رسالة إلى المسرحيين المغاربة في اليوم العالمي للمسرح
نواصل الاحتفال باليوم العالمي للمسرح : لكن… أدعو إلى انتفاضة جمالية
بوسرحان الزيتوني
في هذا اليوم الذي نُنصت فيه لصوت الخشبة ، وهمس الستائر، وارتجاف الحلم على الشفاه ، أحييكم ـ أيها الرفاق في درب المسرح ـ تحية تليق بكم ، أنتم الواقفون على تخوم الأمل، المنحازون دومًا إلى الجمال، أنتم الذين تصرّون على أن تظل الخشبة حيّة، حتى حين يخفت الضوء من حولها .
في هذا اليوم، لا أكتب لأمجّد الماضي، ولا لأرثي الحاضر، بل لأدعو إلى انتفاضة جمالية تُعيد للمسرح المغربي روحه، وتمنحه ما يستحق من تنظيم وتقدير، دعمًا لا يُختزل في منحة، بل في رؤية ثقافية تؤمن بأن المسرح ليس ترفًا، بل ضرورة .
أكتب إليكم، وأنتم تعرفون كما أعرف، أن عدد العروض لا يوازي حجم الطموح، وأن المسرحي المغربي ـ رغم موهبته، وتاريخه، ونضاله ـ ما زال يصطدم بقاعات لا تستقطب ما يكفي من الجمهور، وببنيات تحتاج إلى إصلاح وتجهيز يليقان بالمسرح، وتفتح أمامه أفق المغامرة والتجريب.
أكتب إليكم ، لأننا بحاجة إلى مساءلة أنفسنا قبل غيرنا: ما الذي نُقدّمه اليوم لجمهورٍ تغيّب؟ كيف نُعيد المسرح إلى المدارس، إلى الأحياء ، إلى وجدان الناس؟ كيف نُربّي ذائقة الأجيال الصاعدة على المسرح لا كفرجة عابرة، بل كفنّ مقاومة، وكأداة وعي؟
إنني أؤمن، أن مستقبل المسرح المغربي لا يُصنع فقط على الورق، بل في تلك الورشات الصغيرة، في العروض الجوالة، في النصوص الصادقة، في كل فعل مسرحي يحترم الذكاء ويؤمن بالحياة، رغم ما يحيط به من إجراءات قد تُعيق انطلاقته بدل أن تسندها.
تحية لكل من لا يزال يحفر بإزميل الصبر في صخرة اللامبالاة.
تحية لكل من يكتب ، ويخرج، ويؤدي، ويبني عوالم من العدم.
تحية للمسرحيين المغاربة، في المدن، وفي الهامش، في المراكز، وفي الخلاء. أنتم النور .
ولنجعل من هذا اليوم العالمي للمسرح لحظة تأمل صادقة، نتوقف فيها قليلًا، لا لنبكي ما فات، بل لنحلم بما يستحق أن يأتي.
ودمتم في حب المسرح…
وفي ولاء لا ينكسر للخشبة .
محبكم ومُجايِلكم في العتمة والنور…
بوسرحان الزيتوني
مراكش في 25 مارس 2025
