نائب الرئيس الأول للخدمات الصحية للأمراض المستعصية
شركة ماكيسن لتوزيع الأدوية
الهجرة: مسافة الميل تبدأ بخطوة
السيد رامي عياد، نائب الرئيس الاول للخدمات الصحية للأمراض المستعصية بشركة كندية. اشتغل في مصر بعد التخرج، وعمل في كل من الكويت والامارات العربية المتحدة وفرنسا وتركيا قبل أن يستقر بكندا. لازال يعمل بالمجال الصيدلي/ الطبي، ويدير شركة ماكيسن لتوزيع الأدوية وتقديم العديد من الخدمات لصالح المرضى من فئات مختلفةً
اخترنا إنجاز حوار مع السيد رامي عياد باعتباره أحد العقول المهاجرة من خارج الوطن العربي، استطاع خلال ثلاثين سنة من العمل الجاد والمثابرة أن يتربع على رأس أهم الشركات الدولية في مجال الخدمات الطبية
في البداية سنتحدث عن الهجرة : مالذي يمكنك قوله لأفراد الجالية العربية الجدد بكندا؟
الهجرة من الوطن امر ليس بالسهل، بحيث يترك الشخص وطنا فيه ولد وتربى وترعرع ودرس، له عائلة وأصحاب وخلان، ولظروف تتفاوت من فرد لآخر، تأتي الهجرة لدى البعض كوسيلة للبحث عن وضع أحسن من الناحية المادية، ولدى البعض حبا في تتمة الدراسة وإيجاد عمل وربما ترحيل عائلته للظروف التي يعرفها الوطن العربي عموما، وأنتم تعرفون ما أقصد وإن كانت الهجرة هي الحل الاخير لحالات كثيرة تحت طائلة الحاجة، او الحرب، أو الانتماء السياسي، أو مواقف اخرى تتنوع من حالة لأخرى
كمهاجرين جدد في بلد جديد، تفرض علينا الظروف العامة أن ننصاع وان نتأقلم مع المناخ الجديد، حسا ومعنى، يعني من حيث الطبيعة ومن حيث التفكير، ونحن مطالبون بالاندماج في مجتمع تختلف طباعه عما تعودنا في بلداننا، على كل المستويات، بدءًا بالنظام، واحترام الأخر، وممارسة حياتنا بشكل غير ما تركنا هناك. مطالبون نحن بالاندماج في المجتمع وقبول التغيير والمسار الجديد، دون أن ننسلخ من هويتنا كعرب بالطبع، فلنحافظ على ثراتنا وأصالتنا. بالتأكيد، التغيير لن يكون سهلا
مسافة الميل تبدأ بخطوة، على كل مهاجر أو وافد الا يخشى من التغيير، بحيث غالبا ما يجر في ذيوله مفاجآت من العيار الثقيل، لكن على الإنسان أن يركز على الجوانب الإيجابية ضمن هذا التحول، شريطة أن يكون مؤمنًا بأنه يقدر أن يتعلم ويستفيد من الإمكانيات المتاحة له في هذا البلد بالخصوص، ويمشي قدما مع برمجة لمستقبله
كل تغيير غير مستحب في البدء، لكن مع مرور الوقت ندرك قيمة هذا التغيير على وفي حياتنا، بحيث يصقل شخصيتنا ويجعلنا أكثر وعيا وإدراكًا لمواجهة تغييرات قادمة وباستعداد أكثر رحابة، وهكذا نتعود على حصد النجاحات المتتالية من تجربة لأخرى، بغض النظر عن بعض الحواجز أو الأشياء التي تكون مزعجة بشكل أو بآخر خلال الفترة الانتقالية
أريد أن أسدي نصحا للوافدين الجدد وللجاليات العربية بالخصوص، عليكم بالمثابرة والاصرار المستمر مهما كانت العراقيل أو الصعوبات، لا شيء يأتي بسهولة كما أشرت، وعلى الشخص كيفما كان رجلا أو امرأة أن يؤمن بقدراته وكفاءاته، وبالتأكيد سيحصل على كل ما يريد، لأن في هذا البلد نجد نوعا من الانضباط والنظام الذي يؤهل الإنسان إن كان جادا أن يحقق أحلامه مهما كبرت
سأعطيكم مثالا حيا حصل لعائلتي، زوجتي صيدلانية أيضا، وقد كنا كلما انتقلنا من بلد إلى آخر، إلا واضطرت للقيام بمعادلة شهاداتها للعمل بالبلد الذي نحن فيه، والآن لها حوالي أربع شواهد، كل شهادة من بلد، وكلها صالحة للعمل بها في اي منها إن رغبت. لذا أقول إن التغيير غالبا يأتي بما هو إيجابي
يقول السيد رامي عياد عن تجربته المهنية
تخرجت كصيدلي من مصر، وعملت في عدة مجالات من الصيدلية إلى إدارة شؤون شركات مختلفة في نفس المجال بالعديد من الدول، كفرنسا، الكويت، الإمارات المتحدة العربية، وتركيا قبل أن أستقر بكندا
لم يكن المسار المهني سهلا أو هينا، إذ واجهت كل الصعوبات والعراقيل بقوة وبكثير من الصبر والإصرار، والتعلم، والدراسة، واكتساب الخبرات من خلال كل تجربة في كل هذه الدول التي اشتغلت بها لسنوات، الشيء الذي جعلني أتعلم الكثير وأقف على معاينة ثقافات وطقوس وعادات وتقاليد كثيرة ، كما استطعت من خلالها معاشرة الناس عن قرب، على اختلاف أجناسهم ، ووظائفهم ، وشاهدت تفاعلاتهم مع الأحداث والظروف العامة بالبلد ، وتعاملاتهم اليومية والمهنية في كل المجالات وتحت كل الظروف الإيجابية والغير إيجابية ، فاستنتجت أن كل مجتمع يختلف عن الآخر في أشياء كثيرة وعلى كل الواجهات. وهذا الأمر أفادني كثيرا في حياتي الشخصية والمهنية
استيقظ كل يوم، وكلي استعداد لمواجهة يوم جديد، سعيد جدا بكل ما أنجزت، وبكل ما تعلمت، لأن ذلك أغنى تجربتي في مجال الصيدلة والتعامل مع المجال الطبي وخدمة الآخرين بصحبة طاقم من الموظفين الذين أعتز بهم
أنا فرح بكل خطوة خطوتها، في كل بلد عشت به وكل عمل عملته، وكلي طموح للعمل أكثر من أجل إنجازات أفضل
إشراك الموظفين في القرار يعطي نجاحا مشتركا
كيف ترى الشركة في غضون السنوات القادمة؟
أراها تتقدم بخطى ثابتة، فنحن نعتمد استراتيجية المنتوج الواحد والمريض الواحد، هذه النظرية تجعلنا نركز مجهوداتنا على جودة الخدمات، ومساعدة المرضى بالشكل المطلوب
ماكيسن شركة تتعامل مع كل ما له علاقة بالمجال الطبي، وتركز على الخدمات التي تدور في حلقة الخدمات الطبية، وتسهيل التواصل مع المريض ومساعدته في الحصول على الأدوية التي وصفها الطبيب المختص في وقت وجيز حتى يتناول جرعات الدواء اللازمة ، وحتى نخفف عنه الآلام المرضية ٠ فالشركة على المستوى الدولي تركز على توزيع الأدوية في امريكا الشمالية من خلال ماكيسن، بحيث نركز مجهوداتنا على الاهتمام بالمرضى ذوي الحالات المستعصية للاستفادة من التغطية الصحية عبر تسجيلهم في برنامج الدعم التي توفره الشركة، والذي يسهر على خدمة المريض و توفير الأدوية ومساعدته على الاستفادة من الدعم المادي لتغطية هذه الأدوية في حالة عدم وجود تغطية صحية من التأمين ، كما تعرفون، لنا شركاء واتفاقيات مع شركات التأمين وبرامج التغطية الصحية بالمناطق الكندية، والتواصل المستمر مع الصيدليات التي تتكلف بجلب الأدوية وجعلها رهن إشارة المريض متى احتاجها، كل هذا الجهود المتسلسلة، من أجل تسهيل كل العمليات ضمن تخصص ماكيسن والطاقم العامل بها
أضف إلى ذلك كله، الخدمات التي نقدمها من خلال التسويق الالكتروني، E- Commerce التي تمكن المريض من الاستفادة من الخدمات بشكل أسرع، لا يتطلب أكثر من الضغط على الزر من خلال الرابط
أين يمكن تصنيف ماكيسن أمام المنافسين الكثر في هذا المجال؟
أكيد هناك الكثير من المنافسين، لكنني أعتبر أن ماكيسن هي من أكبر الموزعين في العالم، والأكبر في امريكا الشمالية، والوحيدة التي تقود عملا وحيدا متميزا، ومساندتنا للمرضى بالولايات المتحدة الامريكية في مجال الانكولوجيا (US Oncology ) عمل جد مميز وراقي لمساندة المرضى ودعمهم بكل ما يحتاجونه للعلاج في ظروف إنسانية وعلمية وضمان الدواء والمتابعات الطبية على الوجه الأمثل .كل هذه المجهودات تجعلنا في المقدمة ولا نخشى من المنافسة لأننا نؤدي عملا مميزا، وتواجدنا في هذا المجال يرجع الى عام 1830 بالولايات المتحدة الامريكية، وبكندا منذ 1905، يعني موجودين بالمجال لأكثر من مئة سنة
لدينا رؤيا جيدة وقوية، ومكانة جد ثابتة، ولدينا ثقة كبيرة بالعملاء والزبناء، وكل من تعاملنا ونتعامل معهم من قريب أو بعيد ، بالإضافة إلى الطاقم الكبير من الموظفين الذين يشتغلون بالشركة ، ويبذلون أقصى الجهود لتوفير العمل بجودة عالية، وذلك لتوفير الخدمات بشكل فعال لكل الأطراف بدءا من شركة إنتاج الأدوية إلى الجهات المسؤولة على ترخيص الدواء، ومن أقسام التعبئة والتوزيع في كل المناطق ، لتصل إلى الصيدليات ، ثم إلى المريض أو المستشفيات الخاصة والعامة لتسهيل إجراءات الحصول على الدواء للمريض عند الحاجة دون تأخير
أغتنم الفرصة ونحن نتحدث عن مجهودات كل طرف في هذه السلسلة من الإجراءات المهنية والعملية، وعن كل الأيادي التي تعمل بجهد جهيد، لأشير إلى أننا نحتفي بموظفين يشتغلون ضمن ماكيسن منذ خمسين وأربعين سنة من العمل، سنظل هنا نقدم كل الخدمات والمساعدات طالما أن هناك مرضى يحتاجون إلينا
لاحظنا تواجد العنصر النسائي في الشركة بشكل كبير، وأغلبهن في مراتب القرارات الأساسية في التسيير والإدارة وغيرها؟
كل الأقسام التي أدير في الشركة، بها خمس وسبعون بالمئة من العنصر النسوي في مجالات متعددة ومختلفة
وهناك نسبة ستين بالمئة في مناصب كلها لما تحت المدراء والمديرات في مجالات متنوعة التخصصات كلها تسيرها نساء
أؤمن بالاختلاف في التجارب والثقافات لكل الأفراد، وهذا المزيج يجعل كل شخص متميز عن الاخر، سواء في اللغات أو في الدراسات، أو في التجارب العلمية والعملية، الشيء الذي يجعل المجال مفتوحا للتبادل وللاستفادة من بعضنا البعض، في مناخ يسوده الاحترام والتقدير بمهنية واحترافية. تلك النساء اللواتي يتخذن القرارات الحاسمة في الشركة يعترف لهن بالكفاءات العالية الشيء الذي يجعلهن يمارسن أعمالهن بثقة وثبات، وهذا ينجلي في المجتمع الكندي والامريكي بشكل كبير في مجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية ومجالات التخصصات كمختبرات الأبحاث، سواء العلمية أو البيئية أو البيولوجية، وما إلى ذلك من تخصصات
ما هو السر في نجاحك؟
أعتقد جازما أن المرء حينما يدخل تجربة كيفما كانت في بلاد الغربة عليه أن يكون صلدا، شامخا، واعيا، وصبورا، كذلك مصرا على الرغبة في النجاح، لا بد أن يكون محاطا بالأشخاص الإيجابيين في تصورهم للأمور، لأن الإنسان يعمل ضمن المجموعة التي تكون السند الذي يدفع بالطاقم المهني إلى النمو والتطور
الناس الأقوياء الايجابيين داخل الشركة حيث نشتغل، هم العمود الفقري للنجاح الجماعي، فكلما كان الطاقم الذي يعمل معك مشروك في اتخاذ القرار، يكون النجاح مشتركا والرؤيا للتقدم واضحة، أقول هذا عن تجربة، وهذه ممارسة نؤمن بها داخل ماكيسن ونفخر بذلك
علينا أن نؤمن بأن الضوء في نهاية النفق، وأننا سننجح في مهامنا كيفما كانت الظروف أو الصعاب، بالعزيمة والإصرار لا شيء مستحيل على الإنسان، طالما له حلم وهدف للنجاح. هكذا كانت مسيرتي نحو النجاح فيما أسندت لي من مهام، والحمد لله كنت موفقا في تأديتها على الوجه الأكمل، ومع كل هذاما زال المسار طويلا ودوما نتعلم ونطمح للأفضل
Related
Zahra
زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية
المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام
Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian
Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French)
هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة
كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر
رابط الموقع: Alwanne.com