الأحجية المغربية: تكنولوجيا الذاكرة الشعبية

الأحجية المغربية: تكنولوجيا الذاكرة الشعبية
دة. هند صيدان

الذاكرة المغربية إرث شعبي متنوع ، تتفوق وتتميز عن التكنولوجيا الحالية

مدخل:
ينعت العصر الحالي بزمن التكنولوجيا المتطورة التي تؤسس لواقع منفتح على العديد من المجالات الأدبية والاجتماعية والفنية والثقافية وغيرها من الروافد الأساسية التي يقوم عليها تقدم المجتمعات وتميزها؛ إذ أصبحنا نسمع عن الأدب التفاعلي الذي استبدل الكتابة الورقية بالرقمية وفق ما تتيحه تكنولوجيا المعلومات المبرمجة في الحواسيب والهواتف وغيرها من الاختراعات التي أنتجها الإنسان من تحميل وتخزين للملفات والكتب، كما أضحت التكنولوجيا ترافقنا في كل تنقلاتنا، إذ نجدها على شكل شبابيك صغيرة تزين أزقة شوارعنا، تقدم لنا خدمات متنوعة للحصول على تذاكر القطار وغيرها من المرافق التي يلجها الإنسان لأهداف مختلفة، إضافة إلى حضورها الدائم في منازلنا والفضاءات التي نتردد عليها من نوادي ومكتبات وأسواق تجارية، فالكل يمجد التكنولوجيا ويشيد بدورها الفعال في تقريب المسافات بين الناس من خلال تسهيل عملية التواصل، إضافة إلى مساعدتهم على الحصول عن معلومات في وقت زمني يقتصر على ثوان محدودة، متناسين أن الإنسان هو صانع التكنولوجيا، بطرق مختلفة، والأخطر من ذلك، أن هذا الإنسان لا يدرك معناها الدقيق، فكل اختراع جديد بالنسبة له هو تكنولوجيا، حيث يقيدها في الاختراعات دون أن يتساءل عن أصلها مستنزفا طاقته في البحث عن معلومات جاهزة بدعوى أنها غير متوفر كونه لا يدرك أنه صانع التكنولوجيا، وخير دليل عن هذا السبق التكنولوجي، نذكر مختلف التقنيات والآلات التي عمل الإنسان على تطويرها لتوفير ما يحتاجه للقيام بأغراض معينة، منها: التنقل والحرث والبناء وغيرها من المهارات التي تبرز تميز وبساطة الإنسان وخدمته لبيئته، إذ لم يكتف بالاختراع الآلي فقط بل عبر عن كل ما تفاعل معه في محيطه بواسطة الكلمة التي تعد بدورها أقوى تعبير عن تكنولوجيا الذاكرة الشعبية التي تضم الإرث الثقافي والحضاري والفكري والأدبي للشعب إن الحديث عن علاقة التكنولوجيا بالذاكرة هو بحث فيما أنتجه الأدب الشعبي الشفهي من فنون متعددة نذكر منها القصة الشعبية والمثل والنكتة والسيرة الشعبية والأحجية التي تعد من أبرز أشكال التعبير في الأدب الشعبي، إذ جعلت من الكلمة أساس التواصل الفعال الذي يقوم على الذات المنتجة والآخر (المتلقي دونما استدعاء للثالث المستهلك، فالكل يشارك ويفكر ويبحث عن الحل الذي تخزنه الذاكرة العاشقة لإرثها وتراتها من هنا كان لزاما علينا طرح إشكاليات أساسية لتحديد رؤى هذه الدراسة، أبرزها ما هي الأحجية الشعبية؟ وما دورها في إحياء وإغناء الذاكرة الشعبية؟
ما المقصود بالتكنولوجيا، ولماذا ثم الربط بينها وبين الذاكرة الشعبية عامة والأحجية المغربية خاصة؟
تقوم الدراسة على محورين، سيجيب المحور الأول منها على التعريف بالأحجية الشعبية المغربية وإبراز دورها في حفظ الإرث الأدبي الشعبي.
أما المحور الثاني فسنحاول من خلاله تقديم تعريف مختزل للتكنولوجيا بهدف تحليل فكرة أساسية استناد الذاكرة المغربية على إرث شعبي متنوع يجعلها تتفوق وتتميز عن التكنولوجيا الحالية التي أسرت الإنسان وجعلته يبتعد وينعزل  عن تاريخه، تقاليده وتراثه، حيث قل تواصله مع أفراد عائلته، فبينما كان التواصل  يمتد لساعات أصبح مختزلا في دقائق أو ثوان نظرا للبدائل التواصلية والانشغالات الشخصية التي جعلت الإنسان يتحول من كائن اجتماعي إلى كائن فردي، منعزل عن واقعه، الشيء الذي يلزمنا على تواصلنا بثقافتنا وموروثنا لإحياء وتجديد علاقتنا بثراتنا، نظرا لما تختزله من حقائق ولحظات ومعطيات حية تتنامى وسط الجماعة.
المحور الأول: تعريف الأحجية الشعبية وإبراز خصائصها ومميزاتها:
يحتضن الأدب الشعبي المغربي أنواعا أدبية متنوعة، تتبوأ ضمنها الأحجية الشعبية مكانة متميزة نظرا لما تقوم به من وظائف تثقيفية، تعليمية، اجتماعية تجعل منها شكلا
تعبيريا تواصليا يربط بين الماضي والحاضر، حيث رافقت الإنسان منذ القدم، فحاور من خلالها أفراد بيئته واختبرهم بواسطتها عن مجموعة من المعطيات والخصائص التي تؤثث عالمه البسيط، إذ عمد المحاجي على ترويض العقل و تلغيز الكلام، موظفا الألفاظ اليومية العادية في قالب فني بلاغي غامض يجعل المتلقي عاجزا عن معرفة الحل ببساطة، إذ يحثه على مداعبة الكلمة قصد ملامسة مضمونها والكشف عن جوهرها.
وقد أشار العديد من الدارسين في محاولاتهم لتحديد دلالة مصطلح الأحجية إلى ما تتطلبه من فطنة وذكاء قصد الوصول إلى ما تخفيه من حلول، فقد عرفها ابن منظور بقوله:
“الحجا: العقل والفطنة وكلمته محجية مخالفة المعنى للفظ وهي الأحجية والأحجوة وقد حاجيته محاجاة وحجاء: فاطنته فحجوته1.
أما في التعريف الاصطلاحي فقد حظيت الأحجية باهتمام العديد من المهتمين بالأدب الشعبي إذ حاولوا فهمها والتعرف على أبرز مرتكزاتها.
وقد عرف شمس الدين خيري باشا الأحجية بقوله:” الأحجية والحجيا: لعبة وأغلوطة يتعاطاها الناس بينهم، وهي من نحو قولهم: أخرج ما في يدي ولك كذا”2.
تقوم الأحجية إذن على توضيح ما يخفيه المحاجي عن متلقيه، لهذا وصفها خيري باشا باللعبة والأغلوطة نظرا لما تقوم عليه من إخفاء وتضليل، أما د. رابح العوبي فعرفها بقوله: “الأحجية وجمعها أحاجي وأحاج، تطلق على الكلام المغلق كاللغز يتحاجى الناس فيها، وبالتالي فهي صنف من الألغاز التي هي جنس أدبي شعبي في العامية والفصحى”. 3
تتفق التعاريف الاصطلاحية على أن: الأحجية، لغز يتبارى من خلاله الناس، يعمل على التسلية وتقوية العلاقة بين الأجداد والأبناء، كما تعد الأحجية جزءا لا يتجزأ من اللغز العامي والفصيح، يظهر جليا من خلال التعاريف التي حددت دلالة الأحجية وبينت ما تقوم عليه من إمتاع وتسلية أنها تطابق بين الأحجية واللغز، وهذا في حد ذاته يفقد هذا النوع الشعبي تميزه وتفرده، فهما يردان معا حيث نجد أن العديد من الكتب والمصادر تعطف الأحجية على اللغز أو اللغز على الأحجية في عناوينها، مثل الأحاجي والألغاز لعبد الحي كمال، ألغاز الحريري وأحاجيه في مقاماته لأبي القاسم بن عثمان الحريري، أحاجي وألغاز شعرية لمحمد عبد الرحيم، كتب الألغاز والأحاجي اللغوية لأحمد محمد الشيخ.
إن المتأمل لهذه العناوين سيتساءل عن مدى انفصال الكلمتين، أحاجي-ألغاز، وإذا كان لهما المعنى نفسه، فلماذا يردان معا؟
يمكن أن نذهب بعيدا ونستشف ما جاء على لسان بعض المهتمين بالأحاجي أثناء عرضهم لأسباب اختيارهم لموضوع الأحاجي والألغاز، فصاحب كتاب الألغاز والأحاجي الأدبية يقول في مقدمة كتابه: “أما بعد، فلما كنت في إبان طلب العلم، كانت النفس ميالة إلى استظهار كثير من الأحاجي والألغاز”. 4 ويورد د. أحمد زيادي اللفظين منفصلين في قوله: “من المعلوم أن العامة اصطنعوا في ألعابهم الذهنية ومغالطاتهم الكلامية ألوانا من الألغاز والأحاجي تختلف باختلاف بنياتها وأساليبها”. 5
يجب أن نشير إلى مسألة أساسية مفادها أن الأحجية الشعبية المغربية تعد لغزا أدبيا شعبيا متطورا، حيث تقوم على مجموعة من الخصائص الفنية التي تميزها عن اللغز، إذ يشتركان معا في إخفاء اللفظ المقصود وراء مجموعة من الإيماءات والاستعارات، إضافة إلى التلاعب أو اللعب أو المغالطة التي يضفيها كل من اللغز والأحجية قصد تمويه المتلقي، لكن اللغز يأتي في صيغة سؤال تمويهي مباشر، أما الأحجية فتتميز  ببناء فني خاص، حيث توفر للمتلقي فرصة التنقل بين مكوناتها الداخلية المتنوعة التي تستهل بمقدمة تشويقية مثل: خبرتك، حاجيتك على، قصد تهيئ المتلقي للإنصات، فالمقدمة إعلان مباشر وواضح عن دخول المتلقي في جو الأحجية، للاستسلام إلى تعابيرها المتنوعة التي تجمع بين الإيقاع الصوتي، وبلاغة الكلمة، إذ يجد المتلقي نفسه منغمسا في جوها
ويعد مضمون الأحجية أو متنها فضاء واسعا للتخيل والتفكير، يضم لحظات من التردد والحيرة اتجاه الألفاظ التي يسردها المحاجي شفاهة والتي تعد كلمات مفاتيح تمويهية، مظللة يلاعب بها المحاجي المتلقي ويوهمه ببساطة الأحجية منتقيا مجموعة من الكلمات الإيمائية والمجازية، وبعد الحيرة والتفكير في الأحجية وحلها، يأتي دور البوح بالإجابة التي تعد القفل النهائي والتي تبرز ومن بين الأمثلة التي يمكن أن نستشهد بها، ما جاء في كتاب د. أحمد زيادي من أحاجي متنوعة، يقول المحاجي:مدى ذكاء المتلقي إن هو عثر على الحل الصحيح
                    خبرتك على بنتو تتكنى بالرا
                وبنتو تتكنى بالسين
                هما جوج خواتات شقاق
                جا الواو وكان سباب الفراق6
يرتبط سرد الأحجية الشعبية بخصائص تمهيدية، استعدادا للاستماع التفاعلي مع المحاجي، فكلمة خبرتك هنا تحيل على بداية الحجا أي سرد الأحجية، ومن بين العبارات التمهيدية لسرد الأحاجي كلمة حاجيتك، أي أحاجيك وهي تصريح مباشر عن بداية عملية السرد الشفهي، ونمثل لهذا النموذج بالمثال الآتي
                          حاجيتك على زلافه
                         ما كتعمر ما كتهرق7
فالأحجية الشعبية لغز يستوجب العثور على الحل نظرا لما يطرحه من أسئلة تمويهية تنقل المتلقي من المتعة (حاجيتك ما جيتك، خبرتك..) إلى الاختبار(سرد مضمون الأحجية أي الشيء المحاجي فيه) ثم الجد (الحل)،لهذا يمكن أن نسميها لغزا، في حين أن اللغز لا يضاهي  الأحجية كونه يمتاز بصيغته الاختزالية مباشرة، ونظرا لما تحضى به هذه الأحجية من مكانة متميزة ضمن الأشكال التعبيرية المتميزة للأدب الشعبي المغربي، إلا أن تداولها في عصرنا الحالي بين فئات المجتمع يكاد ينعدم نظرا  للتفرقة والعزلة التي أحدثها التطور المعلوماتي خاصة ما يعرف بتكنولوجيا المعلومات التي توفرها الحواسيب وشبكات الانترنيت والبرامج القابلة للتحميل على الهواتف النقالة والتي خلقت لكل فرد عالما خاصا به، جعلته يدخل في دائرة العزلة عن العالم الخارجي  ظنا منه أنه سيصبح كائنا اجتماعيا أكثر من قبل وفق ما توفره له الأنترنيت من تواصل غير محدود ومعلومات غير متوفرة وفي نسب زمنية لا تتجاوز ثوان قليلة، وسط هذا القلق الذي أصبح يهدد مجتمعاتنا، فإن هذا الأدب الشعبي الشفهي قد تراجع بدوره وأصبح منسيا، إذ صارت الأحجية مجرد ذكرى في عقول المتمسكين بتراثهم
المحور الثاني: التعريف بالتكنولوجيا وإبراز مظاهر انسجامها مع الأحجية
تستند كلمة تكنولوجيا على اسمين “تكنو”و “لوجيا”، فالأولى تفيد الفن أو المهارة في أداء عمل ما، أما الثانية فتفيد العلم والدراسة أي تهتم بالجانب التطبيقي، ولقد شاع استخدام مصطلح تكنولوجيا بمفهومه الفضفاض، إذ أصبح ينعث كل اختراع جديد مثل الحواسيب والكاميرات والهواتف النقالة بالتكنولوجيا، في حين أن هذه الوسائل ما هي إلا نتيجة من نتائج البحث التكنولوجي الذي اخترعه  الإنسان، وقد تنوعت التعريفات المتعلقة بالتكنولوجيا وفق تعدد آراء الباحثين في هذا المجال،   إلا أنها تتفق حول ارتكاز أنشطة التكنولوجيا ومهامها حول طريقة البحث والتفكير الإنساني في استخدام المعلومات والمهارات المتاحة في مجال معين وتطبيقها في اكتشاف وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته، ويعد الإنسان الشعبي المغربي نموذجا بارزا يحتذى به في قدرته واختراعه للعديد من الوسائل التي تبرز ريادته في المجال التكنولوجي، حيث لجأ إلى بيئته البسيطة للحصول على المواد الأساسية  لاقتناء أدواته الزراعية، قصد زراعة وسقي الأرض، فصور إنجازه واختزله بكلمات واصفة لما حققه، حيث يقول المحاجي
والحا في الخلا مخرج الوعاوع
عندو ست عينين
وعشر كراوع8
نظرا لبساطة الوسائل المستعملة للحرث والتي تتم عن طريق اختيار الحيوانات القوية التي يمكنها أن تؤدي وظيفة الجر كما وصفها د. أحمد زيادي، والمتمثلة في الخيل والإبل والثيران والبقر، فإن المحاجي اختزل هذه التقنية وعبر عنها بأسلوب هزلي تشويقي ممتع، وذلك بإخفاء حروف الحل ألا وهو الحرث والاقتصار عن ذكر أحد حروف الكلمة المقصودة، مصورا الدواب في شكل مخلوق واحد له ست عيون وعشرة أرجل
ومن بين أبرز الاختراعات التكنولوجية التي قدمها الإنسان الشعبي نذكر آلة النسج التي ذكرها د.أحمد زيادي قائلا: هذه الآلة البسيطة التي تتركب من خشبتين متماثلتين تثبتان بشكل أفقي  متواز، تتجه إحداهما إلى الأعلى والأخرى إلى الأسفل، وفي هذا يقول المحاجي
والخا جوج خواتات وحده في السماع علات
ووحده في الأرض رسات9
يزداد بريق التطور التكنولوجي الشعبي البسيط ليضم كل المرتكزات الأساسية التي تحقق لذة الحياة البسيطة، حيث اخترع الإنسان الشعبي فضاءه الذي يحقق استقراره انطلاقا من بنائه للخيم والنوالة والبيت وغيرها من الفضاءات التي توفر له السكن الدائم، وقد وصف المحاجي كل الأشكال الهندسية التي ارتكز عليها الإنسان في العيش، ونذكر في هذا الصدد الخيمة التي وصفها المحاجي الشعبي بأسلوب تشبيهي، إذ يقول
والخا مطوية كالكتاب
ولونها أكحل كالغراب10
كما تطالعنا الأحاجي أيضا على حركية الاختراع التكنولوجي الدائم الذي وفر من خلاله الإنسان الشعبي كل حاجياته بما فيها الطاقة، المتمثلة في النار التي تنضج طعامه وتوفر له الدفىء في ليالي الشتاء القارس، وقد شكلت الشمعة إحدى وسائل الإضاءة التقليدية التي اتخذها كرمز  للنور، حيث أضفت على حياته طابعا اجتماعيا، يتمثل في المسامرة والمؤانسة مع أفراد أسرته وأصدقائه، كما وسمت نفسيته بأريحية دفعته للرؤيا والتأمل دون توقف، إذ رافقته ليلا في جل تنقلاته ،وقد عبر المحاجي عن هذا العنصر المنتمي للطاقة، إذ يقول
 مسكينة محروقة مسقدة ولا مايلة
 ديما باكيه ودموعها سايله11
ويعد المذياع بدوره، نتيجة بحث هذا الإنسان واحتكاكه بكل ما يؤثث بيئته الصغيرة التي شكلت مصدر إلهامه وحركيته الفكرية، ويصف المحاجي المذياع بقوله
والرا مقردة تقريدة الطير الحر
كايجيب الكلام من داك البر12
إن ربطنا لموضوع الأحجية الشعبية المغربية بالتكنولوجيا، يقوم على فكرة أساسية مفادها إحياء وإعادة النظر في موروثنا الشعبي المغربي الذي يعد ثروة أدبية تخلد وتحيي تراثا فريدا يختزل تجارب وتاريخ وثقافة وأدب شعب، عبر عنه الإنسان الشعبي المغربي وفق ما عايشه وتأمله وسجلته ذاكرته التي تعد من أبرز مظاهر التكنولوجيات المتطورة
وإذا كان الحاسوب ملاذ الإنسان في البحث عن التسلية والمتعة والمعلومات البسيطة والسريعة دون تحريك وترويض للذهن ،فإن الأدب الشعبي عامة والأحجية خاصة يفوقان كل ما يمكن للحواسيب والهواتف ووسائل الاتصال أن يقدموه، نظرا لما يوفرانه من متعة حقيقية، أصلية ومباشرة، تسود في كل زمان ومكان، إذ لا تقتصر على بضع لحظات، وإنما ترافق الإنسان في جل المحطات والأوقات
ننوه أخيرا بالأدوار المتنوعة والأساسية التي تقوم بها الأحجية الشعبية المغربية، والتي تبني إنسانا اجتماعيا، مثقفا، بارا بتقاليده، ملما بأدبه الذي تربى بين أحضانه، مما يجعلها تتبوأ مكانة هامة، تستحق أن ننعتها ب:”تكنولوجيا الذاكرة الشعبية
:الهوامش
أولا: : لسان العرب، (أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم) ابن منظور، دار صادر2003،  ج:4،مادة: حجا
ثانيا : مجمع الألغاز، شمسي، خير الدين، الرياض، دار الفيصل، طبعة 2006، ص :43
ثلاثا: اللغز الشعبي، د.رابح العوبي، مجلة التواصل، عدد 33 سنة 2013ص:164
رابعا: الأحاجي والألغاز الأدبية، عبد الحي كمال، مطبوعات نادي الطائف الأدبي، ط2،سنة 1401-1980 ص:5
خامسا : الأحاجي الشعبية المغربية : مجالاتها وبنياتها ووظائفها ومقارنتها وخصائصها، أحمد زيادي، منشورات وزارة الثقافة، الرباط2007،ص :115
سادسا : المرجع السابق :323
سابعا : المرجع نفسه، ص :284
ثامنا : المرجع نفسه، ص :191
تاسعا : المرجع نفسه، ص :95
عاشرا : المرجع نفسه، ص :115
حادي عشر : المرجع نفسه، ص :133
ثاني عشر : المرجع نفسه، ص :136

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com