اليوم العالمي للشعر
اليوم العالمي للشعر بهجة عشاق الشعر بعيد الشعراء
يحتفل العالم اليوم بعيد الشعر، بمتذوقي الفن الرفيع، بعشاقه المخلصين، بالشعراء المبدعين، عشاق الكلمة الموزونة والصور الشعرية الموسيقية، بالمعاني السامية المتنوعة المحملة بالعشق والهيام، بالألم والأمل، والحنين والشوق
هذا اليوم هو احتفال بأهل الشعر، بقصائد الرواد، بالشعر المحدث بكل الأنواع والأنماط الشعرية وحتى بالشعراء المبتدئين وبالهواة
في هذا اليوم يحلو للنصوص الشعرية ان تتباهى بصدق أحاسيس المبدعين، أن تتباهى بلحظات العشق وسحر الخلق، وفيض المعاني المبتكرة وموسيقى الشعر الرفيع
تدعونا القصيدة في هذا اليوم إلى الإنصات الجيد والتروي والفهم واقتحام عوالم النصوص وسبر أغوارها ومحاولة التمييز بين الجيد والرديء
تدعونا إلى التذوق والاستمتاع بنشوة الإبداع، فنحاول وان لم نكن نقادا أو شعراء، فنحن عشاق
في هذا اليوم نتمتع بحسن إلقاء الشعر، ببوح الشعراء، وغوصهم في بحر المعاني الإنسانية الصادقة والممتدة عبر العصور، لا يحدها مكان او زمان لأنها تنبعث من الذات الى الخارج على شكل ابداع فني متنوع ينير فهمنا للواقع -والفن والرؤيا فيخلق فينا انطباعا ساميا من الانبهار والإحساس بالسعادة والحب السعيد الحمولي
بوح الشعراء لألوان
تكتمل القصيدة بسلطان الشعر
في اليوم العالمي للشعر تتأكد العلاقة التاريخية والجمالية بين الوردة والمرأة والقصيدة في سياق رزنامة مارس. ففي أوله تتفتح وردة الربيع الأولى، وفي الثامن منه العيد الأممي للمرأة.”وفي الواحد والعشرين تكتمل القصيدة بسلطان الشعر. عبد الرفيع الجواهري
هذا اليوم هو تذكير بالكلمة الجميلة النظيفة كوجه طفل
اليوم العالمي للشعر هو يوم كباقي أيام الله على هذه الأرض ألسعيدة. أقصد الغالبية العظمى من سكان هذا الكوكب الباحثين عن لقمة العيش. لا يعلمون به إلا من خلال مختلف وسائل الإعلام، ثم يمرون إلى اليوم الموالي. اليوم العالمي للشعر هو شأن ثقافي يخص نخبة من الشعراء والكتاب والفنانين ومن يدور في فلكهم من مبدعين ومثقفين والمهتمين. بالنسبة لهؤلاء هذا اليوم مناسبة للاحتفاء بالشعر والشعراء من خلال قراءات شعرية واماسي تصدح فيها أصوات الشعراء عاليا بما أبدعوه من بنات اخيلتهم وفق رؤية خاصة للإبداع وللكون. هذا اليوم هو تذكير بالكلمة الجميلة النظيفة كوجه طفل. الكلمة التي ليس بوسعها أن تغير العالم، لكن قادرة على أن تحتفي في هذا اليوم بقيم المحبة والخير والسلام. محمد بوجبيري
الشعر: الحرية أولا
كثُر الشعراء ولم يزد شغف الناس بالشعر. تنوعت الأساليب و الأجناس و أمضي بعض الشعراء و النقاد جل وقتهم في التجاذب حول جمالية الشعر العمودي أو قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر من عدمها، و كأن في ذلك فتوى تُلبسُ خرقة التصوف أو غيرها من مظاهر العصر و الحداثة
و واقع الحال هو أن الشعر وسيلة للتعبير مثلها مثل جميع أساليب الكتابة. فالشاعر أو الشاعرة يرصد نبض المجتمع و يقتفي أثر من يلهمه فكرة تخفف عنه عبء الا اتفاق على الفراغ الذي يحيط به، و المتمثل في الضجيج و الزحام و اللغط الذي لا ينتهي
الشعر رحلة ذاتية قبل أن تكون رسالة مجتمعية. و عندما يتحول الشعراء إلى منظرين يتنفسون بالرأي الواحد، و الفكرة المنزهة عن الخطأ، يساهمون في استبداد النمطية و يفقدون أهم و أغلى شيء تجود به الكتابة: الحرية
سَيِّدُ الْآفَاقِ، الْمُتَبَخِّرُ
وَحْدَهُ الشَّاعرُ – مِنْ بَيْنِ كُلِّ الْكائناتِ – مَنْ يَتَصَبَّبُ عَرقاً حِينَ يَتَسَبَّبُ – عَفْواً – في رَشْقِ الْفَرَاشَةِ بِنَظْرَةِ عِشْقٍ. وَحْدهُ الشَّاعرُ مَنْ يَتَشَكَّلُ على هَيْأَةِ طَائرٍ حينَ يَعْتَزلُهُ دَوْحُ الِانْتِماءِ لِلْبَشَرِ، فَيُحَلِّقُ نَغَماً بينَ الشِّعَابِ والْجُحُورِ وَ الدُّنَى لِيَرْسُمَ الْأَمَانَ على بِدَاياتِ الْحُب وعَلى خَواتِمِهِ
وَوَحْدَهُ الشَّاعرُ مَنْ يَمْلِكُ حِسَّ الْمُصَادفاتِ، فَيَجُولُ مَعَ الْعَناصِرِ لِيُدْركَ الْإشَاراتِ، وَلِيَتَظَلَّلَ بِالسَّحابِ، ولِيَصِيرَ صَوْتُهُ أَعْلَى …. حينَ يَصْمُتُ
الشاعرُ مُتَبخِّرٌ بِفِعْلِ الْقَصيدِ، زَارِعٌ لِلْوُدِّ حينَ تَعْتري غَيْرَهُ قُشَعْرِيرَةُ الْجَفاءِ وَرِعْدَتُهُ، نَائمٌ في نَفَسِ الْغَسَقِ، مَتَى الْبَيَاضُ لَاحَ، مُتَعَرِّشٌ أُبَرَ صَنَوْبَرَةٍ عِندمَا يَهِيمُ على أَغصَانِها عُصْفُورٌ
اَلشَّاعِرُ، ذاكَ الْفَوْضوِيُّ الْعَميقُ، اَلْمُنْزاحُ بِاتِّجاهِ الْهَوامِشِ، والْمُؤْنِسُ لِنَوَازِعِ شُرُورِنَا … هُوَ هَشٌّ بِطَبْعِهِ. يَتحسسُ فينا مَكامِنَ الدَّهَشِ لِيَنْفُثَ هَسِيسَهُ ولِيُطَوِّحَ بِها صَوْبَ الْأَقاصِي. لَوْلَاهُ مَا انْجَلَتْ حَقائقُ وَتَعرَّتْ. وَبِدونِه مَا شَعَرَتْ أَطْيافُنَا بِخَطيئَةِ الْخُرُوجِ منَ الْفِرْدَوْسِ!! لَوْلاهُ مَا أَدْرَكْنَا الْمُخْتلِفَ والْمُتَعَدِّدَ
اَلشاعرُ يُعَلِّمُنَا حَشْدَ اللَّانِهائِيِّ، يَرْبِطُنا بِهَلَاكِ الّلغْوِ، يَعْبُرُ بِنَا طيلةَ أَسْفارِهِ نَحْوَ الْحُلُمِ. يُدْنِينَا مِنْ فِعْلِ الْمَوْتِ، يَدُسُّنا فِي لُزُوجَةِ الرَّغْبةِ والرَّهْبَةِ. يَصْنعُ مِنَّا أُولئكَ الْمَهْوُوسينَ بِعُزلَةٍ مِنْ رُخَامٍ أَبْيَضَ
الشعرمتنفس لابد منه
خلد يوم الشعر عام 1999 من طرف اليونيسكو حتى لا يندثر هذا النوع الراقي من الكتابات التي تجسد هوية المشاعر ووصف حالتها النفسية أيا كانت ، ومع ذلك نلاحظ تراجع هذا الفن الراقي وتهميش الشاعر وعدم تقدير مَلَكَته بالشكل المطلوب ، وقتله إن كان صادقا لا يهاب سلطانا ولا يخشى لومة لائم في الحق كأحمد النعيمي صاحب ( نحن شعب لا نستح ) والذي قضى شنقا بسبب وحيدته التي لن تموت ابدا … الشعر متنفس لابد منه ، ور
غم ذلك محروم من المهرجانات والتكريمات ورفع معنوياته بالشكل الصحيح في زمننا
ظروف العيش الصعبة والمتردية في دولنا العربية خاصة ساهمت بشكل ملحوظ في عزوف جمهور الشعر عن سماعه والشعور به ، ناهيك عن القصيدة العمودية التي ما فتئت تحتضر وعن قصيدة التفعيلة التي تلتحق بالأولى ، أما شعر النثر والنبطي والزجل المغربي ، فنون تناضل من أجل البقاء .. عزاءنا أن يضع المسؤولون يدهم في يد الشعر آخذين به إلى بر الأمان
الشعر ظل الجوهري : لبنى المانوزي
لا يمكن للجملة العربية إلا أن تكون شعرا منذ القبائل الأولى؛ حيث المجازات مرايا الروح ؛ في البدء إذن كان الشعر حتى يكتمل التمازج بين الإنسان وأصله المنثور كائنات وجمادا في كتاب واحد وإن تعددت الأقلام واللغات والرؤى ؛ نحتفي بالشعر غيبا وحضورا نعدد صفاته الظاهرة والباطنة ونصف تشكلات مريديه؛ هو الدرب نحو الصفاء المتحرر من شقاء الثبات هو العين الثالتة التي منها تتمدد الأشجار بكينونات متجاورة حينا ومتنافرة في أحايين أخرى لكنها تظل دوما سبيل التعافي من ترسبات مدينة عاطلة وغوص في الجوهري الذي لن يدل عليه سوى ناي الراعي في الخلاء البارد و أنين المخاض بين شوارع نصف مضاءة تحاول بعث الروح بأدوات من ماء
الشعر سفر بين الكتابة والمحو: إدريس زايدي