في انتظار ان يقتنع المسؤولون بأن الرواد لاتزال لهم كلمة
الكاتب والفنان أحمد أومال : الوضع الثقافي مريض، والوضع الاجتماعي للفنان جريح
:صدق المتنبي حينما قال
كالخيلِ يمنعُنا الشّمُوخُ شِكايةً
وتئِنُ من خلف الضلوعِ جروحُ
كم دمعةٍ لم تدرِ عنها أعينٌ
ونزيفها شهدتْ عليهِ الروحُ
الأستاذ أحمد أومال حينما تجالسه، تستشف من حديثه تجارب مثخنة بالأنين والبكاء على زمن جميل كان فيه لحضور الفنان وزن وقيمة، الرجل يمر بظروف عصيبة، طرق كل الأبواب ولا من يجيب
ارتأينا الحديث معه بعجالة، وحالته النفسية لا تسمح بقول كل شيء، وهو ذو كرامة وأنفة، لا يطلب صدقة، لكن اعتبارا لما قدمه للمجال الثقافي والفني لعقود، حرام أن ينتهي مسار مشرق لفنان بلادي إلى الحضيض وهذا قولي عن كل فنان مهما كان مجال تخصصه
ملأت الدنيا في التسعينات شاعرا وكاتب كلمات وسيناريست…الخ. والآن تظهر في النادر من المناسبات. هل هو وهن الكهولة أم شيء آخر …؟
هو وهن الظروف المحيطة بمجال الإبداع بصفة عامة، فقديما كنا نتكلف بالإنتاج، وكان مقابل الحلقة الواحدة يتراوح بين 20 ألف درهم (مسلسل عز الخيل مرابطها)، و50 ألف درهم (مسلسل ولاد عمي معاشو)، بعدها صارت الشركات هي التي تتكلف مقابل أرقام جد محترمة للحلقة الواحدة. قد يقول قائل، ولم لم تستمر في التكلف بالإنتاج؟ الجواب هي (لا كريمان)، وشرط الحصول عليها، إنتاج فيلم مطول أو ثلاثة أفلام قصيرة، ناهيك عن المقر… من أين لي بهذا!؟
لست دودة قز يمكنني الخروج من الشرنقة، لأصير فراشة مزهوة بنفسها. أنا لا أتهافت على الأضواء، فضوء القناديل والمصابيح يحرق في كثير من الأحيان. ومع ذلك، أنا أستعد للخروج بعمل محترم، أكتب، وأركن، في انتظار ان يقتنع المسؤولون بأن الرواد لاتزال لهم كلمة في المجال، يفيدون المبدعين الشباب بتجربتهم، ويستفيدون من حماسهم
أنا اليوم منزو في بيت أكتريه بحد السوالم، وغدا لست أدري اين سأكون، الأمر يتعلق بالمكري، قد ينفذ صبره، وأجدني في مكان آخر، غير الذي أحن إليه. المهم يقول مثل مغربي: للي بغى يبوسك، كيعرف فمك فين جا
بقي من الأيام الخوالي، قلم وقرطاس، أكتب، تراكم الكيف، اما النشر، فمن ينشر؟ جل الناشرين يعملون في الكتاب المدرسي والكتب الموازية، وهذا حقهم، تبعا لميزان الربح
قصيدتك “صديقتي” تصور كل هذا الحزن والأسى من واقع لم تكن تتوقع صفعة منه؟ ما الأمر؟
الأسى!؟ الحزن!؟ هي كلمات ليست كالكلمات، ولكنها كلمة مكنونة في سويداء الفؤاد، تنبجس من عين القلب، وتخرج لتتدفق معبرة عن حالة وجدانية، ترسبت هناك على مدى مسافة العمر، كلمة قد تجعل منك نائما في نظر البعض، وقارئ فنجان او مهرجا في نظر البعض، اوراق من الرقاة، حسب الزاوية التي ينظرون إليك منها
الوضع الثقافي مريض، والوضع الاجتماعي للفنان جريح، وضع بعض الفنانين مثخن بالجراح ، والصامتون منهم ، جراحهم أكثر، لأنها تصيب كبرياءهم، فهم لا يخرجون لنشر غسيلهم على قنواة، او صفحات جرائد، ويؤمنون بأن صمتهم، قد يسمع أنينه بعض المصغين من العقلاء، إلى ذلك الحين، ليمت الفنانون الصامتون، ولتعش الآذان الصماء
حدثنا عن الوضع الثقافي والاجتماعي للفنان من خلال تجربتك؟
او تسالين؟ السؤال يحسسني بما يشبه الدفع للتعري، عشت وما ازال ارفض الستربتيز. ليكن، ولأمارس التعري بحشمة، واحيلك إلى ما قلته سابقا عن المكري وأين سأكون. جنت على نفسها براقش
لا اعمل في حقل حتى اجني الثمار، لكني – على كل حال – جنيت احترام العديد من الناس، وجنيت الكثير من المعلومات من خلال القراءة والكتابة والاحتكاك بالآخر، وتمنيت لو جنيت العيش بكرامة، كرامة يعتقد الناس اني أرفل فيها
:قال المتنبي
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه، أني بما أنا باك منه محسود
امسيت اروح (بفتح الواو) مثر خازنا ويدا، أنا الغني وأموالي المواعيد