قصة قصيرة للكاتب محمد ياسين القطعاني.

قصة قصيرة للكاتب محمد ياسين القطعاني.

                         لص… من نوع خاص!

شامِخاً يُلقي قصيدتَه من فوق مِنصة الشّعراء،  نظراتُه تغوصُ في قلوبِ الحاضرين، إشاراتُ جسدِه تأسرُ المُتابعين، شاشاتُ العرض منحته هالاتٍ من الإبهار، الحاضرون منْ ذوي المكانة والسّلطان، أضواءُ آلاتِ التّصوير تنقلُ بريقَ عينيه، وانفعالات ملامِح وجههِ الوسيم.

الصالةُ تضجُ بالتصفيق، رنينُ أصواتِ الأكفِ يخترق ُالجدرانَ،  الحماسةُ نهضتْ ببعض الجلوس وقوفاً، صفيرُ الإعجاب يتضافر مع التّصفيقِ وعباراتِ الإشادة، فيطأطِئ رأسَه مُمْتناً واضعاً كفَ يدِه على صدرِه مُبتسماً، يتدافعُ كثيرٌ من الحضور لالتقاطِ الصور التذكارية مع ذلك الشاعرِ القادمِ من عوالمِ الخيالِ والجمال .

تَرْمقُه بعينين مُشْبَعتين عِشقاً، تُحدّق فيه إكباراً، قلبُها يرتعشُ اندهاشاً، مَنْ حوله يعلمون عُمْقَ شَغفِها به، لكنّها لا تكترثُ بما يُقال، بل تريدُ أنْ يُقال، ويُقال، ولِمَ لا ؟ هي مأخوذةٌ بهذا الكائن الذي يسحرُ السامعين ، ويسلبُ عقولَ الحاضرين  .

الكلماتُ تتحولُ على لسانِه إلى نغمات، يُشخّص مشاعرَ المحبين، يُبهجُ العاشقين، يُعبرُ بكلماته عنْ مَكنوناتِ أفئدتهم، فتصيرُ بعدَ ذلك شواهدَ يتناقلونها في لقاءاتِ الغرام.

يُخاطبُ منْ يُحادثُهُ بصوتٍ مؤثر مُنغّمٍ، مصحوبٍ بنظرات العينين البراقتين، وإيماءاتِ الرأس، وإشاراتِ اليدين .

إلى عَنان السّماء يُحلقُ بكَ، ينتزعُك من عالمِ المعقول إلى خيالات تصدقُها، يُجبرك أنْ تُحلقَ معه في عالمِه الذي فَطَرَهُ بأخيلته، تؤمنَ بما يؤمن به، فتجدَ نفسكَ في النهايةِ واقفاً على قدميك مُصفقاً، مُتحيراً مِمّا سمِعتَ من نَظمٍ، وما شاهدتَ من أداءٍ .

هو ( عزام الشاعر) مُؤسسُ جماعةِ الشّعر بالجامعة، وهيَ إحدى عضوات الجماعة، أبرزُ الأعضاءِ مع أنّها الأحدث، انضمتْ إليهم بعد أنْ استمعتْ إليه مُصادفةً في إحدى الندوات التي تقيمها الجامعة، صارتْ بعد ذلك لهُ تَبعاً، وعليه ثناءً، وبه هُياماً، وحوله حِصْناً، وحذارِ لِمَنْ تحاول الاقترابَ .

لقاءاتُ الجماعة قبلَ انضمامِها كانتْ مُعلقةً على رِجلِ طائرٍ كما يقول ( رضوان) أحدُ شعراء الجماعة المَغمورين، مُبعثرةً بينَ المقاهي والحدائق العامة، ومقرات النوادي الثقافية والصالونات الأدبية.

بانضمامِها اعتدلَ المُعوج، وجدتْ جماعةُ الشعر عُشاً تلوذ به، أقنعتْ والدها الثري بإهداءِ إحدى شققِ عماراته؛ لتكونَ مَقراً لهم، لا ضيرَ من  عِبء تكاليف الضيافة أيضاً، بعدها تعددتْ اللقاءاتُ، انتظمتْ دقاتُ قلبها، أصبحتْ أمامَ عينيه، لا يفصلها عنه إلا الليل .

حينما تنظرُ إليه  نظراتِ المُتيمة، فهُناك مَنْ ينظرُ إليها نظراتٍ مُتيمة أيضاً، إنه (رضوان ) أحدُ شعراءِ الجماعة، يتأملُها بعينين مُتألمتين، كَلِفٌ بها، تَسْكن شُغافَ قلبه، يحترق بحبها صامتاً، يتضاعف احتراقُه كلَّ يومٍ  بتجافيها عنه مُسْتنكرةً ومُتعاليةً.

تعلمُ أنّه هائمٌ بها، وأنّه أشعرُ من( عزام )، وأنّ عزامَ نصفُ موهوبٍ، مُعظم أشعارِ عزامٍ هي إبداعُه، وأنها مُنتزعةٌ منه قَهراً، أو عِوضاً، لكنّ (عزاماً ) يملك نواصيَ الكلم، يُجيدُ ترويجَ نفسه بمهارةٍ وتّأنٍ .

عزام له سطوةٌ على مَنْ حوله، يطيعونَه، ينتهونَ عمّا ينهاهم، حتى بَرّرَ أحدُ الأعضاء ذلك لمّا قال :

ـ عزام أُوتيَ في الوجهِ وسامةً، وفي الجسمِ قامةً، وفي الحديث لباقةً، وعنده إلى دَخائلِ النفوس مَسارب، ويكمل آخر:

ـ   عزامٌ غيرُ هيّاب، مغامرٌ، مُقبلٌ على ما يخشاه غيرُه من الأعضاء  .

( رضوانُ) شاعرٌ مَفطورٌ، حين تقرأ شعرَه يملكُ عقلَك بنظمِه العبقري، يسلبُ مشاعرَك ببيانِه السّاحرِ، وبألفاظِه الجزلة، يُدهشُك بطرافةِ معانيه، وبرائعِ تصويره .

يقولون عنه :

ـ هو مَنْ يَجْبرُ خللَ شعرَ عزامٍ نَظماً، ووَزْناً، ولُغَةً ً.

ويضيفُ عضوٌ آخر، والدموعُ تفرُ مِنْ مُقلتيه :

 ـ هو الطّيبُ نفساً، العفيفُ لِساناً، الّلطيفُ مَعشراً، هو قلبُ جماعةِ الشعر، وعقلُها ومُنظرُها .

ويكمل ثالثٌ وهو يضربُ كفاً بآخرَ  :

ـ  رضوان هو الموهوبُ الضائعُ، المقهورُ مِنْ الزمنِ، ومنْ عزام .

رضوان طالبٌ حَلَّ على المدينة من الرّيف، يغْلبُه الحياءُ، يخشى الإقدام، لا يسعى إلى حاجةٍ يتشوفها، تظنُّه من فرْط ِتخاذلِه أنّه استمرأ الضعفَ، ورضيَ الخَمول، يعتذرُ لِمنْ يَعتبُ عليه استصغارَ نفسِه قائلاً :

ـ  إنّ الفاقةَ طَحنتي، والفقرَ لازمني، وسوءَ الطالع رافقني في الريف والمدينة، ولا يزال يُؤاخيني، وكأنّه يخشى مفارقتي، ولمّا يَذكرونَ أمامه (عزام ) يبادرهم مُتحسراً : 

ـ عزام مِقدامٌ، وكما ترونهُ يتحدث بحماسةٍ، يعملُ بحماسةٍ، يُشعرك بأنّ قولَه الفصل، ويدفعُك لتعملَ لصالحِه سواءَ أتدري، أم لا تدري، أراغبٌ أم كارهٌ، ولا بأسَ إنْ أضررتَ نفسَك لأجل طموحه.

عزامُ يجعلُ منْ حوله يشعرون بالذنبِ إنْ خالفوه، كثيرٌ من أعضاء الجماعة ابتعدوا خطواتٍ عنه إلا رضوان، انصهرتْ شخصيةُ ( رضوان) في شخصية( عزام ) لطولِ ملازمتِه، ولِما يناله مِن قليلِ المالِ والملابس عندما تضيقُ به الحالُ، وهي دائماً تضيق، فيرضى بالقليل الذي يسدُّ عَوزَه، ويظلّ عزام هو المُقدَم، ورضوان هو الرّديف .

عزام ابنُ أسرةٍ متوسطةِ الحال تقطنُ أحدَ الأحياء الشعبية العتيقة بالمدينة، ذلك الحي الذي يحملُ عَبقَ التاريخِ حيث القصص الشعبية، وحكايات الجدات عنْ فتوات الزمن القديم، لكنه يُبْطِنُ طموحاً جانحاً، ومثابرةً لا تنكسر، وشهوةَ امتلاك المال والشهرة.

عزام اقتنصَ قلب ( مريم ) بلينِ الكلام، وحُلو الوعود، وحُلم الخلود حينَ َضَمّن بعضَ قصائده اسمَها رَغْمَ أنها لم تُوتَ من الجمال إلا اليسير، ألقى في روعِها أنّها مثيلةُ ليلى قيس، وبثينةَ جميل، وعبلة َعنترة، أنزلها منزلتهنّ، فطابتْ نفسُها، وتوهجَ حماسُها، وسلمتْه أمرَها، أقنعها أنّها ستُخلدُ في شِعرِه كما خُلِدَتْ مثيلاتُها، فامتلكَ روحَها، واستباحَ جسدَها .

كثيراً ما ألقتْ أذنَها إلى نجوى بعضِ أعضاء الجماعة، سمعتْهم يتهامسون :

ـ لولا موهبةُ رضوان ما كانَ عزاماً، رضوانُ هو مَنْ يَمْري قريحَتَه مَرْياً فتُولدُ القصائد؛ ليسطوَ عليها بعدَ ذلكَ عزام .

سمعتْهم منْ قبل يرددون :

ـ عزامُ قبلَ مريم غيرُ عزام بعدها، بدتْ عليه الوجاهةُ، امتلكَ من الملابسِ أفخرَها، ومن العطورِ أغلاها، وما فيه من نعيمٍ يرجعُ إلى مِنحها السخية، وعطاياها الندية، يداها مَبسوطتانِ له آناءَ الليل، وأطراف َالنهار، لا تردّ له طلباً، ولا تَعصي له أمرًا .

رضوانُ يرى ويسمعُ ما يدور حوله، فيكبتُ عِشقَه لمريم، ويظلُ يتوجعُ بعدما وهبتْ نفسَها لعزام، صارتْ مِلك يمينِه، ويديه، ورجليه .

في يَقِينه أنّها تدري أنّه المفتون بها، لكنّها تتجاهلُه، فلا كلمةَ منها تُرضيه، ولا نظرةَ من مقلتيها تشفيه، هو عندها الفراغ، هو لا شيء.

كثيراً ما احترقتْ أحشاءُ رِضوان بعدما يُغادر أعضاءُ الجماعةُ الشقةَ بعد انتهاء جلساتهم، ينصرفُ كُلُ عضو إلى حالِه، يسلك كُلٌ دربَه، إلا عزام يتلكأ، لا يُغادر كما غادرَ الأصحاب، يمكثُ في الشقة ِمعَ مريم مُحتجاً بترتيب المكان معها، وإصلاحِ ما أفسدَه الخِلان، كلهُا أحاجي من ضُروبِ البهتان .

كثيراً ما يحادثُ رضوان نفسَه، وقلبه يتأجج :

ـ أنا منْ يستحقُ مريم، أنا من يبتدعُ طريفَ اللفظ، وغريبَ المعنى، ما احتبسَ لساني، ولا كَلّ بياني، وما قصيدُ عزّام إلا قصيدي، وها هو يَسْلبني  التي أحببتُها كما يَسْلبني شِعري، هو نَجْمُه يُزْهو ويسمو ويشيع، وأنا نجمي يزوي، ويَأفل ، ويخبو.

   آخرُ عامٍ دراسي لهم في الجامعةِ انصرم، تفرقَ الجمع، تشتت الرفاقُ، تشعبتْ بهم دروبُ الحياة، انطلقَ كلُّ واحدِ منهم في طريق البحث عن عملٍ يعتاشُ منه .

الشقةُ ظلّتْ تستقبلُ القليلَ من أعضاء الجماعة، ثم أقلَّ القليل حتى لم يتبقَّ إلا عزام ورضوان ومريم، كثيراً ما يتواجدُ عزام ومريم وحدهما في الشقة بداعي انتظارِ الصّحب لمُدارسةِ الجديد من فنونِ الأدب والشعر.

فلا يأتي صحبٌ، ولا خِلان، ولا ضيرَ أنْ يتدارسَ عزامُ ومريمُ بعضَ فنون الأدبِ الأخرى، رضوان يعلم ما بينهما، لكنْ لا يُطاوعه قلبُه على الرحيل. 

ذاتَ ليلةٍ اختفى عزام، مريمُ تنتظر  وتنتظرُ، رضوان ينتظرُ، ثم جاءهما الخبرُ، عزام غادرَ البلادَ، يَمَّمَ وجَهُ نحوَ الشمالِ، لم يعُد له أثر، لا يُعرف له عنوان .

مريم أصبحتْ مُتجهمةَ َالوجه، مقهورةً، مَصدومةً، تشعرُ بالخديعةِ، فزوى جسدُها، تحطّمَ قلبَها، تركها مَنْ سلمتْه أمرَها حاملاً في الشهرِ الرابع.

سَلبَ عزامُ قريحةَ َرضوان وشاعريتَه ورحلَ، و سلبَ مريمَ مالَها وشرفَها ورحلَ، آل رضوان على نفسِه أنْ يظلَ بجوارها، يحملَ معها همّها، يُداويَ جراحَها.

اتّخذَ مريمَ زوجةً حبّاً ثمّ مروءةً، فمريم مالكةُ قلبه، وحلمُ حياته، لأجلها رضي بحكم الزمان، لا يملكُ فِراقها، ولا طاقةَ له على ألمِ بعادها، يردد دائماً لنفسه التي أحياناً تعاتبه :

ـ مريم لي كالهالةِ للقمر، والأكمامِ للثمر، هي من أحببتُ، هي من أنظِم فيها الشعر وأبدعه، ولولاها ما فاضتْ قريحتي.

الأيام تترى، وتضعُ مريم مولودَها، َينْسِبُه رضوان لنفسه، لا يزالُ عزام رغم بعدِه عنه يُدمي قلبه، سلبَه حبَه، سلبَه فرحةَ زواجِه من محبوبته البكر… الرشيد كما رَدّدَ خلفَ المأذونِ حين عقدَ عليها !

السّنون تُسابق السنين، يكبرُ ابنُ مريم في ظلِّ عيون رضوان، ما علِمَ أحدٌ سرها، ما لامَ مريمَ يوماً على ما كانَ منها، وابنهُا ابنُه، فهي قسيمة روحِه، ومالكة جنانه.

نبغ ابنُ مريم علماً وخلقاً، وعمِل كيميائياً في إحدى شركاتِ الأدوية العالمية الكبرى التي اتخذت لها فروعاً في عِدّةِ مُدنٍ، وصارت ملءَ السمعِ والبصر.

ذاتَ يومٍ انفرد بأمهِ جانباً، همسُ في أذنها أنْ تصحبَه مع أبيه لخطبةِ زميلةٍ له، كانتْ تعملُ في المركز الرئيس للشركة في أوروبا، عادتْ منذ أشهر، و تعمل معه حالياً في الشركة بعد أنْ فضلت العمل في كنفِ أهلها  بعدما ضاقتْ بالاغتراب .

الفرحةُ أطارتْ مريم، وأطارتْ رضوان، هو وحيدُهما، وحُددَ يومٌ لزيارة أهلِ العروس للتعارف  .

عَرجوا على مَحلٍ للحلويات، ابتاعوا ما يُناسبُ الزيارةَ، قَصدوا منزلَ العروس، قلوبُهم تداعبُها الفرحةً، ها هي مريم تخطبُ لوحيدِها، سوفَ يتزوج، وينجبُ البنين والبنات، وتُصبحُ جِدّة، ويضجّ بيتُها بأصواتِ الصّغارِ وهم يمرحون، ويلعبون، لن تشكوَ من إزعاجهم، وتحطيمهم بعضَ التحف العتيقة .

قَطَعَ شريطَها الذي عاشته للحظات مُتخيلةً المستقبل مع ولدِها وأولادِه صوتُ ابنِها وهو يُنبهُها :

ـ أماهُ،  لقد وَصَلْنا.

طرقَ البابَ برفقٍ، فتحتْ أمُّ العروس، امرأةٌ في الخمسين من عمرِها، رحبتْ بهم بأدبٍ جَمٍّ، أجلستهم في أحدِ الصالوناتِ الثلاثةِ في قاعةٍ فسيحة، نادتْ زوجَها؛ ليُرَحّبَ بِضيوفِه .

خَرجَ عليهم رَجَلٌ أُوتيَ في الوجهِ وَسامَةً، وفي الجسمِ قامةً، وله مهابة، يمشي في َوقارٍ، صافحَهم، جلسَ قُبالتهم، كَرّرَ عبارات الترحيبَ  بصوتٍ مؤثرٍ مَصْحوبٍ بنظراتِ العينين، وإيماءاتِ الرأسِ، وإشاراتِ الكفين .

آنئذٍ امتُقعَ وجهُ مريمَ حينَ وَقَعَتْ عيناها على مُحيّا والدِ العروس، حَدّقَتْ في المُتكلمِ، تصبّبَ عرقُها، كأنّ مِطْرَقَةً قَرَعَتْ رأسَها، طوّحتْ بها السنون إلى الوراءِ، إنّهُ هُو، لا يزالُ يتكلمُ بلباقةٍ وهُدوءٍ، واستمرّ يُعرفُهم بنفسِهِ مُعتداً مُبتسماً :

 – أنا صاحبُ عِدّةِ شركاتٍ للأدويةِ، وعَمِلت لسَنواتٍ في مَجالِ الأدويةِ والعقاقير، ويُطلقونَ عَليّ : عَزامُ الشاعر.

فَأردفتْ مريمُ كلامهُ مُعقبةً ناظرةً إليه في كِبرياء :

–  وهذا ابني .

ـ  هذا ابني، أبوه أيْضاً شاعِرٌ.

وَسادَ  المَكانَ صَمْتٌ طَويلٌ …

محمد ياسين خليل القطعاني: (الكويت / مصر)

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية :مديرة موقع صحيفة ألوان: منبر إعلامي شامل يهتم بالأدب والثقافة ومغاربة العالم. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر. رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل :jaridatealwane@alwanne.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *