المسرح المغربي: الورقة الثانية

المسرح المغربي: الورقة الثانية

تطور المسرح المغربي

استهلال مدخلي :

يسعدنا في جريدة ألوان أن نواصل نشر الورقة الثانية عن المسرح المغربي، التي وافانا بها الاستاذ عنقا الادريسي ، بعد الورقة الأولى التي تضمنت ، فاتحة كلام عن تاريخ المسرح المغربي ، أعقبها حديثه عن الأشكال ما قبل المسرحية، التي عرفتها الحياة المسرحية ببلادنا. نترككم لمتابعة ما جاء في الورقة الثانية.   – ألوان
ملاحظة للبدء:

  لقدتطور المسرح المغربي بشكل تدريجي عبر مر العصور ، متأثرا بالعديد من العوامل الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية منها ، بعد أن ظهرت بداياته في فترة ما قبل الاستقلال – كما أشرنا لذلك في الورقة الأولى – . ويؤكد معظم الباحثين على أن تطوره الحقيقي لم يبدأ  الا مع دخول الاستعمار الفرنسي 

المسرح المغربي  من البدايات الى التأسيس  
يبقى المسرح المغربي امتدادا طبيعيا لتارخ الفنون الأدائية الممارسة في مختلف المناطق المغربية . إذ يجد المتتبع  أن جذوره تبقى ضاربة بعمق في العصور القديمة ، متشابكة مع الفنون الشعبية والتقاليد الشفهية عامة .وفي هذا الإطار يرى المرحوم “ حسن المنيعي” أن بدايته ظلت مضايقة ومضطهدة  من جانب الدين، حيث اعتبر المسرح كفرا – كما هو الشان عند  أحمد محمد بن الصديق في كتابه “اقامة الدليل على حرمة التمثيل” ، حيث سيصبح الممثلون قردة وخنازير – . ويقول بأنه عانى كذلك من جانب الإدارة الاستعمارية، التي اضطهدت العاملين فيه ، مما دفع ببعض القادة السياسيين إلى الكتابة عن وظيفة المسرح ( عبد الخالق الطريس- انتصار الحق على الباطل 1933، و علال الفاسي الذي كتب قصيدة شعرية يمدح فيها مجموعة من الشباب قاموا بتمثل مسرحية تاريخية ) . كما قام بعض الفقهاء بالمساهمة في التأليف المسرحي ، منهم ” عبد الله الجيراري” – راية العلم والجهاد 1928 – .
وفي عهد الاستقلال يقول”حسن المنيعي“:  كانت البداية تروم خلق ممارسة مسرحية من خلال بناء أسس هيكل عام للفن المسرحي، وفي هذا النطاق حاولت مجموعة من المسرحيين المغاربة الخروج بالعمل المسرحي عن حدوده الضيقة القائمة على التأثير الشرقي والاتجاه إلى آفاق أوسع عن طريق الاقتباس والترجمة ودراسة طرائق الإخراج الأوربي (…) وهذا يعني أن المسرح المغربي ظل خلف الأحداث، كما سادته ممارسات تمويهية تساير الوضع القائم دون أن تطرح تصورات مستقبلية على مستوى معالجة القضايا، وتتلخص في تصعيد أفق الاقتباس وتقليد بعض الكتابات المولييرية، واللجوء إلى ريبرتوار يتأرجح بين إبداعات أوربية وأخرى عربية.
ويرى المنيعي على أن البداية الفعلية للمسرح المغربي، تبقى مرتبطة باهتمامالطيب الصديقي” بالتراث المغربي والتوصيل في أعماقه، واكتشاف صيغة مسرحية عربية، ويؤكد على أن لجوء الصديقي إلى منابع التراث المغربي، قد تم عن وعي مسبق ولذلك اتخذ الحلقة كفضاء سحري يسمح له بتقديم عروض شاملة، يوظف فيها العديد من الوسائل التقنية التي تجمع بين المألوف والغريب، وبين الشاعري والمبتذل، وبين السمعي والبصري، وبين الإنساني والشيئي.
لقد مر المسرح المغربي بمراحل – “معتمدين على ماجاء به عبد الواحد عوزري في كتابه : ” المسرح المغربي بنيات واتجاهات ” والمترجم من طرف “ عبد الكريم الامراني” ، والصادر عن دار توبقال بالدار البيضاء.  1998″ –  يمكن أن نجملها فيما يلي:
مرحلة المقاومة : وتمتد من العشرينات إلى الاستقلال، انخرط خلالها العمل المسرحي في مواجهة المستعمر، مؤكدا على إثبات الهوية الوطنية، وضدا على محاولات الاجتثات التي كانت تهدد العقيدة واللغة والثقافة الوطنية .
مرحلة البحث عن التوازن : وتبدأ من الإستقلال إلى السبعينات، وتميزت بظهور جيل جديد من الشباب، مارسوا المسرح بعيدا عن أي صراعات سياسية أو اجتماعية .
مرحلة بداية الوعي : استمرت حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وقادها الجيل الرافض، المشبع بمرجعيات وحمولات فكرية تعود الى السبعينيات، وهم مقتنعون بالحاجة إلى دلالات جديدة لممارسة الفعل والعمل المسرحي.
مرحلة جيل المسرح : وتتميز باختيار المسرح كمهنة، وليست فقط كأداة مقاومة أو ترفيه أو بحث عن التوازن، وذلك وفق منهجية معتمدة، وينبغي الإشارة إلى أن هذه المرحلة لا تقيم قطيعة مع الماضي، ولكنها سعت الى تطوير المكتسبات وتفتح الأفاق أمام إمكانيات جديدة للتفكير والممارسة.
يتبع

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية :مديرة موقع صحيفة ألوان: منبر إعلامي شامل يهتم بالأدب والثقافة ومغاربة العالم. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر. رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل :jaridatealwane@alwanne.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *