المبدعة المغربية، سميرة فؤاد المهنديز في لقاء حصري لألوان
قصيدة “ملاكي” مصدر سعادتي
يسعدنا في جريدة ألوان الإلكترونية أن نستضيف المبدعة المغربية، سميرة فؤاد المهنديز ، مديرة الصالون الأدبي الثقافي نون النسوة وعميدة الإتحاد العربي لملتقى الأوطان ورئيسة مجلة لؤلؤة الشعر والادب الإلكترونية، للحديث عن مسيرتها الأدبية، وهي الغزيرة العطاء والكتابة في العديد من المجالات: الشعر ، الرواية ، القصة ، القصيرة، الرسم والخط العربي.. وبذلك فعليها يصدق القول: اجتمع فيها ما تفرق في غيرها من المبدعات المتألقات.
ومن اصداراتها العديدة والمتنوعة المشارب نذكر، ديوان على رصيف الولادة وهو شعر نثري، ناب عنها في حفل التوقيع المقام بالأردن، الوزير السابق طه الهباهبة بصفته أحد أعمدة الإتحاد والأب الروحي … ورواية مملكة الأمل المعروضة بالمعرض الدولي للكتاب بالقاهرة.
وفي سؤال عن كتاباتها في مختلف المجالات الإبداعية، وأقرب الاختصاصات إليها؟
قالت سميرة فؤاد المهنديز عاشقة الكتابة حتى النخاع، تكتب في كل مجالات الإبداع لكن أكثر شيء يستهويني هو كتابة الروايات والشعر الفصيح لأني كبرت على شعر الرواد، أعشق المتنبي وشوقي وشعراء المعلقات والشعر الأندلسي، وقد تربيت على الإحساس الصادق والكلمة الموزونة، وعشت في بيت محب للإبداع وشغوف بالمطالعة وحب الكلمة النقية، بين أحضان أسرتي المكونة من أب وأم كاتبين واخوة مهتمين بالإبداع في كل تجلياته.
وعندما طلبنا منها الحديث عن مسارات تنقلها بين مختلف أصناف الإبداع، ردت بقولها:
- لن أحسم الأمر وأقول أني كتبت الشعر قبل الرواية أو الرسم أو الموسيقى لأن هذا صعب، فقد عشت دوما مع الإبداع شعرا كان أو نثرا، رسما، مسرحا، موسيقى، خطا عربيا أو غيره من إبداعات خاصة بالطفل، فأسرتي وعائلتي موطن ابداع، ما شاء الله…
وعن تقييمها للكتابات النسائية المغربية والعربية، من خلال تتبعاتها المستمرة تضيف قائلة:
ان الكتابة النسائية كانت قليلة منذ زمن مضى، والشاعرات معدودات على رؤوس الأصابع، نظرا لظروف المرأة ومسؤولياتها المتنوعة واهتماماتها العائلية بالزوج والأبناء، كل ذلك كان يحول دون تطور وانتشار الكتابة بنون النسوة. فالمرأة المبدعة هي أم قبل كل شيء، لذلك نجدها تتعب للتوفيق بين رسالة الامومة ورسالة الإبداع، ولربما لهذا السبب نجد أن الطلاق كثير الانتشار بين صفوف المبدعات، ومعه قد تعمد الواحدة منا إلى تأجيل نشاطاتها الابداعية حتى يكبر أولادها.
- كيف تستطيعين التوفيق بين الاهتمامات الأدبية والمسؤوليات المهنية التربوية، والأسرية؟
شخصيا أحمد الله لأني اعطي لكل مجال وقته وأوفق بكل رزانة ودقة بين مختلف مسؤولياتي، التعليمية والابداعية والأسرية. في الوقت الحاضر نجد أن المرأة المبدعة غزت جميع المجالات وسجلت بها الحضور، بل نجدها قد فاقت الرجل في الكثير من كتاباتها وحصلت على العديد من الجوائز المميزة، كيف لا وهي ذات الاحساس والمشاعر الصادقة والعواطف الجياشة التي تترجم حروفها على الورق.
سبق لك أستاذة سميرة أن حصلت على العديد من التكريمات، وفي سنة 2020 أحرزت المركز الأول في مسابقة كأس العالم للمبدعين في الشعر العمودي. فهلا حدثت قراء جريدة ألوان الإلكترونية عن هذه الجائزة؟
شاركت في تلك المسابقة بقصيدة ملاكي التي اعتبرها من القصائد القريبة إلى قلبي وروحي وأعتز بها كثيرا، بل ولي معها طرائف ومواقف كثيرة، فهي قصيدة تتكلم عن العشق ودرجاته والارتفاع به، لأنه يمثل الحالة الروحية التي يتعايش معها الإنسان فتبعث به حالته الضوئية. كما أنها تخبر الإنسان وتوحي له، أنك إذا أردت عشقا ملائكيا فعليك أن تنتحر لتجده في العالم الآخر ، لأن هذا النوع العشق قد انقرض من عالمنا ، ورغم اختلاف بعض الأصدقاء معي في هذه الرؤية ، إلا أن الفكرة بشكل عام هي فكرة شعرية .
أما بخصوص مشاركتي بهذه القصيدة – كما سبق الذكر – في منافسة مع ثلثة من أدباء العالم، وحصلت بها على اللقب وكتبت عني الكثير من الجرائد التي تصدر في المشرق العربي، وأجريت معي لقاءات مختلفة على الهواء في قنوات فضائية متعددة، واستطعت رفع راية بلدي من خلالها.
وهنا سأحكي لكم عن كيفية دخولي للمسابقة التي كانت حكرا على الرجال.
جاء بعد أن طلب مني أصدقائي التصويت لهم في المسابقة، لأن دخول المنافسة يفترض الانتقاء في التصويت. فارتأيت أن أدخل المسابقة وهي على مشارف انتهاء وقت التقديم الذي دام ثمان أشهر. وفي أقل من ثمان ساعات تم التصويت وحصلت على العلامة الكاملة 100من 100، من جميع أعضاء اللجنة، وبذلك أكون أول امرأة وأول مغربية عربية تتوج بالجائزة، وقد أسعدني ذلك كثيرا وستبقى قصيدة ملاكي هي مصدر سعادتي الدائمة.
النقد يزين الإبداع شكلا ومضمونا
وفي سؤال لنا عن استفادتها من مختلف تجاربها، وتأثير ذلك في مسارها الإبداعي. وعن مساهمة النقد في تطوير تجربتها؟
ردت قائلة:
- ليس بالأمر السهل وضع بصمتك الخاصة في مجال الإبداع بالوسط الثقافي، خصوصا في مجال التواصل الاجتماعي والحصول على مكانة كبيرة في قلوب المثقفين العرب والأجانب، لكن وكما نقول فلكل مجتهد نصيب وربنا سبحانه وتعالى يغرس المحبة بالقلوب، فعندما نعمل بجد واخلاص ونحب العمل الذي نقدمه، فحتما ستضمن مكانتها بين الناس. أما فيما يخص النقد فلن ازيد عن قولي بأنه يزين الإبداع شكلا ومضمونا، ويعطي للمبدع فرص التصحيح واعادة النظر فيما يكتب لكن من الضروري أن يكون هناك نوع من النقد البناء، ولقد كان دخولي لمجال النقد من خلال برنامج اسمه حديث الجمعة، تتم خلاله استضافة شاعر مميز رفقة نقاد للغوص في المسار الأدبي، وبعده جاء برنامج سكانر رفقة مجموعة من النقاد أيضا، غير أنه لم يعمر طويلا، لأكمل النقد بعد ذلك في أكاديمية ملتقى الأوطان في برنامج قصيدة، وقد استفدت كثيرا في هذه المحطة ومن خلالها.
- لنتحدث قليلا عن تجربتك في المهرجان الدولي للشعر والفنون في دورته 13…
- أعتبر أول سفيرة للمغرب في المهرجانات الدولية والعربية، كان لي شرف المشاركة في المهرجان الدولي للشعر والفنون كمديرة بمحطة تارودانت، وتوليت مهمة التنسيق بمحطات أخرى منها الوطنية والدولية وكانت تجربة ممتازة، اشكر الدكتور محمد بلبال اغنيم على ثقته ومساعدته لي دوما،
- وتضيف في نهاية اللقاء عن مشاريعها الإبداعية:
- ديوان شعري عمودي سأعطيه عنوان قصيدة ملاكي، وكتابة بعض قصص الأطفال، وإنهاء روايتي الجديدة “المتصابي”.
ملاكي
الاسم أكتبُ فيمن وجهه القمرُ
والريـح تحـمل في طـيّـاتـها الخـبرُ
ما زال حـبك في الآفـاق ينتـشـرُ
كالشـمـس يَـهــوى نـورهـا القــمـرُ
للعشق أطمح والأحلام تنــدثـرُ
والبـحر يسكن في أحشائه الدُّررُ
القلـب يذكر للمحــبوب روعـته
للعـشـق يكتب من لفتاته النـظرُ
اطياف روحك في العينين أحـملها
كالبـحـر تحـمـي أصـدافه الـجـُزُرُ
اسـمي واسـمك في العشاق أكتبه
والعـشق يُكتـبُ من لوعـاته القـدرُ
مُتيمٌ أرسـم للمـحـبوب صـورتـهُ
البدر يـعـرف والنجـمات والبـشـرُ
للَّيلِ أعـشـقُ والأهــواء تأسـرني
الفجـرُ يعـشـقُ للاصباح والـسَّحَرُ
هذا حبيبي نياط القلب تعـرفُـهُ
شــوق الأحـبَّة قد يحـلو بـه الـسـهرُ
اللــه أسـأل والرحـمٰن يحـفـظهُ
فهـو الحبـيب لشدو الـروح ينـتظرُ
متى الْتَـفَتُّ فحـبي راح يتبـعني
كالظـل يـسـرح في روعـاته الشجرُ
ما زال حبك في الأوداج منتقلا ينتقل
والروح تعـشـق من للقلب يعتـصرُ
القلب ينبض والأوصال تصدقه
حـبُّ الحـبيـب به الأرواح تأتَـمرُ
يا من بحبك قد ساحت نواظرنا
في نار حُبِّكَ صار القلب ينتحر
سميرة فؤاد المهنديز