اليوم الوطني للمسرح

“الساكن”: مسرحية أبكت سيدي قدور العلمي وأضحكت الجمهور
مكتب جريدة ألوان الإلكترونية بمدينة طنجة:
يصادف 14 ماي من كل عام ، اليوم الوطني للمسرح المغربي، الذي تكرس بفضل الرسالة الملكية التي تفضل المغفور له الحسن الثاني بتوجيهها إلى المناظرة الوطنية الأولى حول المسرح الاحترافي في نفس اليوم من سنة 1992. وتأتي هذه الاحتفالات، احتفاء بأب الفنون ورجالاته، تقديرا لدوره الريادي في ترسيخ الوعي الاجتماعي والثقافي والفني بصفة عامة. كما يشكل هذا اليوم لحظة رمزية للاعتراف بالعطاءات المسرحية المغربية، من جيل الرواد إلى الجيل الجديد، من المسرحيين المغاربة الذين بذلوا أعمارهم خدمة للفن والكلمة والرسالة الفنية، تاركين بصمات لا تمحى من خشبات مسارح الوطن، ومن ذاكرة الجمهور، وتجديد الإلتزام بدعم هذا الفن النبيل، الذي كان ولازال وسيبقى ظلا لمراة مختلف التحولات المغربية، ونيرا للنقاش والتنوير الذي ما أحوجنا اليه. وعطفا عليه نقول بأنه يوم التأمل العميق في مسار المسرح المغربي، ويوم للتأكيد على ضرورة استمرار دعمه كرافعة أساسية للإبداع والتربية على المواطنة، فلا يسعنا والمناسبة هاته إلا أن نرفع أكف الضراعة سائلين العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
2 احتفاليات طنجة
2 . 1 عن قاعة العروض:
وبهذه المناسبة شهد قصر الثقافة والفنون يوم 14 ماي انطلاق فعاليات الإحتفال بهذا اليوم الوطني في أجواء مميزة وحضور متنوع ووازن شمل زمرة من مسؤولي المدينة إلى جانب نخبة من الفنانين والأستاذة والفاعلين الجمعويين ورجال الصحافة، وقد زاد من فخامة وغنى اللقاء تنظيمه في فضاء صرح ثقافي، شيد بمعايير هندسية غاية في الروعة والجمال، هذه المَعْلَمَة المعمارية التي تطل على الشاطىء البلدي للمدينة والمتواجدة بمحج محمد السادس تعد من أكبر المركبات الثقافية على الصعيد الوطني، حيث تضم صالتها الكبرى المخصصة للعروض 1400 مقعد -من النوع الفاخر والمريح- وقاعتين صغيرتين تتسعان ل 200 كرسي لكل واحدة بالإضافة إلى أربعة أجنحة خاصة بالتكوين والتدريب في الفن المسرحي والفنون التشكيلية – البصرية والرقمية، والرقص وفضاء متعدد الاختصاصات للأطفال ورواق للمعارض الفنية.
2 . 2 ليلة الاحتفاء
افتتح الحفل بالاستماع الى النشيد الوطني، وبعده جاءت كلمات التقديم الترحبية والاشادة الاحتفائية بذكرى ومناسبة اليوم الوطني الذي توج بتكريم كل من الفنان ” محمد كافي ” و الفنانة “السعدية لديب ” ، واختتم بعرض مسرحية : “الساكن ” لفرقة تانسيفت والتي هي في الأصل مدونة في قصيدة الدار.
وقد قيل عنها أنها مسرحية أبكت الشاعر سيدي قدور العلمي وأضحكت الجمهور الذي استمتع بكل لحظاتها الشيقة، وقد أبدع في اعدادها وتشخيصها مجموعة من الفنانين أمثال : عبد الله ديدان ، سامية أقريو ، نورة الصقلي ، محمد الورادي ، نورا القريشي ….
رغم أن القصيدة تروي تفاصيل الحياة في القرن الثامن عشر وتنتقد تردي الأخلاق في ذاك العصر وتصور قدرة المحتالين على خداع الشرفاء – أمثال سيدي قدور – وسرقة أمثالهم، فإنها لم تخل من إيصال رسالة تهدف إلى الحفاظ على الكلام الموزون والإستمتاع بفن الملحون. إذ جاءت مليئة بالرسائل التي تنبه إلى العديد من القضايا العصرية، مما جعلها تنتزع التصفيات الحارة والمتواصلة.
خلاصة القول أن العرض لاقى الكثير من الإشادة من طرف الجمهور الذي تفاعل مع المسرحية عبر غلافها الزمني الماتع بالفرجة والعبرة .