المغرب يفقد المفكر والأكاديمي عباس الجراري
تنطفئ شمعة أخرى في شمعدان الثقافة المغربية
لقد سبق لوزارة الثقافة المغربية أن نظمت في شهر يناير الحالي ، حفلا بهيجا حضره الكثير من رجالات الفكر والفن بمسرح محمد الخامس بالرباط ، بمناسبة “تصنيف الملحون تراثا عالميا للإنسانية ” ، ومن بين أهم الشخصيات التي حضرته عميد الأدب المغربي – الراحل – عباس الجراري ، الذي يعد أحد أبرز أعضاء أكاديمية المملكة المغربية ، ورئيس لجنة الملحون بها ، وقد سبق أن أشرف على مشروع كبير لتوثيق دواوين شعر وفن الملحون عبر التاريخ ، الشيء الذي ولٌَد أحد عشر مجلدا ، ضمن موسوعة الملحون ، حيث توجت هذه الجهود بإعلان اليونسكو “ الملحون تراثا عالميا للإنسانية ” وقد كان ذلك الحفل هو آخر نشاط يحضره ” عباس الجراري” قبل أن يرحل لملاقاة ربه يوم السبت 20 يناير عن سن السادسة بعد الثمانين ، وهكذا تنطفئ شمعة أخرى في شمعدان الثقافة المغربية، بعد المبدع محمد الوكيرة، والفنان لحسن زينون. انطفأت شعلة أديب وأكاديمي ومستشار ملكي سابق، لكن، بالتأكيد سيظل حضور هذه الشخصيات التي غادرتنا في مطلع هذه السنة قائم من خلال إرث قيم تركوه في المجال الثقافي عربيا وليس فقط وطنيا، يدخل التاريخ ويؤرخ لبصماتهم الجليلة
كان الراحل عباس الجراري قد تلقى تعليمه بمدينة الرباط قبل أن ينتقل إلى جمهورية مصر العربية حيث حصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من القاهرة عام 1961 ومن بعدها شهادة الماجستير في سنة 1965، والدكتوراه في 1969 . ويعتبر العضو الأساس بأقدم نادي ثقافي مغربي (النادي الأدبي الجراري) الذي كان قد أسسه والده ” عبد الله الجراري ” في سنة 1930 . ويعتبر المرحوم الجراري من بين كبار مثقفي المغرب ، بكل ما تحمله الكلمة من معاني سامية للفعل الثقافي
:وقد سبق للمرحوم ان تقلد الكثير من المناصب والمسؤوليات ، ومنها أنه كان
عضوا باللجنة الإدارية والمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للتعليم العالي ، مابين 1969 و 1973 *
مديرا للدراسات الجامعية العليا لتكوين أطر التدريس جامعة محمد الخامس *
أستاذا بالمدرسة المولوية *
عميدا لكلية الآداب . جامعة القاضي عياض مراكش *
عضوا بمجمع اللغة العربية بدمشق *
رئيسا للمجلس العلمي الإقليمي لولاية الرباط/ سلا *
مكلفا بمهمة في الديوان الملكي *
مستشارا للملك محمد السادس منذ سنة 2000 *
وتجدر الإشارة إلى أنه حصل خلال مسيرته على العديد من الأوسمة كان آخرها وسام العرش من درجة ضابط كبير في سنة 2016
وقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات في الأدب والتراث الإنساني ، ومنها على المثال لا الحصر
الثقافة في معركة التغيير –
من ادب الدعوة الإسلامية –
قضية فلسطين في الشعر المغربي –
الادب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه –
تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب –
معجم مصطلحات الملحون الفنية –
وغيرها من المؤلفات كثير . وعليه فإن فقدانه يعد خسارة كبيرة ورزء كبير للثقافة المغربية بصفة عامة
وُوري الثرى الفقيد عباس الجراري، يوم الأحد، بمقبرة الشهداء في العاصمة الرباط
عرفت الجنازة حضور المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، وعبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية ومحمد ياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، وأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وعبد الحق المريني، مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي
