رسائل العشق عند بعض العظماء:2/1

رسائل العشق عند بعض العظماء:2/1

العشق والغرام 

                   ذ. المختار عنقا الإدريسي 

عيد الحب: مناسبة عالمية يحتفل بها العشاق والمحبون عبر العالم، فيوم 14 فبراير من كل عام، عادة ما تخصص هذه المناسبة للتعبير عن الحب والمودة بين الأزواج والعشاق .
هناك العديد من النظريات حول أصل هذا العيد ، لعل أكثرها شيوعا يعود الى أن مهرجان لويركاليا الروماني القديم  كان يقام منتصف شهر فبراير للاحتفال بالحب والخصوبة ، وفي وقت لاحق تم ربط هذا اليوم بالقديس فالنتين الذي كان كاهنا مسيحيا ، تم اعدامه يوم 14 فبراير…

وعادة ما تختلف طرق الإحتفال بهذه المناسبة ، منها اهداء الورود والشوكولاته،  والخروج في مواعيد رومانسية إلى المطاعم، وترتيب سفريات نهاية الأسبوع في مكان رومانسي هادئ، وكتابة رسائل الحب وتبادلها بين المحبين والعشاق.

وقد ارتأينا في جريدة ألوان الإلكترونية وعيد الحب على الأبواب أن ننشر مقالة  انجزها الاستاذ المختار عنقا الادريسي – خصيصا للجريدة – تحت عنوان : “رسائل العشق عند بعض العظماء ” ، سنعمد إلى نشرها تباعا عبر ثلاثة محطات.

 استهلال مدخلي 

        العشق مفهوم واسع تختلف تعاريفه باختلاف الثقافات والفلسفات واستنادنا   إلى ” ويكيبيديا “في نسختها العربية نجد أنه: ليس مجرد مفهوم لغوي فحسب، بل هو تجربة انسانية عالمية تجلت في مختلف الثقافات والآداب والشعر، وغالبا ما يرتبط بالرومانسية والشوق والعواطف الجياشة التي تتجاوز الحب العادي، وهو شعور يهز الكيان ويلهم العقول ويحرك القلوب ويجعل العاشق يرى المحبوب بأفضل صورة ممكنة ويٌشعره بالرغبة القوية في الاقتراب منه والاندماج معه.

ولم يقتصر العشق على الشعراء والكتاب وحدهم، بل امتد إلى عظماء الفكر والفلسفة والتاريخ فوجد طريقه للتعبير عما يحسونه في رسائلهم، وكشف عن الجانب الإنساني العميق الكامن خلف شخصياتهم المؤثرة والمتأثرة به، حتى صار جزء لا يمكن التغاضي عنه في مجريات حياتهم، الأمر الذي جعل كتاباتهم تحفا أدبية بليغة، ويمكن للمتوقف عندها ان يخرج بالكثير من الخلاصات المختلفة تبعا للمقاربة المعتمدة.

  أولا: كتاب “رسائل حب الرجال العظماء “: هو كتاب صادر عن دار ما كميلان، أشرفت على اعداده الكاتبة البريطانية ” أورسولا دويل ” ويتضمن 62 رسالة لأربعين رجلا عظيما، منهم ملوك وأباطرة وعلماء وضباط كبار ، بالإضافة إلى عدد كبير من الشعراء والروائيين والمسرحيين والموسيقيين والفلاسفة – حسب ما أورده عدنان حسين أحمد  في ” الحوار المتمدن ” بتاريخ 12 غشت 2015 – ومن خلال كتابته تلك نقتبس ما يلي :  [ … لابد من الإشارة إلى الالتفاتة الذكية لمحررة الكتاب التي نوهت بأن عصر رسائل الحب قد ولى لأن العشاق والمحبين وجدوا ضالتهم في الايميلات  الإلكترونية والرسائل النصية المقتضبة التي تنقل ومضات الحب المعتمدة على تقنية “خير الكلام ما قل ودل”، فلا هي اسهاب في الكلام ولا اطناب في المشاعر ، فكلا الطرفين منهمك في الحياة ومنغمس في ايقاعها السريع (…) فهل ينبئ عصرنا الإلكتروني المتسارع بموت الرومانسية ؟ وهل سنفقد الثقة بالحب؟ هل ندير ظهرنا لفن التعبير العاطفي الذي لا يقل ضرورة عن الماء والغذاء والهواء، ان لم يكن هو أهم الضروريات الحياتية التي تُشْعِر الإنسان بإنسانيته ورقيه البشري الذي لا يكتمل من دون الحب المتقد والعاطفة المتوهجة] .

    ثانيا: بعض نماذج رسائل العشق من التاريخ

       نستند في اختيار بعض هذه النماذج على استطلاع رأي كانت قد أجرته شركة “بيجيل استريت ” للتأمين على أكثر من ألف شخص، ونشرته الجريد الإلكترونية” المصري اليوم ” بتاريخ 14- 2- 2015

وسنتوقف عند 6 نماذج منها، نوردها تبعا لتسلسل كرونولوجي، حتى نعطي صورة أولية لما تركه لنا هؤلاء علما أنه لا يوجد أي سبب معين في هذا الاختيار الذي جاء كعينة عشوائية لمقاربة تلك الكتابات

     1 رسائل القائد أنطوني للملكة كليوباترا 

      هو مارك أنطوني أو ماركوس، القائد والقنصل والسياسي الروماني، ويعد من أهم مساعدي يوليوس قيصر، كان متزوجا من اوكتافيا أخت أوكتافيوس وعقب اغتيال القيصر بروما وانقسام الامبراطورية

 أصبح حليفا لكليوبترا التي أعجبت به،

ليس لأنه كان وسيما – حسب ما جاء به بعض المؤرخين – ولكن أيضا لذكائه. وبعد أن بلغه نبأ كاذب بموتها، فضل الموت على الحياة فطعن نفسه، وبعد أن وصلها خبر موته، انتحرت هي الأخرى مستعينة بأفعى صغيرة سامة قد قرصتها في دراعها وتعتبر

 قصتهما من أشهر قصص الحب في التاريخ

وذلك حسب رواية تم توثيقها وتخيلها من قبل مؤرخين وكتاب أبرز وليام شكسبير في مسرحيته الشهيرة “أنطوني وكليوبترا

 وهي قصة حب ملحمية، جمعت بين ملكة مصر الفاتنة والقائد الروماني القوي وانتهت

بشكل مأساوي بعد أن تخلى أنطوني عن سلطته ومكانته في روما وضحت كليوبترا بحياتها من أجله.

وفيما يلي تصور لرسالة متخيلة – من بعض المهتمين – كان قد أرسلها أنطوني إلى كليوباترا، جاء فيها: [يا كليوبترا يا جوهرة مصر، اشتياقي اليك يزداد مع كل لحظة أبتعد فيها عنك ، أحلم بك كل ليلة وأرى في عينيك سحرا لا يقاوم ، أتمنى لو كنت هنا معك لأقبل يديك وأقبل شفتيك أنت حبيبتي وحياتي ولا أستطيع العيش بدونك]

   2 رسائل هنري الثامن ملك بريطانيا لزوجته الثانية ” ان بولين” 

    هو ملك انجلترا المشهور بتعدد الزوجات حكم انجلترا من سنة 1509 حتى وفاته في 1547، واشتهر بأنه تزوج ست مرات  وأول هذه الزيجات كانت مع ” كاترين اراغون” غير أنه ألغى زواجها بسبب عدم قدرتها على إنجاب وريث ذكر، اما آخرها فكانت مع ” كاترين بار ” التي بقيت على قيد الحياة حتى بعد وفاته.

وتعتبر ” ان بولين” أكثر من مجرد زوجة ثانية له، لقد كانت امرأة طموحة معروفة بجمالها وذكائها، ولعبت دورا حاسما في أحداث شكلت مستقبل البلاد، ومع صعود نجم “جين سيمور ” إحدى وصيفاتها ضعف موقعها عنده، لأنه كان يرى في الوصيفة كل السمات التي كان يبحث عنها في الزوجة مثل : الطاعة والوداعة ، وقد أدي هذا التحول إلى توثر العلاقة بين الملك هنري وزوجته بولين ، وتم اتهامها بجرائم خطيرة مثل الزنا والخيانة العظمى ، وكلها تهم مبنية على أدلة ضعيفة أو ربما كانت ملفقة لتبرير اعدامها . فقطع رأسها في برج لندن يوم 19 ماي 1536 .

وتعتبر رسائله اليها وقصته معها وثيقة تاريخية فريدة وشهادة تكشف الجانب الإنساني للملوك وتبين أنهم ليسوا مجرد شخصيات تاريخية ، فهم يشعرون بالحب والحزن والغيرة مثل أي شخص آخر ، وتسلط الضوء على العلاقة العاطفية التي شكلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ انجلترا وعموما يمكن أن نخلص الى أن قصة هذا الزواج كانت مصدرا للالهام الأدبي  الذي استوحته العديد من الروايات والأفلام ، وجعلها خالدة باعتبارها شهادة على حب ملكي ملتهب لأقوى رجل في بريطانيا خلال القرن السادس عشر ، وكيف لا وهو الذي  كان كلما كتب لها رسالة يختمها بقوله [ هذا من يد خادمك وصديقك ، فالحب وحده روض الرجل الذي سبق وأن تحدى سلطة البابا ] ورغم أنه لا توجد نسخ أصلية محفوظة لجميع رسائل الحب المتبادلة بينهما لأنها فقدت مع مرور الوقت أو دمرت عمدا بعد إعدام ” بولين ” . ويمكن للباحث أن يجد بعض المقتطفات والتفاصيل التي تكشف عن عمق العاطفة التي كان يكنها لها – قبل – أن يتزوج بها، مستعملا فيها لغة عاطفية قوية ، ويصفها بأجمل الأوصاف مركزا على عينيها وشعرها ومعبرا على ندمه على اهمالها في الماضي ويتعهد بتعويضها عن كل ما فات ، ومن الأمثلة على ذلك قوله لها في كتاباته : [ أنت نور عيني وسروري وحياتي كلها  –  لا أستطيع العيش بدونك فأنت كل ما أتمناه  – أنت أجمل امرأة رأيتها في حياتي –  أعدك بأن أجعلك أسعد امرأة في العالم ] . ومن مقتطفات ما أرسله ل” بولين ” المعشوقة التي سلبت عقله، قبل أن تصبح زوجته الثانية، نورد: [أتوسل اليك، أن تعلميني صراحة بمدى رغبتك في أن يكون هناك حب بيننا، فمن الضروري أن أحصل على إجابة منك، لأنني وبعد أكثر من عام من اصابتي بنشوة الحب مازلت غير متأكد بعد، هل فشلت معك ، ام لازال هناك مكان لي في عاطفتك ] . وفي رسالة أخرى يقول لها: [لقد أرسلت لك مع حامل هذه الرسالة لحم ذكر الغزال الذي اصطدته بالأمس، املا عندما تأكلينه أن تتذكري صائده] .

3     رسائل جان جاك روسو لمعشوقته :

    هو فرنسي الأصل ولد في مدينة جنيف السويسرية في 28 يونيو 1712، من أم ماتت بعد ولادته، فرعاه والده الساعاتي صاحب المزاج الغريب، فنشا متوجها نحو الضلال، ويعتبر من أهم كتاب عصر التنوير الممتد من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر. وبالعودة إلى سيرته الذاتية الواردة في مؤلفه المعنون ب ” الاعترافات “يكشف لنا عن نظرته العميقة والشخصية للحب والعشق، ويزيح الغطاء عن صراعاته الداخلية وعلاقاته العاطفية المتعددة، ويصور العشق كقوة دافعة قوية تشكل حياته ، وتؤثر على قدراته،  ويلخص فيها معاناته في الوحشة والشعور بالاغتراب والحنين إلى طبيعة انسانية أكثر براءة وأوفى صدقا ، ويبث فيها لواعج قلبه ونداءات عقله ، وكما يرى أحمد إبراهيم الشريف في مقالته المنشورة بجريدة اليوم السابع الإلكترونية يوم 2 – 7 – 2020 ، أنه : [ كان قد التقى بالسيدة دي وران فأحبته ورعته ، وقد صار عشيقا لها وهو في الحادية والعشرين من عمره ] وهي الأرملة الموسرة التي تكبره باثني عشر أو ثلاثة عشر عاما ، وقد لعبت دورا مهما في تشكيل شخصيته وافكاره فوجد فيها الأم والمعلمة والحبيبة ، وتحت رعايتها اعتنق الديانة  الكاثوليكية وتلقى مبادئها الأولية ، غير ان هذه العلاقة لم تستمر طويلا ، فبعد عدة سنوات ترك روسو منزلها وبدأ حياة مستقلة وذكر في” الاعترافات ” أن أسباب انفصاله عنها يعود الى عدة عوامل، منها الرغبة في الاستقلال وتأثير اصدقائه الجدد.

ويضيف احمد ابراهيم الشريف قائلا:

 [وعندما التقى بالسيدة دي لارناج في جرونوبل وقعت في غرامه، ولما عاد إلى السيدة الأولى وجد أنها تخلت عنه، فازدادت حياته تعقدا بسبب علاقاته النسائية والاجتماعية المتتالية]. وتبقى المعلومات المتوفرة على السيدة دي لارناج قليلة، كما أن علاقتها به كانت مثيرة للاهتمام، فهي علاقة عاطفية معقدة، شابها الكثير من التناقضات والتوترات، لقد كانت أقل حرارة من علاقته بالسيدة الأولى، ومع ذلك لا يمكن نكران مساهمتها في تشكيل شخصيته وافكاره، خاصة فيما يتعلق بآرائه حول المرأة والحب والعلاقات الإنسانية. كما يمكن القول بأنها تبقى واحدة من النساء اللاتي لعبن دورا مهما في حياته، على الرغم من قلة المعلومات المتوفرة عنها. وعن روايته العاطفية الخيالية “هليونر الجديدة ” الصادرة في 1762، والتي تتناول قصة حب مستحيلة بين امرأتين تعيشان في دير، فهي تعكس اهتمامه بمسائل الحب والخيانة والحرية. وفيها يرى أن العشق الحقيقي هو النابع من القلب والقائم على الحرية والاختيار وليس القيود الاجتماعية أو التوقعات، والحب الحقيقي هو دائم الارتباط بالمعاناة والتضحية، وفي هذا الإطار نجد أن هاشم

صالح نشر مقالة له عن هذه الرواية بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 11 – 6 – 2021، ومنها نأخذ ما يلي:

 [ كانت السيدات والآنسات يذرفن الدموع أنهارا على مصير بطلة القصة “جولي” وحبها المغدور أو المستحيل ، فقد استطاع ان يفجر التراكمات المكبوتة ويضرب على الوتر الحساس ، ومن هنا يكون هو أول من دشن الكتابة الرومانسية في الأدب الفرنسي ، وقد قال عنه أحد النقاد (روسو ليس المبشر الأول بالرومانسية فقط ، وإنما هو الإنسان الرومانسي بالكامل إنه رومانسي من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه ، كان يذوب عندما يكتب وينصهر انصهارا دون أن يصبح مائعا). ولذلك يقال بأن كل الرومانسيين الكبار الذين جاؤوا من بعده خرجوا من معطفه. فقد كان معبودهم وقدوتهم العظمى]. وحتى وان كنا لا نجد رسائل عشق رومانسية صريحة عنده على عكس الكثير ممن اشتهروا بكتاباتهم العاطفية، فان فلسفة الحب عنده تقوم على اعتبار أنه ليس مجرد شعور، بل هو واجب أخلاقي تجاه الآخرين، ووسيلة لتحقيق السعادة الحقيقية، كما أنه قوة تدفعنا إلى تغيير العالم نحو الأفضل. وتأسيسا على ما تقدم، فالحب عنده مختلف عن كل تصور رومانسي تقليدي، لأنه يرتبط بفلسفته حول الطبيعة البشرية والمجتمع. ويتميز بكونه أكثر شمولية وواقعية، وبالتالي فهو فلسفة حياة كاملة تدعو إلى العيش بانسجام تام مع الطبيعة واحترام للحرية، والعمل من أجل الإنسانية، ومن أقواله عن الحب نستعرض ما يلي:

[لو عرضوا علي ملاقاة محبوبتي شريطة أن أشنق بعدها بربع ساعة لرضيت بكل غبطة وسرور، أكثر مما لو عرضوا علي عرش هذا الكون … ولكي تكتب رسالة عشق عليك أن تبدأ دون أن تعلم ماذا تريد أن تقول، وأن تنتهي دون أن تعلم ماذا كتبت] . ثم يضيف قائلا [من يستطيع أن يصف اللقاء الأول للحب، بل من يستطيع أن يسترجع ويتذكر الشرارة الأولى؟ أي متعة في ذلك، وأي حسرة؟] .

لقد كان روسو يقدس المرأة، لأنها أكبر من أن تحب أو تشتهي. وفي حديث له عن معشوقته، نقتطف من ” الاعترافات ” قوله [لن انتهي من الحديث عنها مهما طال الزمن، كم رحت أقبل السرير لأني أعرف أنها كانت قد نامت عليه قبلي؟ وكم قبلت الستائر وأثات الغرفة لعلمي أنها كانت تشغلها وأن يديها الجميلتين قد لمست كل أشيائها؟ وكم سجدت على أرضية الغرفة لكي أقبلها، لمجرد أن قدميها كانتا قد مشتا عليها].

انه الجنون والحمق بعينيه لديه، ومع ذلك عنده بمثابة تعويض عن الحب الناقص او الغادر والمهدد في كل لحظة بالخطر. ولعله الأمر الذي دفعه إلى الاعتقاد بأن المرأة يمكن أن تتجسد حتى في [أماكن أخرى وأشكال أخرى، وأسماء لا تعد ولا تحصى ، انها المرأة الخالدة والأبدية]

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية مديرة وإعلامية موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بمغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل و المراسلات:jaridatealwane@alwanne.com