عين الشمس أقصوصة لبيوغرافيا مختصرة بنفس روائي، هكذا بدت لي أقصوصة عين الشمس لصاحبها السعيد الحمولي. إحساس دفين بالعبث لمسار أحلام وأوهام يستعيدها الكاتب ببعض مرارة ممزوجة بحسرة لا يكاد يكتمها حتى نلمسها بين السطور، حسرة لضياع أمور لم يشر لها إلا تلميحا. اضمحلت الأحلام وخفت بريقها كسراب بصحراء قاحلة. انتصرت الأوهام وبدت سيدة الميدان. تغوص الاقصوصة في أعماق نفس من عاد إلى ارض الوطن من بلاد الغربة والعودة هنا بصيغة الجمع أكثر منها بصيغة الفرد. عندما نتم قراءة الاقصوصة تمتلكنا الرغبة في إعادة قراءتها وكأننا نبحث عن شيء ما لم نتمكن منه خلال القراءة الأولى. ينتابك شعور ان الاقصوصة لم تفصح الا على القليل من تضاريس الالم. عمل هو في واقع الأمر مقدمة لعالم رحب، غني بقضايا ظاهرة الهجرة. وحدهم من خبروا الغربة قادرون على سبر أغوارها وفك طلاسمها. عالم الهجرة لا نعرف عنه سوى النزر القليل. بل حتى ما نعرفه يصلنا عبر دراسات عالمة للسوسيولوجيا وليس عبر كتابات المبدعين. الهجرة في مخيلتنا الجماعية نحن الذين لم نبرح تربة الوطن صورة نجاح ورفاه قد يكون مجرد سراب أو خراب. فللغربة لمن ذاق طعمها مذاق نص نص أو مذاق العلقم. المهاجر يعيش هناك وشيء من روحه هنا، أهله، تربة وطنه، ورائحة الأسواق، وذكريات الأمكنة، والخلان. أقصوصة عين الشمس ربما تغري صاحبها ليلج عالم الرواية، ليميط اللثام عن عوالم مركبة بشخصياتها وأساليب حياتها لترسم معالم تجارب لم تدون إبداعيا إلا لماما
استوقفتني زيارة مقبرة الرحمة مباشرة بعد الوصول إلى أرض الوطن. هي لحظة لها أكثر من دلالة. الأم أول من نشتاق إلى لقائها ونحن هناك و اول من من نهرع إلى أحضانها حال عودتنا. وحين تغادر الام عالمنا فذلك جرح لا يندمل. أليست الأم هي الوطن
ذ. نورالدين برشيد
Related
Zahra
زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية :مديرة موقع صحيفة ألوان: منبر إعلامي شامل يهتم بالأدب والثقافة ومغاربة العالم.
Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian
Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic
language. (French)
هام جدا: كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر.
رابط الموقع: Alwanne.com
للتواصل :jaridatealwane@alwanne.com