أصدقاء المغرب

أصدقاء المغرب

نضال لمناهضة الاستعمار والامبريالية

بقلم: أحمد قابيل  

جان روس: (1908- 1985) /Jean ROUS: من أبرز الساسة الاشتراكيين الفرنسيين المناهضين للاستعمار، ومن قادة اليسار التروتسكي ثم الاشتراكي في القرن العشرين، نشأ في وسط عائلي مناضل في منطقة كاطالونيا الفرنسية قرب جبال البرانس Pyrénées. انخرط في الحزب الاشتراكي Sfio وهو في سن العشرين، ثم التحق بعد ذلك بالتيار التروتسكي وكان أحد المقربين من الزعيم الروسي المنفي ليون تروتسكي. وبتكيلف من هذا الزعيم، يقوم جان روس بعدة مهام لدى الائتلاف الذي يشكل حكومة الجمهورية الإسبانية،

قبل اندلاع تمرد فرانكو وبعده. وفي هذه المرحلة سبتدأ علاقة جان رو بالمغرب، فقد أعلن الجنرال فرانكو تمرده انطلاقا من شمال المغرب،سنة 1936 وكانت قوته العسكرية الأساسية مشكّلة من المغاربة الذين جندهم للهجوم على الجمهوريين “الحمر”، فارتأت الأحزاب الإسبانية وحليفتها الأحزاب والمنظمات اليسارية الفرنسية أن صراعها مع فرانكو يمكن أن يتعزز ويتقوى بضربه من الخلف أي من المنطقة التي انطلق منها، وهي منطقة الريف المغربي، وذلك بتحريض السكان على عدم الانخراط في جيش الفاشيين أو بضرب قواعده وأنصاره، وقطع كل اتصال له بهذه المنطقة التي كان يتزود منها بالوقود البشري الذي يدفع به في أتون الحرب. وللقيام بهذا العمل كان لابد من الاتصال بزعماء الحركة الوطنية المغربية الذين يعرفهم كثير من القادة اليساريين أمثال روبير ¬ جان لونكي مدير مجلة “مغرب” التي كانت تصدر في باريس في بداية الثلاثينيات بهدف الدفاع عن حقوق المغاربة، فجاء لونكي إلى مدينة فاس مصحوبا ببعض اليساريين الآخرين وطرحوا الأمر على زعماء كتلة العمل الوطني، خاصة مع علال الفاسي وعمر بن عبد الجليل ومحمد بلحسن الوزاني “خدمة لقضية الحرية والديمقراطية بصفة عامة، ولقضية المغرب بصفة خاصة” يقول الزعيم بلحسن الوزاني في مذكراته: “وبعد التأمل عبرنا للوفد عن كل استعدادنا كوطنيين يكافحون في سبيل قضية بلادهم لبذل كل ما في المستطاع لمساعدة الجمهورية الإسبانية على أساس اتفاق يضمن تحرير شمال المغرب من كل سيطرة أجنبية، وفي مقابل هذا ننظم فيه ثورة مسلحة على النظام الفرانكوي، فنطعنه بهذا من الخلف، ونحرر ذلك الشطر من الوطن تحت حكم وطني أصيل”. وباقتراح من جان رو تم استدعاء وفد من الزعماء المغاربة إلى برشلونة لاستكمال البحث في هذه العملية التي أحيطت بكامل السرية. وقد وصل الوفد المغربي المشكّل من عمر بن عبد الجليل ومحمد بلحسن الوزاني إلى مدينة برشلونة وبدأت المفاوضات في شتنبر 1936. كان جان روس وقتها في مدينة برشلونة وكان يحرض الحكومة الكاطلانية لقبول مبدإ منح الاستقلال لشمال المغرب والدفع بحكومة مدريد المركزية لقبول نفس الشيء، إلا أن ضغوط الحكومة الفرنسية على الجمهورية الإسبانية أفشل هذه المهمة، إذ كانت تتخوف من أن أي استقلال لشمال المغرب ستتبعه ولابد المطالبة باستقلال الجنوب وهو ما ترفضه بشدة، بل لقد عيّنت مقيما عاما عسكريا هو الجنرال نوغيس Noguès لقمع كل نية في الاستقلال ولضرب الحركة الوطنية الصاعدة. بعد الحرب العالمية الثانية يلتحق جان رو بالحزب الاشتراكي ويواصل الكتابة في مجموعة من الصحف اليسارية مركزا اهتمامه على مناهضة الاستعمار والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة، ويصبح مكتبه في صحيفة “فرانك تيرور ” Franc-Tireur ملتقى للعديد من زعماء حرمات التحرير الوطني والمناهضين للاستعمار، ويتعرف في هذه المرحلة على العديد من قادة الحركة الوطنية المغاربية ) بورقيبة، مصالي الحاج، عبد الرحيم بوعبيد، بوستة (… وضمن المنظمة المسماة “مؤتمر الشعوب المناهض للإمبريالية” التي كان هو الكاتب العام لها، والتي كانت الأحزاب المغاربية أعضاء فيها :

حزب الشعب الجزائري ) مصالي الحاج ( وحزب الدستور الجديد ) بورقيبة ( وحزب الاستقلال، صدرت عدة بيانات تدعو إلى منح الشعوب المستعمرة حقها في الحرية والاستقلال، وإلى إدانة استعمال جنود المستعمرات ضد بعضها البعض، فالجنود السينيغاليون يستخدمون لقمع المغاربة، والمغاربة والجزائريون لقمع شعب الفيتنام…) مؤتمر1949 ( وفي كل المحطات التي عرفها نضال المغرب منذ الحرب العالمية الثانية حتى سنة الاستقلال في 1956، ناضل جان روس بفكره وقلمه ونشاطه السياسي والإعلامي لنصرة المغرب والدفاع ضد المساس بسيادته، خاصة حين أقدم الجنرال جوان على التهديد بخلع محمد الخامس، أو حين نفذ خلفه الجنرال غيوم هذه المؤامرة بتعاون مع العملاء المغاربة، وكان يبين في مقالاته أن محمدا الخامس يجسد الشرعية ويمثل مطامح الشعب المغربي في الحرية والعيش الكريم.

كان جان روس معجبا أشد الإعجاب بالملك، يقول في ذلك : “كان لي شرف اللقاء بمحمد بن يوسف في إحدى زياراته لفرنسا سنة 1949 وأدهشني ببساطته، وحرصه ليس فقط على توضيح موقفه، بل أيضا على الاستماع إلى اعتراضات محاوريه، إنه يهتم بالقضايا السياسية ولكن أيضا يهتم بمشاكل العمال والمستخدمين، وقد دعاني إلى المجيء إلى المغرب والتنسيق مع أصدقائه في حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال لوضع أسس مركزية نقابية مغربية ومستقلة” ويضيف جان روس “ويمكن القول إن أب الحركة النقابية المغربية هو السلطان محمد بن يوسف”. كان جان روس حاضرا أيضا لنصرة الشعوب المستعمرة في مؤتمر باندونغ سنة 1955، كما كان حاضرا في كواليس لقاءات إيكس ليبان لدعم أصدقائه المغاربة. وحين عاد محمد الخامس من منفاه إلى فرنسا في نونبر 1955 استقبل من ضمن من استقبل، فريق صحيفة “فرانك ¬تيرور” Franc-Tireur يتقدمه جان روس، فشكرهم الملك على ما قاموا به لنصرة القضية المغربية. وفي مؤتمر حزب الاستقلال المنعقد في دجنبر 1955 استقبل المشاركون جان رو بالتصفيق والترحيب، اعترافا بجميل ما أسداه للمغرب والمغاربة.

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية مديرة وإعلامية موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بمغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل و المراسلات:jaridatealwane@alwanne.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *