثيرا، مستني بعمق وغيرت مجرى حياتي والطريقة التي أنظر بها للعالم، لأن صوتي أصبح بوصلتي في الحياة.
اصدرت العديد من الألبومات كان أولها في عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين جمعت بين ملحون وطرب أندلسي وغناء صوفي، اكتشفت من خلال ذلك وجه المغرب المشرق وحاولت تقاسمه مع جمهور واسع، بطريقتي الخاصة. وقدمت العديد من العروض عبر العالم وعملت مع موسيقيين عالميين والتقيت بأشخاص نادرين، منهم من مازال صديقا. طبعا في عالم الفن هناك دورات ومشاكل مختلفة آخرها أزمة كورونا وما جنته على الفنانين منذ سنتين على الأقل، ولكن طريق الفن مسألة اختيار ويجب تحمل تبعات هذا الاختيار كيفما كان الحال…
هل تعتقدين أن أغنية الملحون ستحافظ على مكانتها في ظلال التطور التكنولوجي والإقبال على الأغاني السريعة؟
أغنية الملحون ستبقى حيثما وجد هناك صوت صادق يحملها وإعلام يواكبها… الأغنية السريعة في الغرب رغم جودة الكثير من إبداعاتها لم تسبب في اندثار موسيقى بيتهوفن وموزارت وغيرهم أو الأوبرا … لأن هناك مؤسسات الدولة من وزارة الثقافة والمسارح والمؤسسات الخاصة التي تساند إنتاجها… المسألة مسألة وعي مجتمع بذاته وليس مسألة أغنية سريعة مؤقتة.
لنتكلم عن تجربتك في الكتابة:
أصدرت كتابين: طفولة مغربية ثم البحث عن صوت. كيف جاءت فكرة الكتابة؟
كتابي الأول : “طفولة مغربية، صدر عن دار الفينك، ويحكي عن طفولة فتاة منذ ولادتها إلى سن الحادية عشر… وعبر هذه الطفولة أستعرض بعض ملامح المجتمع المغربي بعد الاستقلال، من خلال حياة بعض أفراد عائلة الفتاة… أو من منظور تلك الفتاة وخاصة الجانب المتعلق بالعلاقة بين الجنسين… وفي الكتاب الثاني “البحث عن صوت” من منشورات الفاصلة، فهو حياة صوت منذ أن اكتشفته صاحبته إلى أن اكتشفت الملحون… الصوت كنبراس أو كأداة للكشف… وفي هذه الحياة التي عاشها هذا الصوت وصاحبته هناك تجارب وقطائع… غناء وحب ونضال… وصداقات … والبقية ربما تأتي في كتاب آخر! …
الكتابة لم تكن أبداً من جملة اهتماماتي، الكتابة هي التي دقت بابي وألحت فاستجبت، سواء بالنسبة للكتاب الأول أو الثاني.
ما هي التدابير التي تحرصين عليها حينما تكونين مقبلة على عرض فني؟
التدابير التي أحرص عليها هي التمرين المستمر على برنامج الحفل أولا وممارسة الرياضة.
كنت صحفية لسنوات وكتبت العديد من المقالات في الثمانينات على صفحات مجلة (كلمة). ألا تحنين إلى هذا الفضاء؟
أعتز بتجربتي الصحفية، ولكنني لا يمكن أن أجمع بين الصحافة والغناء… كل واحد من هذين المجالين يتطلب جهدا وعناية كبيرة، واختياري للغناء هو تعبير على أنه مسالة جوهرية بالنسبة لي… الغناء هو ما يعبر عن “انايا” أو وجودي العميق.
Related
Zahra
زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية
المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام
Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian
Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French)
هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة
كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر
رابط الموقع: Alwanne.com