تهافت القطيع على حرمة الثقافة والفن في طنجة
بقلم: عبد اللطيف بنيحيى
ما كان لي أن أعود الى موضوع التطاول الصبياني اللامسؤول على حرمة الفن والثقافة في طنجة “المحروسة”، برصيدها الوطني والمتوسطي والكوني، لولا هذا الترويج الاجوف لمهرجانات ملتقيات تجمع حولها لفيفا من لقطاء الثقافة وأدعيائها، يفتقرون الى أبسط تصور للتصالح مع ما يليق بالرصيد الحضاري لهذه المدينة المطلة بغنجها وبهائها على جارتها الإيبيرية والتي أنجبت أبناء بررة سارت بأسمائهم الركبان، في أقاصي الاقطار والبلدان، كما هو الشأن بالنسبة للرحالة المغامر المذهل ابن بطوطة اللواتي الطنجي، والذي لو لم تنجب طنجة أحدا من الأعلام سواه لكفاها فخرا، كما أكد لي ذلك الدكتور عبد الهادي التازي رحمه الله في لقاء اذاعي مطول في بيته الأنيق العامر بمدينة الرباط قبل وفاته ببضع سنوات. ولعلي ببعض الذين تسري ” ان ” بين خلاياهم المشاغبة، سيعتبرون هذا الغمز يعنيهم، ما دامت الاشارة اليهم قد تجاوزت السبابة الى الوسطى، أمام هذا التسيب الصبياني الأرعن الذي يجد -لسوء حظ المدينة- من يؤازره و يوفر له ما فضل من فتات، بدل العمل على جمع شمل المثقفين والفنانين ومختلف
الغيورة، من أجل رسم معالم أفق مستقبلي مشرق، لتحقيق اقلاع ثقافي وفني مسؤول، يليق بالمجهودات المذهلة التي عرفتها المدينة في ورش اعادة تأهيل فضاءاتها العتيقة و معالمها الشاهدة على هويتها الحضارية بعمقها الوطني والمتوسطي والكوني
ان أي مشروع ثقافي فاعل، لا يمكن أن يتحقق الا بتوفير الامكانيات المادية والبشرية التي تليق بطبيعته و فحواه، واستثمار معقلن لخصوصية مختلف المعالم التي خضعت لعملية الترميم أو الاصلاح واعادة التأهيل، ما دامت كل معلمة من معالم طنجة التاريخية كانت تتميز بنشاط معين في مختلف المجالات الفنية والعلمية و الديبلوماسية وغيرها، والتي من بينها برج النعام ودار النيابة وسجن القصبة العتيق، وقصر بيرديكاريس و فيلا هاريس، وسينما ألكزار و فضاءات طنجة العتيقة وغيرها، ونحن الان على مشارف ترميم معلمة طنجة الخالدة: مسرح سيرفانتيس
.لقد آن الاوان لنبذ كل تلاسنات ومشاحنات مثقفي طنجة وفنانيها وموسيقييها، والتي تزكي تضخما مرضيا ل “أنا” بعضهم، شافاهم الله وأتلفهم عن سبل الضلال، حتى تزدان المدينة بالألق الثقافي و الفني الأليق بها، وتلك أماني تحذوها جميعا على كل حال
Related
Zahra
زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية
المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام
Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian
Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French)
هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة
كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر
رابط الموقع: Alwanne.com