اليوم العالمي للمرأة: احتفال بالتطور والتقدم
وثائق من تاريخية الحركة النسائية بالمغرب
والعالم يحتفل باليوم العالمي للمراة ، ارتايت أن أعود إلى مجموعة من الوثائق المتعلقة بالحركة النسائية المغربية ، سبق أن نشرتها مجلة ” امل ” للتاريخ والثقافة والمجتمع ، في تسعينيات القرن الماضي والتي كنت مديرا مسؤولا عنها انذاك ، بهدف إتاحة الفرصة لقراء ومتتبعي جريدة ” الوان ” للإطلاع على طبيعة الاشكالات التي كانت مطروحة ، وطبيعة الحلول التي أقترحت لتجاوزها . وإعادة نشرها – هذا – يأتي من باب إعطاء نظرة على واقع المرأة المغربية – في تلك المرحلة – الذي لا يختلف كثيرا عن واقع المرأة العربية بصفة عامة في أعقاب الحماية الفرنسية ، عمد الاوربيون إلى إدخال العديد من القيم والسلوكات
فمنذ السنوات الأولى للحماية حرصت بعض نساء الذوات -ومن بينهن زوجة المقيم العام الاول الماريشال ليوطي “1912 – 1925 ” – على الظهور في العديد من المناسبات ، منحتها صبغة اجتماعية خيرية ، وبقدر ماكانت هذه الحركة تتكاثر ، بقدر ماكانت تنحو نحو تنظيم نفسها داخل إطارات أو مؤسسات ، ومن أبرز هذه التنظيمات النسائية في تلك الفترة من تاريخ المغرب ، نذكر ” اتحاد نساء المغرب ” الذي عقد مؤتمره الأول بمدينة الدار البيضاء في شتنبر 1944 ، وحضرته خمسين امرأة من مختلف جهات المغرب ،ومن مختلف الجنسيات والديانات ، كانت بينهن أربع مغربيات مسلمات فقط ، وقد كان هذا الاتحاد بين الفينة والأخرى يعقد ندوات وطنية ، تحضرها ممثلات عن كل فروعه الجهوية ، يتم خلالها تدارس وتقويم الاتحاد ، ورصد التغرات لتجاوزها ، ورسم بعض خطوط السير به الى الأمام. كما كان يصدر نشرة داخلية تحت اسم ” نساء المغرب” ، صدر العدد الأول منها في 21 أكتوبر 1945 ، وقد حددت مهمتها في تغطية أنشطة التنظيم ، وأنشطة فروعه ، ومتابعة المؤتمرات النسائية العالمية ، ومختلف
حركات النساء عبر العالم ، اضافة إلى ابرز الأحداث ذات الصبغة الاجتماعية بالمغرب . ويعود الفضل في تنظيم اول احتفالات اليوم العالمي للمراة بالمغرب المصادف للثامن من مارس ، إلى هذا الأتحاد
:وانطلاقا من رؤية القائمات على هذا التنظيم لمستقبل العلاقات المغربية الفرنسية ، فقد حدد مجموعة اهداف ، منها ندرج مايلي
العمل على خلق تجمع بالمغرب ، يوحد حركة النساء ، ويقوم على مبدا ” لنتحد يانساء العالم ” والاديان والأحزاب السياسي
أن يكون هذا التنظيم متخلصا من اعتبارات التمييز بين الأجناس والأوطان والأديان ، والأحزاب السياسية
الحرص على توثيق العلاقة مع اتحاد النساء الفرنسي
العمل على ترسيخ الوحدة بين النساء المغربيات والاوربيات لضمان المستقبل الآمن للأطفال
ضرورة إدماج الفتيات المغربيات في هذا الاتحاد
الانطلاق من وحدة الشغب المغربي والفرنسي على أساس التمييز بين فرنسا الديمقراطية والشعب الفرنسي الذي يناضل من أجل العدالة والحرية ومساواة جميع البشر بغض النظر عن لونهم ودينهم ، وبين حفنة الموظفين العاملين لمصالح أولئك الذين يعيشون على حساب بؤس الشعب
العمل من اجل تعريف المغربيات بمشاكلهن
دعوة النساء للانخراط والعمل ، وتحمل المسؤولية في التنظيمات النقابية
المطالبة بمنح الحريات الديمقراطية للشعب المغربي
توحيد الشعب المغربي مع الشعب الفرنسي
فضح ممارسات الفاشية والنازية
وفي ميدان العمل نجد أن هذا التنظيم قد ناضل على عدة مستويات ، برز فيها ومن خلالها الشق الاجتماعي بشكل واضح ، تجلى في الاهتمام بحماية المرأة وتوعيتها ، وحماية الأسرة وضمان التغذية والتطبيب للأطفال ، وفتح إمكانيات التمدرس أمامهم ، والإهتمام بمختلف مشاكل التربية وضمان الحماية الإجتماعية والقانونية للطفولة .إضافة إلى جمع المساعدات والتبرعات لكل المحتاجين ومساعدة المرضى والجائعين
ورغم بروز العمل الخيري في عمل ” الإتحاد ” ، فلم تكن نساؤه تعتبر أنفسهن بمثابة جمعية خيرية ، وإنما اعتبرن ان عملهن يدخل في إطار حركة نسائية وازعها هموم البحث عن أصل الداء ، وليس تهدئة الألام
ومن المطالب الأخرى التي كرس لها هذا التنظيم جزءا من عمله نذكر : ضرورة توفير المستشفيات الكافية وتوفير السكن والقضاء على مدن الصفيح، ومواجهة سياسة ارتفاع الأسعار ، والطابع العنصري في عمليات التموين وفضح ممارسات السوق السوداء ، وما شابه ذلك من الظواهر التي فرضتها ظروف الحرب العالمية الثانية .إضافة إلى الدفاع عن حق المرأة في العمل عن طريق المناداة بالربط مابين حق الأمومة وحق الشغل ، والمطالبة بتكافؤ الأجور بين النساء والرجال ، انطلاقا من شعار
” نفس الأجر مقابل نفس العمل”
ملاحظة للختم
ساعمد إلى انتقاء بعض الوثائق ذات الصلة بتاريخ الحركة النسائية ، وأخص بها جريدة “ الوان ” تعميما للفائدة
المختار عنقا الادريسي