8 مارس اليوم العالمي للنفاق


سباحة ضد التيار…
في هذه المرة سأسبح ضد التيار، ولن أتعامل مع المناسبة إعلاميا ،و لا أنافق أمي و أختي و زوجتي و ابنتي، ولن أهنئها بمناسبة 08 مارس لأني لا أحب الرقم ثمانية لأنه خط مغلق بمثابة صفرين مشتركين في الكذب على المرأة… عن أي عيد أتكلم؟
عن المرأة التي تعمل خارج البيت، و تحمل الخوف في عيونها من الآخرين، و ضحية تحرش الرؤساء المحترمين؟!
عن المرأة التي لم تجد سندا لا من الزوج أو الأب أو القاضي ؟! عن امرأة تعمل طيلة اليوم تنظف البيوت و تنسى ذاتها، و تهمل أنوثتها، و يطالبها الزوج المظلوم بالعطاء عندما تنطفئ المصابيح إن كانت في البيت مصابيح؟! عن امرأة يتاجر فيها الأب و تحرم من حنان أمها و دفء أخواتها لتقدم خدمة لمجتمع مخملي كسول؟! عن امرأة تشاهد مسرحية ” مدونة ” و لعبة قاض يطالبها بالرجوع إلى بيت الطاعة لأن ” سي السيد ” يجب أن يظل سيدا، عن امرأة تستغلها جمعيات تملأ الصندوق و لا تحترم الحقوق…
هل سأقول هنيئا لامرأة لا زالت حتى اليوم ،ترعى وسط الثلج و الحر، الغنم و الماعز، و تهتم بالحمار دون أن تركبه ،
عن امرأة فلاح يداعب بقرته و ينسى زوجته و تستفيد البقرة الحلوب من خدمة البيطري ،و لا تستفيد الزوجة الحامل من خدمات الطبيب أو الصيدلي ،فتلد بجانب الحائط أو فوق العشب ، وا اسفاه إن زمن الوأد لا زال يخيم علينا.
و مع ذلك و بكل بلادة سأقول هنيئا للرجل عفوا ، هنيئا للمرأة.
عبد اللطيف سرحان