مسرح البدوي ينعي رحيل الفنان محمد الخلفي
محمد الخلفي: واحد من فرسان أبي الفنون المغربي
ألوان: (مكتب الدار البيضاء)
على إثر الخبر الحزين الذي هز كيان ومشاعر الوسط الفني المغربي، نعى مسرح البدوي رحيل الفنان الكبير السي محمد الخلفي وذلك بنشر رسالة نعي تتضمن عبارات الأسى والحزن على فقدان واحد من فرسان أبي الفنون المغربي. وجاء في رسالة النعي التي تم نشرها على الصفحة الرسمية للفنانة حسناء البدوي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:
“ينعي مسرح البدوي بكل أسى و حزن رحيل الفنان محمد الخلفي الذي اكتشفه عميد المسرح المغربي صدفة بدرب السلطان سنة 1957حيث كان بائعا بسيطا للنعناع و كان عبدالقادر البدوي وقتها يعرض بسينما رويال بقيسارية الحفاري بدرب السلطان في مدينة الدار البيضاء مسرحية “في سبيل التاج” للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي عن فرانسوا كوبيه و كان يشاركه في تشخيص المسرحية من الفنانين الممثل مصطفى الثومي في دور برانكومير الذي غادر فجأة العرض و حتى لا تتوقف العروض المسرحية و بما أنه وقتها لم يكن هناك معاهد ولا مكاتب كاستينج فقد كان عبدالقادر البدوي المنتج و المخرج يصنع الفنانين من عامة الناس الراغبين في تعلم مهنة ترتقي بمستواهم المادي و الاجتماعي”.
و هكذا انضم محمد الخلفي إلى مسرح البدوي بمركز تكوين الممثل بدرب الفقراء و تعلم على يد عميد المسرح المغربي أبجديات المسرح و قدم أولى عروضه المسرحية بديلا لمصطفى الثومي في مسرحية “في سبيل التاج” أمام عبدالقادر البدوي في دور قسطنطين باللغة العربية الفصحى. ثم قدمه عبد القادر البدوي في مسرحية من تأليفه و إخراجه “يد الشر”1959- 1960 والتي شاركت ايضا فيها كتلميذة لعبدالقادر البدوي ٱنذاك الفنانة نعيمة المشرقي و في تلك الفترة تم تعيين الطيب الصديقي مديرا للمسرح البلدي فدعا كل خريجي مسرح البدوي من فناني مسرحية يد شر لعبدالقادر البدوي إلى العمل معه في المسرح البلدي لكن بعد فترة وجيزة اختلف محمد الخلفي مع الطيب الصديقي وترك المسرح البلدي وعاد ليتألق من جديد مع مسرح البدوي حيث قدمه عبدالقادر البدوي في مسرحية التطهير سنة 1962 و هي مسرحية سياسية من تأليف وإخراج و بطولة عبدالقادر البدوي و سعاد هناوي و فاطمة حجي وٱخرون وقد تعرض بسببها عبدالقادر البدوي لمحاولة اغتيال تحدث عن ملابساتها في كتابه سيرة نضال مما اضطره إلى تغيير اسم العرض إلى مسرحية غيثة و قدمها في عروض جماهيرية في مختلف أنحاء المملكة و في جولة بمختلف مدن الجزائر .
كما قدم محمد الخلفي مع مسرح البدوي مسرحية “الجربة في الميزان” دراماتوجيا و اخراج عبدالقادر البدوي. و قد أنتج له عبدالقادر البدوي مسرحية “طالب معاشو” و قدمه كمخرج لأول مرة.
تكوين محمد الخلفي في مسرح البدوي و تتلمذه على يد عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي الكاتب و المخرج و النجم المسرحي و المنتج خلق عند محمد الخلفي حلم أن تكون له هو أيضا فرقة مسرحية مستوحاة من المدرسة الأم مسرح البدوي. و قد أسس فرقته في الثمانينات و قدم مجموعة من العروض المسرحية قاسمته فيها البطولة الفنانة سلوى الجوهري لكن هذه التجربة لم تستمر طويلا ليقرر الخلفي الاكتفاء بالتمثيل فقط.
وقد تألق في العديد من الأعمال المغربية و العربية و ظلت تجمعه علاقة طيبة بأستاذه و مكتشفه وزميله عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي حتى ٱخر أيامه .
و نتأسف أن بعض المنابر عندما تتحدث عن سيرة محمد الخلفي و غيره من الفنانين من خريجي مسرح البدوي تتغاضى إما ” عمدا” أو جهلا بالتاريخ عن مولدهم الفني و مدرستهم الأم مسرح البدوي التي قدمتهم للسوق المغربية هذه المدرسة العريقة التي تخرج منها معظم نجوم الساحة الفنية و صنع نجوميتهم فيها عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي الذي ربما تاريخه النضالي المرتبط بمقاومة الاستعمار الفرنسي جعل اللوبيات الفرنكوفونية تنعي محمد الخلفي بإسقاط صفحة مسرح البدوي من تاريخه الفني والإنساني.
رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.