كأس أمم إفريقيا: أسود الأطلس فائزون دوما رغم الكائدين

كأس أمم إفريقيا: أسود الأطلس فائزون دوما رغم الكائدين
صورة ل Getty Images : BBC عربي

… مغرب الحضارة : يستحق الأفضل حتى في الرياضة لأننا استثمرنا أكثر

                 عزيز رباح

هل كرة القدم مجرد لعبة لا يحكمها منطق ، أم أنها ككل شيء في هذه الحياة ، له قواعد وقوانين تحكمه وهي بذلك تحتاج إلى نقد وتقييم؟

حزن المغاربة والعرب والمتتبعين للفريق الوطني عبر العالم بعد النتيجة المفاجئة للفريق الوطني أمام فريق جنوب إفريقيا، وكنا جميعا نمني النفس بكأس طال انتظارها. لكن الصدمة كانت قوية لكل المحبين. تابعنا ذلك عبر القنوات والمواقع وفي الشوارع بعد انتهاء المباراة

قد يقول البعض أننا أمام لعبة ورياضة فيها الرابح والخاسر، لكن كرة القدم اليوم أصبحت قطاعا كامل الأركان، لها دور سياسي واجتماعي واقتصادي ودبلوماسي وسياحي، وننفق عليها الكثير وتأخذ منا الكثير. لذلك فهي تحتاج إلى أن نهتم بها أكثر ويجب أن نستخلص الدروس وأن نقوم بعملية نقد ذاتي بعد هذه النتائج وقد يكون نقدا مؤلماً لكنه ضروري حتى نستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة في المستقبل القريب

فما الذي حدث وكيف حدث…؟
الفريق الوطني يضم في صفوفه لاعبين كبار بمهارات وخبرات كبيرة، ويمارسون في بطولات عالمية ،ومع أندية وفرق رائدة كما يعرف الجميع ، وهذا الفريق قدم نتائج كبيرة في مونديال قطر ووصل إلى المربع الذهبي وهزم فرقا لا تضاهى مثل بلجيكا، البرتغال، كرواتيا، إسبانيا

ميزانية الجامعة الملكية لكرة القدم  ممتازة ، تتجاوز بكثير ميزانيات الجامعات الإفريقية ، وأجور المدرب الوطني والطاقم التقني مرتفعة وتتجاوز أجور الفرق المنافسة إلى أبعد الحدود والظروف المحيطة بالفريق الوطني أكثر من جيدة ، حتى الفنادق يتم إعادة تجديدها لتكفل للاعبين والفريق بكل عناصره كل وسائل الراحة الكاملة ، ثم أن العلاقات جيدة بين مسؤولي الجامعة والمدرب واللاعبين تعيش أجواء لا سابق لها في تاريخ المجال الرياضي في بلدنا ،والفرق المنافسة التي لعبنا ضدها تأهلت بصعوبة وليست في قائمة المنافسين على اللقب
والجمهور المغربي أكثر من رائع على كل المستويات داخل الملعب وخارجه وفي كل ربوع المملكة وخارجها، حتى العجزة والمعوزين يبكون للفوز والهزيمة
والجامعة والفريق الوطني لم يتعرضوا للتشويش ولا الانتقاد ولا التبخيس ولا حتى سمعوا همسا من الصحافة الأشد جرأة والمحللين الأكثر صرامة

تساؤلات؟

هل هي لعبة يحكمها فقط منطق الحظ، أم هي لعبة مستعصية على الضبط والتحكم وليس لها منطق، وهل هذا يسري علينا وحدنا أم على الجميع؟ أم أن المنافسة الإفريقية لها منطقها ولها خصوصياتها وهي تستعصي على الفريق الوطني؟ أم تستعصي على اللاعب المغربي المحترف دوليا…؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها والبحث عن أجوبة هو مسؤولية المسؤولين أولاً ثم باقي الفاعلين ، كل حسب مجال اختصاصه، والأجوبة يجب أن تكون بعيدة عن منطق العاطفة أو المحاباة أو المجاملة ولا حتى النقد اللاذع غير المجدي، نريد أجوبة علمية ومنطقية تلامس كل الجوانب، وأولها الجوانب التقنية والفنية والسياسية والاقتصادية، وأن تطرح هذه الأسئلة باب الجامعة والأندية الرياضية الوطنية والمؤسسات الحكومية المعنية وكل الفاعلين

نحن نستحق أن نكون في وضع أفضل من الوضع الحالي ، ونستطيع فعلاً تحقيق ذلك ، نحتاج فقط إلى عمل كبير ممزوج بإخلاص وصدق وأمانة وعزيمة وثقة

كما يجب أيضا الالتفات إلى باقي الرياضات التي همشت، سواء منها الفردية أو الجماعية من الرياضات الأخرى التي لو أنفقنا عليها القليل، وأحطناها بالرعاية ولو باليسير لحصلنا على الكثير من الإنجازات والأفراح
نعم الرياضة لعبة، لكنها صورة وعنوان لمسيرة وطن يستحق الأفضل

عزيز رباح                                                                                                                                                                                                                              

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com