حوار مع الشاعرة التونسية سلوى القلعي
الإبداع الشعري اليوم في حال افضل من حيث سهولة الانتشار
نحتاج فعلا لصحوة نقدية حقيقية
سلوى القلعي : شاعرة تونسية من مواليد قليبية ، تعمل مدرسة، تخرجت من مدرسة ترشيح المعلمين والمعلمات، وتشرف على إدارة جمعية باروليتا للإبداع الأدبي، لها مشاركات أدبية في مجال القصة والشعر. مراسلتنا من تونس أجرت معها حوارا بعد صدور ديوان شعري عن دار وشمة للنشر تحت عنوان: نيرفانا
ماذا تعني لك الكتابة؟
الكتابة بالنسبة لي جناح اطير به إلى فضاءات لا تحتمل ضيق الواقع ولا تنكره ايضا، هي ابحار في أعماق المحيط الغامض حيث الظلام والكائنات الخجولة كالمشاعر والمعلومات المتوحشة كالتمرد وكالثورة،..اكتب لاحيا في أبعاد اخرى تحاكي الحقيقة احيانا و تهذبها وتنكرها وتبحث فيها عن معاول للهدم وملاعق للبناء أحيانا أخرى
كيف ولجت عالم الكتابة؟
دخلت الكتابة سردا وقصا أواخر الثمانينات ،فكتبت القصة القصيرة والخاطرة على اعمدة الجرائد والمجلات، وشاركت بها في بعض الملتقيات والمهرجانات المحلية. لكن الشعر كان كتابتي الجليلة وعظمى تعبيراتي وأكثر رقصاتي اناقة على ركح قصيد النثر العظيم. واصدرت مجموعتي الشعرية “،نيرفانا” عن دار وشمة للنشر.
ما رأيك في الإبداع اليوم في ظل التغيرات الحالية ووسائل التواصل الاجتماعية وما يدور في هذا المجال؟
أرى الإبداع الشعري اليوم في حال افضل من حيث سهولة الانتشار لما تساهم به وسائل السوشل ميديا، وفن الصورة والصوت، وتقنيات الفيديو والتسجيل السريع ،لكنه مصاب بالإسهاب نوعيا، وقد يرجع ذلك لاستسهال قصيد النثر في كونه جنس خارج عن قواعد العروض، والحال انه من أصعب ضروب الشعر من حيث حداثة الفكرة والصورة الشعرية والاجراس الداخلية وغيرها
هل يمكن الإقرار بوجود قارئ عربي للمنشورات الإبداعية؟
نعم ثمة قارئ عربي جيد خاصة في صفوف الشباب ، وهي صحوة الاحظها منذ خمس سنوات تقريبا ، وربما كان لوباء “كرونا” دور في ذلك عند فرض الحجر الصحي ولم يبق غير الكتاب والشاشات تؤنس المواطنين، لكن السرد اكل الشعر وتغلب عليه، حيث استهوتهم الرواية والقصص اكثر من دواوين الشعر، وهذا عموما جيد.
كمبدعة قصصية وكشاعرة، كيف ترين دور النقد في تطوير الإبداعات الحديثة وتصفية الجيد من الرديء؟
النقد مشكلة الساحة الإبداعية اليوم من حيث غيابه الأكاديمي عن النصوص، الامر الذي افسح المجال على مصراعيه للقراءات العاشقة التي يقوم بها الأصدقاء او المعجبون او المأجورون، وهي في الغالب قراءات انطباعية بعيدة عن الحياد..نحتاج فعلا لصحوة نقدية حقيقية.
الإعلام ايضا مسألة خاضعة للجو العلائقي بشكل كبير ، فالاعلامي في الوسط الثقافي لا يجري وراء الخبر بل يأتيه الخبر من تلقاء المبدع او اصدقائه، لكن هذا
لا ينطبق على كل الإعلاميين طبعا
ليلى الناسيمي: تونس