أقصوصة: عبد العالي أناني

أقصوصة: عبد العالي أناني
تمثال حورية البحر الصغيرة في كوبنهاغن

المنسية. رسالة ملغومة

عبد العالي أناني
                                                                                                                                           سُئل حكيم. ما على المنسية أن تفعل؟ طلب معرفة قصتها فحُكيت له
“جلست فوق صخرة تواجه البحر، ومياه أشد ملوحة من الفضاء الأزرق الممتد أمامها تحرق وجنتيها وهي تنهمر من مقلتيها بغزارة. وقع اسمه يبكيها حين تسمعه أو تتذكره، ومع ذلك ومن دون إذنها يتردد باستمرار في أعماقها. طالما اعتقدت أنه اتحد مع القدر ليعذبها. صعب تخيل ما يعتمل بدواخلها، وما يبدو على وجهها يحيل على صدْع غائر بداخلها يزداد كلما ابتعد يوم فراقهما، الذي اعتبرته يوم مماتها
مضى وقت طويل والكلام الذي شهد يوم الفراق يتردد بأذنيها، ومستمر برأسها، ويتغذى من ذكرياتها: ” عذرا لم يكن الأمر بيدي! أنت السبب!! أنت من قدمني إليها وعرفني بها!! كنت صادقا معك لكن؛ للقلب أوامر تلغي العقل
مضى وقت طويل ولم تستطع النسيان. كلما حاولت نسيانه أو طي الصفحة والبدء من جديد، تجده عنوانا للصفحة الموالية. وتسبقها صوره للمدن التي تسافر هاربة إليها من الأماكن المشبعة برائحته، وتخلد مرروه منها. وحتى عندما تظن أنها في طريقها لنسيانه يرسل إليها رسالة قصيرة تذكرها بذنبها، بأنها عرفته على صديقتها الوحيدة. هو أيضا لم ينساها، ولكنه عالق بشباك الأخرى، وحين يجد فرصة يبرق إليها برسالة قصيرة جدا، ليبني بينهما جسرا، يعبره متى تخلص من شباك الحب التي تربطه بصديقتها. بتعجرفه يعتقد أنه يحافظ عليها ويبقيها في انتظاره، فهو الرجل، وإن أخطأ فقلب المرأة اعتاد النسيان والغفران. لكن في حقيقة الأمر هو يقتلها بذلك. نسفتها من قبل الخيانة وأدماها نكران الحبيب، ولا تدري ما يبقيها حية: أهو القدر الذي ينتقم منها؟ م هو قلبها المتمرد عليها، يسخر منها ومن عقلها الذي طالما كره الخيانة وصادق الصدق والإخلاص، خاصة في الحب. البحر الأزرق الممتد أمامها يشهد بذلك، ويعرف طبيعة دموعها. لكن رغم حكمته وقدمه لن يكن إلا شاهدا عن آلامها وأحزانها
أجاب الحكيم بدون تردد
ستظل منسية إن ظلت على حالها. حمدا لله؛ هو ليس الرجل الوحيد، هناك آخرون، عليها فقد أن تستمر في المشي والباقي يأتي به القدر

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com