آلة العود…. عشق طفولي

أنغام العود تغمرني بفيض فرح لا أستطيع له تفسيرا                                  

الأستاذ عزيز داوني، فنان، مدرس للموسيقى، وخصوصا آلة العود، وجه من الوجوه البارزة لمواطن مغربي، عزفه يشدك إلى عالم السمو الجميل، بإيقاعات مميزة، يقيم بمدينة مونتريال، استطاع أن يثبت مساره بثبات، اعتمدا على ثقته بنفسه وقدراته الفنية والعلمية اشتغل في المركز الثقافي المغربي دار المغرب كمكلف بالوحدة الثقافية و الفنية و الفكرية، ثم بعدها
 “Loisir et qualité de vie.”.بمؤسسات أخرى، حيث توج عام 2021 بالجائزة الوطنية 
،تحدثنا عن غرامه وشغفه بآلة العود وأمور الهجرة
لنبدأ حديثنا عن  الجالية المغربية والعربية ومشاركتها (الأطفال/الشباب) في الاهتمام بالموسيقى كفن ومجال يمكن الاستفادة منه كالرياضة؟
 أحب أن أسميهم مغاربة كندا، أو مغاربة الخارج، وهكذا ممكن أن نقول الكنديون العرب، أو الكنديون من أصول مصرية مثلا أو مغربية. ولذلك حكمة لا يسع الحديث عنها في أسطر. مغاربة كندا، بين سندان العمل اليومي ومطرقة مستلزمات الحياة المعيشة ودراسة الأطفال. الجانب الترفيهي المؤطر كتعلم الموسيقى أو أي نوع من الفنون لا زال لا يصل الى ما نصبو إليه. والموسيقى تحسن الذوق، وتبعد الأبناء على هذا الاختراع الجديد الذي أخذ أذهانهم وعيونهم ووقتهم، وهو التلفون. فلا حاجة لتوضيح محاسن تعلم الموسيقى لأن ذلك من البديهيات
كيف جاءت فكرة الهجرة إلى الديار الكندية؟
هجرتي إلى كندا قدر لا مفر منه. بحيث أتيحت لي العديد من الفرص، ورفضت قطعا، ومع إلحاح زوجتي وتراكم كل هذه الإشارات، فهمت أن هذا أمر مما كتبه الله لي. وعليه قررت الهجرة. وفي ذلك أمر طريف ففي أحد الأيام، قالت لي زوجتي: ما رأيك في أن نهاجر إلى كندا؟ أجبتها بلا تردد، نعم، لنفعل
فوجئت واستغربت من ردي، وهكذا ابتدأت الرحلة. كان قدومنا عام 2009، لم أهاجر من أجل الجانب المادي، كان اختيارا، أو بالأحرى موافقة القدر. لأن الفرص لكندا كانت تتكرر باستمرار، لن أخفيك أن النجاح المهني ربما كان أحسن في المغرب. ففي كندا كما يعرف الجميع، على المرء أن يبدأ من الصفر فرغم اختصاصي في المواصلات السلكية، فإن ظروف التأقلم لم تسنح لي أن أواصل مهنتي كما أردت هنا. لذلك غيرت المسار إلى مجال العمل الثقافي وحصلت على دبلوم باشلور في الحركة الثقافية من لدن جامعة  « يوكام » كيبيك في مونريال، ، وهكذا بدأت أشق طريقي في المجال الثقافي والفني الذي يستهويني، فجمعت بين الجانبين عشقي للفنون والمهنة كإطار أستاذ لتعليم الموسيقى، هكذا أعدت البناء من جديد بعيد عن مهنتي وتكويني وخبرتي، لكن عموما أنا مسرور بكل الأحوال مع عائلتي الصغيرة
كيف كانت البداية مع عشق الة العود؟
 استهل كلامي عن حكايتي مع العود، بيني وبين (العود) حكاية عشق طفولي، رغم تراكم السنين.. في العاشرة بدأت أداعب أوتاره بحثا عن لحن يشنف أذني، وينعش روحي، دون إدراك مني لتلك الارتعاشة التي كانت تغمرني بفيض فرح لم أستطع له تفسيرا حتى الآن.. وربما بقي سرا يذهب معي
اختياري لآلة العود للوهلة الأولى كان سببه أمي رحمها الله حيث قالت لي اشتري عود لأنه مشرف
بعد فراق استمر طويلا حسبت أن الهجر بين (العود) وأصابعي أشبه بحكم مبرم لا استئناف فيه… كنت في الخامسة عشرة حين دخلت ليل الهجر.. قررت أن أنسى كل لحن أغبطني.. ورميت (العود) … وإذا بي أمام تحد جديد حضرني وانا أخطو عتبة الثلاثة والثلاثين
ففي ليلة من ليالي صيف البيضاء عام 2003..  كان القمر ينظرني وأحدق فيه.. حضرني صديق دراسة باعدت بيننا سنون البحث عن مكان لكلينا في متاهة المستقبل … كان يعرف شغفي ب(العود)… كان برفقة شقيقه الأكبر.. وثالثهما(عود).. تلك الليلة أعادت الحياة إلى حكاية عشقي التي حسبت موتها… لم يكن الشقيق يعني لي أي اهتمام… طلب مني عزفا … عزفت في حياء… كان يصغي بكل جوارحه… منتشيا… انتهت سهرتنا … ترك لي (العود) مصرا على اعتباره هدية …ثم إنني لا أنسى تلك الكلمة ما تزال ترن في أذني كما الصدى المخبؤ في محارة لفظها موج البحر…حين هممت بالاعتزال..  قال لي شاب من معارفي الفنية إنني أفخر بانتمائي لمدينة البيضاء لكونك منها
وفيها… ولكونك مبدع يطرب سامعيه بكل تأكيد … عاد اللحن يشجيني.. وعادت الحياة تسري في حكاية عشقي… وعاد العود يحتضنني.. واحتضته… هي حكاية سأكمل سطورها حتى آخر نقطة حبر.. حينها أحسست بحب الناس لعزفي وأعرضت عن فكرة الاعتزال
كيف تستطيع التوفيق بين الحياة المهنية والفنية في كندا الى جانب الالتزامات الأخرى؟
شيء صعب في البداية لمن لم يألف التوفيق بين أشياء متعددة، لكن مع ذلك أخصص وقتا للعروض الفنية آخذه من بين زخم متاهات الحياة المهنية والأسرية والترفيهية والجمعوية قمت بالعديد من العروض دوليا ولاقت اقبالا ونجاحا كبيرا لدى الجمهور من مختلف المشارب لم تعز هذا الاقبال لجمهور لا يعرف آلة العود وتقاسيمها؟
أن تكون لك القدرة على العزف مع موسيقات مختلفة، يرجع إلى التنوع الموسيقي والنغمي والإيقاعي الذي تزخر به بلادنا المغرب. فهو أول أرضية، ثم يليه إدراك لإمكانيات العود، ثم لفهم الأبنية الموسيقة. أما من التآلف الموسيقي فهذا مرجعه إلى الموسيقيين في انسجامهم بعضهم ببعض
Hand Pan:للتذكير قمت بثاني وبثالث تجربة بالعود والهاند بان
 Pierre Olivier Bolduc الثانية كانت مع موسيقى لياباني وأخرى كانت مع الكيبيكي
ترجمة اسم الفرقة، Music my self  أعتبرأول مغربي وعربي يعزف مع فرقة صينية
، les Reverdies عزفت مؤخرا في المهرجان الوطني لموسيقى القرون الوسطى مع فرقة٬٬ لي ريفيرديز
!كلمنا عن فرقتك الموسيقية: أوسموز
فرقتي هي امتداد لي عبر دمج موسيقاتي مع آلات أخرى، وعازفين عجم من كيبك، مدغشقر، نوفوبرانزووكمن أجل إبراز قوة العزف على آلة العود والأنغام الجميلة التي تنسجم بشكل كبير مع باقي الثقافات
   La place des Arts / القرون الوسطي(Médiévale)،  وقد قدمنا عدة عروض في مهرجانات مختلفة وفي الجامعات ومن بينها
عزفت مع فرق أوروبية ولاتينية: كيف استطعت أن تجعل آلة العود تنسجم مع آلات تلك البلدان؟
 آلة العود بحسب العازف، من هو ثقافته، علمه بالميدان وتجربته. الأصل في العود أنه يؤدي موسيقى نغمية، وليست هرمونية.  إقحامه من أجل أداء الهرموني ليس بالشيء الهين، قد ينجح وقد لا ينجح. والأجدر أن يختار ما يناسب الفنان وما يناسب آلته، لأن العيدان ليست شبيهة بعضها من حيث الصوت والإمكانيات التي تمنحها لك
  دائما أقول بخصوص تعلم العود 3 شروط: أن تكون لدى الطالب الرغبة مهما كان عمره وأن يكون الأستاذ جيد ويحبب المادة الموسيقية وأخيرا أن تتوفر آلة عود سليمة من العيوب التقنية خاصة. أما عن تجربتي فقد درست العديد من الطلبة من مختلف الأعمار إلى ما فوق السبعين، ومن مختلف الجنسيات العربية والعجمية ومنهم الموسيقيون المحترفون المختصون في آلات أخرى.  ولا زلت على هذا الدرب أدرس طلبة في جو أخوي ومرح
تعزف آلة العود بصيغة تختلف عن العازفين الآخرين؟ كيف؟
الأصل في الأمر، هو الفطرة البشرية على تقبل الشيء الجميل والصادق. وعندما أبدع المعزوفة من خلال أحاسيس أحس بها تنعكس في نقرات العزف فيحس المستمع مهما كانت أصوله بصدق المعني وبوضوحه، فيلامس فؤاده. هذا هو السر
الذي يميزهم ويميزني هو أن كل واحد منهم يعزف بطريقته الخاصة لا يستشف أسلوبه من غيره. وقد قلت أكثر ما مرة، أحب العازفين على مشاربهم وأحترمهم، لكن لا أحب أن أكون صورة لطبق الأصل لشخص آخر. أحب أن أبدع مهما كان مهما كان هذا الإبداع صحيحا أم ضعيفا أم متوسطا، المهم أن يكون إبداعي الخاص لتكون لي بصمتي أتركها من بعدي
أما عن طريقة عزفي، فبحسب ما قاله عني أحد العازفين: أزاوج ما بين المدرسة الطربية المصرية والمدرسة العراقية
كيف يمكن الحصول على آلة العود الجيدة؟
 من أجل الحصول على آلة جيدة صالحة للتعلم أنصح بالمؤسسات المحترمة التركية التي تبعث بالعود في غضون خمسة أيام وبأثمان مناسبة، دائما أقول بخصوص تعلم العود 3 شروط: أن تكون لدى الطالب الرغبة مهما كان عمره، وأن يكون الأستاذ جيدا ويحبب المادة الموسيقية، وأخيرا أن تتوفر آلة عود سليمة من العيوب التقنية خاصة. أما عن تجربتي فقد درست العديد من الطلبة من مختلف الأعمار إلى ما فوق السبعين، ومن مختلف الجنسيات العربية والعجمية، ومنهم الموسيقيون المحترفون المختصون في آلات أخرى. ولا زلت على هذا الدرب أدرس طلبة في جو أخوي ومرح

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com