ما زلت أفكر به ومتردد في محتواه، ويمكن أن يكون عن تجربة حب عشتها وأنا في الرابعة عشرة من عمري مع فتاة في الخامسة عشرة واستمرت هذه العلاقة لمدة عشر سنوات
الفصل الرابع: عنوانه الياقوت
هذه التجربة العشقية المذهلة التي ما زلت أعيش تفاصيلها حتى الآن بعد رحيلها يوم الثلاثاء الثالث من يناير ٢٠١٧
وسأقدم للقارئ التفاصيل في هذا الجزء
اليقين قيد والحيرة انطلاق
قلت لي يوما أن اليقين قيد وأن الحيرة انطلاق. هل لك أن توضح ذلك؟
بالفعل أتصور دائما أن اليقين قيد وأن الحيرة انطلاق،استمرار في تناسل الأسئلة وبالخصوص في القضايا الوجودية المرتبطة بالمجال الميتافيزيقي لا يمكن أن أقتنع شخصيا بجواب يمكن أن يزرع الطمأنينة في قلبي، وبالتالي يحقق لي نوعا من اليقين. أتجنب دائما أن أحبس نفسي في هذه اليقينيات
هناك أشياء لابد أن نخضع لها، كوجود الله واليوم الآخر مثلا ولكن لا يمكن لأي جواب مهما كان مقنعا من مصادر معينة أن يحقق لي نوعا من الاقتناع، وبالتالي لا يمكن أن يحقق لي يقينًا، وحتى في تجربتي الإذاعية أتصور دائما أن طرح السؤال أعقد وأصعب من الجواب عنه. هذا تصوري ، وهذا هو الشيء الذي جعلني أحدث نوعا من الخلخلة بالنسبة للضيوف الذين استضفتهم في العديد من البرامج سواء كانت شعبية كتلك المرتبطة بالبحارة أو بسكان البوادي أم تلك المتعلقة بالمجالات الثقافية أو الفكرية والفنية. دائما أتصور أن طرح السؤال مسألة صعبة للغاية، والشخص الذي يتقن ويحترم عمله عليه أن يتقن طرح السؤال ، ولهذا نرى هذا الجيش العرمرم من (الصحفيين) الذين تناسلوا في المواقع الإلكترونية والمواقع الاجتماعية وتلك السمعية البصرية يستهينون بالسؤال، نجد هناك أسئلة نمطية باهتة تؤكد بشكل كبير أن الذي يمارس العمل الصحفي لا يتوخى الإجابة التي يمكن أن يطمئن بها المشاهد أو المستمع أو القارئ. أعتقد أن طرح السؤال مسألة صعبة برأيي، إنها عملية ليست سهلة
هذه شذرات كتبتها حينما دخلت غمار هذه التجربة الصوفية الراقية جدا، تجربة أريد فيها أن أتخلص مني وأن أبحث عن تلك الأسرار الخفية في أعماقي، وأجد ألفة إذا قارنت بين اللحظات التي أقضيها في الصحو (اليقين) وبين اللحظات التي توازي الرؤيا (الحيرة أو الوهم) أجدني دائما في كامل طمأنينتي في الرؤيا وليس في الصحو. هذه التجربة الصوفية عمقت في هذا الإحساس بشكل كبير. أنا دائما بصدد طرح الأسئلة. والغرض من ذلك ليس العثور على أجوبة مقنعة أو غير مقنعة فقط للاستمرار في طرح الأسئلة على اعتبار أن الإنسان كائن يعتبر خزانا لهذه الأسئلة، بحيث أن الله خلق الإنسان على غير الحيوانات التي تأكل وتشرب وتتناسل، الإنسان ميزه الخالق بالعقل الذي يؤرقه
:وقديما قال المتنبي
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وذو الجهالة في الشقاوة ينعم
:حدثني عن علاقتك بالبحر
والدي رحمه الله كان يجد راحة و عزاء حينما يسرح بنظره من خلال نافذة البيت .المطل على البحر. علاقتي تمتد إلى مدى بعيد مع البحر، انه المكان الذي أرتاح فيه له .واناجيه ويسمعني.
ما هي العبارة أو الجملة التي ترددها باستمرار؟
يصعب علي كثيرا تحديد الجمل التي أرددها غالبا، إنها الاف التعابير والجمل التي تتوارد على الخاطر من خلال قراءاتي المتنوعة التي تتوزع بين كتب القصة والشعر والتاريخ وغيرها. مؤخرا وجدتني أردد هذه الجملة و قد سقتها في (إشارات الياقوت)، هذه العبارة هي ( إن العين لن ترى حتى تعمى) ، أتصور ا أن الرؤيا الحقيقية للعين التي نرى بها تصير رؤية من نوع آخر حينما تعمى العين، لأن العين آنذاك تبدأ الرؤية بحاسة خفية وإن ارتبطت بالعين انجذابي أقوى للقصة والرواية أكثر منه للشعر
ما هو أفضل كتاب قرأته وترك لديك انطباعًا معينا؟ ولماذا؟
لاشك أنني سأجد نفسي في حيرة من أمري، كيف لي أن أحدد كتابا بعينه أو بعضا من الاف الكتب وأنا مازلت في مرحلة التعليم الابتدائي ، فالكتاب لا يفارقني حتى هذه اللحظة. لا يمكنني أن أقضي يوما واحدا بدون قراءة أو على الأقل أن أتصفح صفحات كتاب أجلت قراءته أو أعيد قراءتها
يصعب علي تحديد واحد من هذه الكتب، من بين هذه العناوين الأساسية ، أذكر الرواية المذهلة لسيرفانتس ، دون كيشوت، الكوميديا الالاهية لدانتي ، هذا العمل البادخ الذي خلخل كياني إلى حد الآن لازلت بصدد إعادة قراءة الجزء الأول المعنون بالجحيم ، لأن الكوميديا تتوزع إلى ثلاثة أجزاء : الجحيم والمطهر ثم الفردوس: عميدان أدبيان شامخان
يصيبني الذهول كيف استطاع سرفانتيس في هذه المرحلة في القرن الخامس عشر أو قبل ذلك بالنسبة لدانتي، أن يكتب الكوميديا الالاهية ، وهذا السفر إلى العالم المتخيل ، وهذه الرواية المذهلة التي تحكي صراع الإنسان مع الواقع والخيال. أستحضر عملا لدويستوفسكي و بالخصوص (الإخوة كارامازوف)، هذا العمل الروائي شدني إليه شدا، وما زلت أسترجع تفاصيل هذه الرواية المذهلة . يمكن أن أذكر مثلا ( بطل من هذا الزمان) للروسي ليرمانتوف، بحيث كان سابقا لدوستويفيسكي ، الأمير الصغير لانتوني اكزيبري، كتب الرجل هذه الرواية وهو يتصور أنه يكتبها للأطفال ،لكن تفاجأ الكبار بهذا العمق الفكري والفلسفي والشفافية الفكرية التي تميزت بها هذه الرواية الأنيقة جدًا. أذكر مثلا موبيديك ، الرواية المذهلة لهيرمان نيلفيل ، هذا الصراع ما بين (اكاد) بطل الرواية والحوت الأبيض ، والشيخ والبحر للكاتب إرنست همنغواي ، هناك أعمال كثيرة يصعب علي أن أحدد عملا بعينه ، هناك أيضا أعمال من الأدب العربي ، هناك كتب أتمنى إعادة قراءتها ، كمستقبل الثقافة في مصر للكاتب طه حسين ، وهذا كتاب مهم جدا كتب أواخر القرن العشرين، وكان يكتسي خطورة كبيرة بحيث تنبه طه حسين إلى القاسم المشترك والخصوصية التي تجمع ساكنة البحر المتوسط في الوقت الذي نجد كاتبًا فرنسيًا فرناندو برودي آخر انصبت اهتماماته في هذا المجال، كتاب جد مهم .لا يمكن أن ننسى الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في مائة عام من العزلة، وكذالك بعض الأعمال من الأدب الفرنسي المعاصر ، كالجحيم لهنري باربيو، وغير ذلك كثير،
لدي انجذاب أقوى للرواية والقصة أكثر منه للشعر
وكما تلاحظين لدي انجذاب أقوى للرواية والقصة أكثر منه للشعر، أما بالشعر القديم وخصوصًا المرحلة الأموية ، وبعض النماذج المرتبطة بالمرحلة الأولى للإسلام
الإبداع في أمريكا اللاتينية بالنسبة إلي إبداع خارق يتميز كثيرا عن نمط الكتابة بأوروبا. هناك روايتين قرأتهما للكاتب الذي كنت أعتقد أنه شاعر حتى قرأت له روايتين ذهلت لهما وهو :طوماس هارفي، و مسرحية لتشيكوف وغير ذلك كثير
ما هي المهنة الذي كنت تتمنى ممارستها لو لم تكن أستاذا وإعلاميًا ؟
لولا ممارستي للتعليم والعمل الصحفي على مستوى الصحافة المكتوبة والسمعية ، بغض النظر عن الإبداع الذي ليس مهنة بالطبع وهو مجال شخصي نفرغ فيه تاملات في قالب قصصي أو شعري، تمنيت لو كنت بحارا على متن باخرة بين زمرة من البحارة في أعالي البحار نمارس الصيد ، ويكون وجودي على سطح البحر اكثر من وجودي على اليابسة، وهذا هو السر الذي يجعلني أزور البحر كل يوم أتأمل زرقته وأتجول على شواطئه وأتأمل نوارسه الجذلى ، وأتنفس أعشابه و طحالبه. البحر بالنسبة لي يظل ملاذي
لو أعطيت عمرا جديدًا ، كيف ستختار البداية؟
لو أتيحت لي هذه الفرصة لأعود إلى بداياتي قبل أن يحدد مصيري كما هو الآن لاخترت أن أبقى في أحشاء والدتي
احك لنا حدثا طريفا أو خطيرا حدث في حياتك ؟
:هناك حدثان وقعا في حياتي لا يفارقان ذاكرتي،
في الخمسينات حتى بداية الستينات كنا نقطن في حي القصبة.
الحدث الأول
كان والدي يشتغل في الجمعية الخيرية الإسلامية وكانت توزع الحساء والخبز وحتى الشكولاته التي توزع الأكل على المحتاجين والفقراء ، وكان يكتب أسماء الناس الذين يستفيدون من تلك المساعدات ، كنت صغيرا يومها، وأخذت دوري في الصف بين هؤلاء الناس لاحصل على نصيبي من العشاء، و فجأة وجدت نفسي وجها لوجه أمام والدي الذي دهش لوجودي و استغرب لرؤيتي أمامه، لن أنسى هذا الحدث أبدا.
الحدث الثاني
في نفس البيت حيث كنا نسكن، كان سور يطل على البحر بسيدي بوقنادل، كان أخي عبد العزيز رحمه الله ، توفي قبل ثلاث سنوات قد طلب مني أن أتمشى معه فوق السور العالي الذي يمكننا من البيت ان نتمشى وطوله عشرة أمتار تقريبا ، كانت هناك درجتان، انزلقت قدمي وكدت أن أسقط، وتمسكت بجذع من شجرة الخروع لكي لا أسقط، لو حدث أن سقطت لما كنت أحاورك اليوم.
مقتطف من شعر الأستاذ عبد اللطيف بنيحيى
*أقصى حالاتِ العشق..أن يتيه بك السبيلُ بحثا عن المعشوق..والمعشوق في قلبك..*
*ماذا كنت سأكون لو أنك لم تكوني؟
وكيف كان سيكون طعم الجنون لو لم تكوني جنوني؟
و هل كنت سأزهد في كلي
لتزهدي أنت في كلك
لبعض كلي؟
وكيف ارتفعت
بينما كنت أبحث عن سلم
أسنده على جدار القلب
كي أراك ترتبين قمصاني على حبل غسيل
قبل أن يأذن لي زائري بالرحيل؟
16
في حضرة الياقوت
لا أرى حين أسمع
و لا أسمع حين أرى..
و في حضرتها
يرعشني نبض روحها
في حصى مرقدها
و في الثرى..
و كل ما سواها
شظايا انشغال المؤقتين
بما أنا زاهد فيه..
17
للياقوت ما تبقى من شجني
ولها
جسر عبوري
من حضن أمي
إلى كفني..
وللياقوت رعشة الصمت
و سر يتناسل من سري في سرها
و من سرها في حيرتي
و من حيرتي
في جنوني..
فكوني
كما شاء لك الرب أن تكوني
بوصلتي
وجسر عبوري
من صمت عينيك
إلى متاهاتي..
Related
Zahra
زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية
المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام
Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian
Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French)
هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة
كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر
رابط الموقع: Alwanne.com