فتيحة النوحو: لم أفقد الامل في اقتراف جنون عاقل نظما

فتيحة النوحو: لم أفقد الامل في اقتراف جنون عاقل نظما
إليك أيها الظمأ كل هذا الارتواء
فتيحة النوحو  

سأظلم أهل الشعر إذا جزمت أن هذا الجنس الأدبي ليس له عشاق

شاعرة و كاتبة  تكتب بإيعاز من  دواخل تعرف كيف تختار  لحظة الابداع وتركبها لتسافر عبر الحرف والكلمة شعرا أو نثرا و لتحبك خيوط المكتوب بإحساسات ومضامين تبتها ولعا يشتعل مع كل نفس ويتقد مع كل همس
ارتأت “ألوان” أن تحاور فتيحة النوحو الشاعرة والكاتبة والصحفية  عن الكتابة الابداعية وأمور أخرى نترك للقارئ فرصة اكتشافها في اللقاء التالي
 تعريف مركز عنك للقراء!؟
ربما احتاج أكثر لتعريف مبستر ينفخ في ابجديتي هبات الحيوية، اعتبرني تلك المحظوظة التي صادفها الحبر كحليف دائم حينما تنطفئ أنوار الاقدار بفعل فاعل، فيمدني بقنديل اليراع يتدثر تارة بجلد المعلومة، وتارة أخرى يسكن مسام الحروف ليفوح بأريج المجاز   
غبن ان نهوي: سرد ذاتي، هل هو بوح أم تفجير داخلي؟
بالأحرى هو تعقب لأثر خطاي في ازقة الحياة المتشعبة، حتى لا تمحوها خطى لئيمة تنتعل الأوحال، فالثرى مهما غمرته مياه ألمنا فلن تغرقنا إن جبلنا على صدق، بل تسحبنا بكل رفق حينما نستحيل لكائن مثخن بضعفه
غبن ان نهوي” عانق الانا الخفيضة  بحنو لتعلن عن تموضعها وتموقعها إزاء سقطات إنسانية ومواقف ضعف وقصور تجاه قضايا اعتيد ان تشهد بكثير من إجماع جمعي مريب”
الديوان الشعري: (اليك أيها الظمأ كل هذا الارتواء): كيف ولد هذا الديوان: حدثينا عن قصائده؟
هو عطش الجسد في سنين عنفوانه الأولى الذي انفجر معه ينبوع النظم ليحيل قصائده الى زلال ايروتيكي، أظمومة صدرت سنة 2008 بإيعاز من غاوين عبروا على شبق مجازها لزفه علانية
ما الكتابة بالنسبة اليك؟
طرحت مرارا هذا السؤال: ماذا أعنيه للكتابة التي اقتحمتني كعاشقة جسورة؟ لم اتطفل على مملكتها ولم اطرق عتبة أسرارها لتسلمني شيفرتها؟ لماذا اصطفتني وانا الدارسة لفحص السلوك السياسي العام؟ لا اعتقد انني سأتوصل الى سر هذا الاصطفاء وأخمن انني سأبقى أتأرجح على أرجوحة الترجيحات، و ربما في الجواب الحاسم حسم ونسف لهذه العلاقة الولهية بيني وبين الكتابة
خلال حياتك المهنية بين الكتابة الشعرية كفن إبداعي وبين العمل الإعلامي كصحفية، أيهما كان الاسبق؟ أينك بين هذين العالمين؟
الشعر كان بوابتي لولوج صاحبة الجلالة، لم اكن اعتقد ان انزياح اللغة يتغدى على مرونة الحروف، لكن لابد من الإلمام بزمام التراكيب حتى لا تحيد عن مهنية وموضوعية المقالة الصحفية، في حين تنساق وراء التخييل والالهام وانت تبحر في متن الابداع، وان كنت أحيانا ازج بشغف المبدعة في كتابة التحقيق الصحفي لأعلو به من  الصيغة التقريرية
الإبداع النسائي اليوم له حضور  في الساحة الإبداعية  بالمغرب و المشرق وحتى على المستوى العالمي، هل تعتقدين ان الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي  له دور في هذا الانتشار والغاء الحدود  مع العديد من المبدعين والكتاب وان كان فيه الصالح والطالح؟
أخشى ان تنقل عدوى الكوتا السياسية الى المجال الثقافي والابداعي فيصبح حضور المرأة كحلية لتزيين المشهد والذي في هذه الحالة يؤكد قبحه، فحشو عنصر في فضاء ما يعكس عدم سويته، واعتقد أن الابداع مترفع عن كذا تزلف، في تقديري المتواضع ان حضور المتون والنصوص رهين بمدى لمسنا من الداخل ومدى تأثيرها فينا
لا ننكر أن الانفتاح الذي حققته لنا الثورة الرقمية سنح بالتعرف على تجارب وحساسيات مختلفة في مجال الادب الفن والفكر بغض النظر عن جنس كاتبه، لكن بالمقابل فتح المجال لأصوات نشاز لكن انطلاقا من جسنا الناضح بالتلقي يمكن ان نباين بين المحتوى الجيد والبائس
من  اولئك المبدعون الذين تركوا بصمة في حياتك الإبداعية ؟
لن تكون مبدعا اذا كنت تحمل بصمات الغير في تعبيراتك، الندوب والنكسات في مقدمة المبصمين لتجاربنا ،وما الأداة التي نختارها الا  لجبرها سواء كانت الكتابة او الرسم او او 
لذا يمكن أن أقول انني مدينة لكثير من التجارب المكتوبة وغير المكتوبة والتي طالتها امكاناتي البسيطة على الاطلاع عليها لتخفف عني ثقل الوجود
هل يمكن القول بأن الشعر له قراء اليوم؟
سأظلم اهل الشعر إذا جزمت ان هذا الجنس الادبي ليس له عشاق، لكن العهدة على بعض الناشرين الذي يعللون عدم نشر الشعر لعدم الاقبال عليه
كثرت دور النشر بالمغرب، هل تعتقدين أن هذه الظاهرة صحية للمبدع؟ حدثينا عن تجربتك مع النشر؟
النشر أصيب بإسهال واستسهال، ودور النشر هي المستفيدة بصورة وقتية من هذا الوضع، خاصة التي لا تهتم بعملية الانتقاء لتتخذ لها موقعا مميزا في الساحة، وهذا يعزى لكون انه يكفي ان تتوفر على مبلغ لتطبع ما نثرته من حبر فيكون لك ذلك، فضلا على ان هناك الجانب العلائقي الذي يسهل لأسماء بعينها النشر والدعاية بغض النظر عن قيمة ما يوجد في دفتي المطبوع، هذه من بين عوامل أخرى كثيرة يمكن ان تثار في سياقها والتي تحتاج الى وقفة حقيقية لإعادة تقعيد صناعة النشر والكتاب خاصة في بلداننا العربية
أما فيما يخص تجربتي مع النشر، لم تتبن اية دار نشر اصداراتي الأربعة ماديا، اذ اقتصر دورها كدور للرقن والطبع
حدثينا عن فلسفتك في الحياة اليومية من خلال الابداع كدرع تلبسينه باستمرار في الحلم واليقظة؟
 ربما أعيش اليومي في حضن الفلسفة، فكما لا يقينيات في الفلسفة فالأمر ذاته في اليومي، لابد من امتطاء الحياة حلما والا سنفقد حتى يقظتنا
هل تعتقدين ان النقد يساير الزخم الكبير من الإبداع المتواجد الآن؟
يحتاج النقد لنقد بدوره، اختفت آليات النقد الهادفة لتستتب المجاملات والمحاباة واشياء أخرى في القراءات التي تتابع بعض الإصدارات، المهم ان المعضلة تخص الكتب نقدها ونقدها رغم تباين عملاتها الثلاث
ماذا عن المشاريع لشاعرتنا؟ هل تفكرين بكتابة الرواية؟
هجرني الشعر هذه الأعوام الأخيرة، فالقصيدة تحتاج لنزق ويبدو انني عقلت بما يكفي بحكم العمر، وإن لم أفقد الامل في اقتراف جنون عاقل نظما
واصدقك ان قلت انني لا أفكر في جنس المولود بقدر ما يشغلني: هل لابد من عملية قيصرية للروح لكي يتم الوضع؟؟؟
بيان سيرة
فتيحة النوحو صحافية، شاعرة وكاتبة ، حاصلة على الإجازة في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس الرباط. اشتغلت في المجال الإعلامي المكتوب والسمعي البصري في منابر وطنية وعربية ودولية.، ولها مشاركات عديدة في تسيير وإدارة ندوات وموائد مستديرة حول الأدب / المسرح والتشكيل بالمراكز الثقافية الى جانب  الاهنمامات بالقراءات والمتابعات لما يجري في المجالات الثقافية محليا وعالميا
 للشاعرة والكاتبة فتيحة النوحو مجموعة من الاصدارات
إليك أيها الظمأ كل هذا الارتواء” ديوان شعري صدر عام 2008″
لن يستلنا العدم” ديوان شعري صدر عام 2012″
غبن ان نهوي سرد ذاتي صدر 2015
 الوغودية: 2021

 

استعجلني  أيها البعث

    أندس

تحت النعي

لأبلغ الذروة

لا سلوى

في المعابر

إن استلبتنا

الأنفاق

ذات إبهام

انزلقت

لجبن السالب

فوليت للموجب

الجسور

كرجع من كاتم

انجذوت

من هيولى

الصدى

زغت

فصدني النزع

كجرم

مفلس

عرجت بمنفى

الفصول

فاختليت بالشك

في

مجرات

الجزم

بين  الحيث

والمظنون

فانشق

أس

 الحلول

كسائل قايضت

الإله

بخطاي

 إلى ملكوته

فضلني لهداه

 كسائر

 همت بين   الدجى

 بين  سكراته

فاصطفاني خمرة

 لأنهاره

 كمشرك

 توعظ بتوابه 

فتجبر

من صمده

كتقي

دنوت من مقامه

فنذرني  للقياه

 فيا أيها

البعث

ألا

استعجلتني

 لبصيرته ؟؟؟

للشاعرة: فتيحة النوحو

 

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com