نقد الترجمة الأدبية ما زال في طور التكوين

نقد الترجمة الأدبية ما زال في طور التكوين
سناء اليعقوبي

ترجمة “الدملج العتيق” جعلتني أكثر حرصا وانتقاء ومسؤولية في كتاباتي

الأستاذة سناء اليعقوبي، من مواليد الدار البيضاء، حاصلة على الإجازة في الحقوق، تعمل أستاذة اللغة الفرنسية، فاعلة تربوية، أشرفت على العديد من الورشات التربوية والفنية في مجال البيئة والقراءة والشعر، ترجمت بعض الأعمال الأدبية والمقالات الصحفية. استضفناها في حوار الأسبوع، لكونها سيدة دخلت مجال الترجمة من بابه الواسع، فكان النجاح حليفا لها، وهي امرأة تصر على الإتقان والجودة في العمل المترجم، لكي يكون كتابة إبداعية ثانية ، بلغة ثانية، تجعل القارئ لا يفلت من الاعتقاد أن الترجمة هي  الأصل، بتواضع وخجل قبلت سناء اليعقوبي أن تحدثنا عن هذه التجربة

بداية، كيف دخلت مجال الترجمة؟

لم أفكر قط في ولوج عالم الترجمة، لقد كان ذلك وليد الصدفة المحضة، بحيث طلب مني الأستاذ “عبد الحق السلموتي” باعتباره رئيسي في العمل، ترجمة إهداءات لعمله الإ بداعي “الدملج العتيق” إلى بعض أقاربه في الخارج آملا أن تتم ترجمته إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية مستقبلا، حينها راودتني الفكرة وقمت فعلا بترجمته إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية من باب الهواية ليس إلا

حدثينا عن تجربة / ترجمة المجموعة القصصية “الدملج العتيق” للكاتب عبد الحق السلموتي؟؟

كانت تجربة ممتعة أضافت لي الكثير، مكنتنني من صقل وإغناء معارفي اللغوية وأكسبتني ثقة أكبر. بدأت ب “الدملج العتيق” ثم فتحت شهيتي الأدبية للمزيد،  فترجمت “كابوتشينو” ثم ُثلاث مسرحيات للطفل،  فالعديد من المقالات الأدبية كلها للكاتب المبدع ذ.عبد الحق السلموتي. وفي إطار عملي كأستاذة لمادة اللغة الفرنسية، أصادف بين فترة وأخرى بعض المقاطع باللغة العربية ، من نصوص أدبية في غاية الروعة ، من حيث الوصف والتعبير الدقيق، وعندما أشعر أنها تتماشى مع المجالات التي أشتغل عليها مع تلاميذي، أتحمس من حين للآخر لترجمتها إلى اللغة الفرنسية تعميما للفائدة

تجربة لن أنساها أبدا، فترجمة “الدملج العتيق” جعلتني أكثر حرصا وانتقاء ومسؤولية في كتاباتي، إذ يصعب ترجمة مشاعر الآخرين بأسلوبك الخاص، ولكني استمتعت بالمجموعة القصصية، وخاصة أقصوصة “الظل” التي شدتني بطابعها الفلسفي البسيط والمتميز، وشجعتني على ترجمة باقي النصوص التي لا تقل عمقا عنها

ولا أخفيك أنه رغم المجهود المضني والممتع في ذات الوقت، الذي بذلته في ترجمتي الأولى تلك، فقد كنت متخوفة من رد القارئ عموما، لكن مؤلف “الدملج العتيق” بلغتها الأصلية العربية، طمأنني بعد أن قرأها في مرحلة أولى، ثم سلمها لبعض أصدقائه المهتمين في مرحلة ثانية، إذ أثنوا على ما قمت به، فحمدت الله أن مجهودي واجتهادي أثمرا عملا حسنا

أتمنى أن أترجم مؤلفات لمبدعات مغربيات

كيف ترين الكتابة النسائية بالمغرب؟

منذ منتصف التسعينات، شهد الأدب النسائي تطورا كميا ونوعيا ملحوظا، وهي في مجملها كتابات سوسيولوجية واقعية، تسعى إلى رصد واقع المرأة المغربية والدفاع عن حقوقها، بيد أنها تسقط في فخ التكرار والجرأة أحيانا. و على مستوى الإبداع الأدبي النسوي، نتوفر على كاتبات مغربيات، خلقت كل واحدة منهن اسمها وطنيا و مشرقيا في مجال اشتغالها أي القصة القصيرة أو الرواية و قائمة هؤلاء طويلة، يمكن أن نذكر منها بعض الأسماء فقط ك: لطيفة لبصير، فتيحة مرشيد، زهور كرام، ربيعة ريحان، عائشة البصري 

البعض منهن يجمعن بين الإبداع والنقد. وتمكنت كاتباتنا منذ أزيد من عقد، من تأسيس إطار خاص بهن أطلقن عليه “رابطة كاتبات المغرب” الذي ترأسه حاليا الروائية “بديعة الراضي” التي انتخبت في الآونة الأخيرة كرئيسة ل “رابطة كاتبات إفريقيا” كذلك

      ماهي الصعوبات في ترجمة نص أدبي؟

شخصيا، أعتقد أن ترجمة نص أدبي من اللغة العربية إلى أي لغة أجنبية أخرى ليست بالشيء الهين،  لأن اللغة العربية فيها من الصور والتشبيهات البلاغية ما يجعلها أكثر عمقا ودقة من باقي اللغات ، تجعل المترجم مقيدا للحفاظ على روح النص الأصلي ، وهذا يتطلب جهدا وتركيزا كبيرين

 هل لك إبداعات أخرى؟

:لدي بعض المحاولات المتواضعة

“كتيب ديني بعنوان “زادي في رمضان 

كتب مدرسية : “Mon cahier d’autonomie et des livrets de communication

لمساعدة تلاميذي على التواصل باللغة الفرنسية

خواطر أدبية باللغات العربية، الفرنسية والإنجليزية

  هل لك ترجمات لبعض الكاتبات؟

لا، ليس بعد، أتمنى ذلك بالطبع، ولكن لم تسنح لي الفرصة بعد

أترين أن النقد يعطي الاهتمام اللا زم للترجمات بالمغرب؟

كل عمل إبداعي يحتاج إلى النقد البناء من أجل أن يتطور بما في ذلك النشاط الترجمي

أعتقد أن نقد الترجمة الأدبية ما زال في طور التكوين في المغرب، شأنه شأن باقي الدول العربية ، إذ يفتقد إلى مناهج خاصة بطبيعة العمل الترجمي، كما يشترط في الناقد أن يكون ملما بثقافتي اللغة الأصل واللغة الهدف

حدثينا عن حيثيات تكريمك بمدينة الجديدة. من هي الجهة التي قامت بهذا التكريم؟ وأي انطباع ترك لديك؟

اتصل بي عضو من جمعية” ورشة للتربية والثقافة والفن”، التي مقرها  فضاء الشباب سباتة، بالدار البيضاء ، وأخبرني أن الجمعية المذكورة تعد لتكريمي بمدينة الجديدة، وتنتظر موافقتي. وعندما سألت عن دوافع التكريم، أخبرني المتحدث نفسه، بأن ورشة تفكر في تكريمي لاعتبارين

الأول : هو الاحتفاء بي كأستاذة لمادة اللغة الفرنسية لأزيد من عقدين زمنيين، والثاني ، هو الاحتفاء بي بمناسبة صدورترجمة المجموعة 

 « Le bracelet parfumé»

ونظرا لمعرفتي المسبقة بجدية عمل هذه الجمعية، وكذلك بسبب عشقي وهوسي الكبيرين بمدينة الجديدة، أبديت موافقتي 

جرى الاحتفال بمسرح الحي البرتغالي بمدينة الجديدة،  نونبر الماضي. وسعدت كثيرا بالمواد والفقرات الفنية التي أبدعها فتيات وفتيان، درستهم منذ عامين،  وسعدت أكثر بحضور أفراد عائلتي،  وزميلات وزملاء أسرة التعليم. كل هؤلاء تناوبوا على أخذ الكلمة للإدلاء بشهادات مؤثرة في حقي

هذه فرصة لأوجه لهم شكري العميق عبر منبركم هذا . أما الانطباع الذي تركته في نفسي هذه المبادرة، فغبطة وفرحة عارمتين، تعجز اللغة عن وصفهما وصفا دقيقا، ثم إحساس أقوى بالمسؤولية الملقاة على كاهلي

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com