تعزية
المجاهد محمد بن سعيد آيت إيدر في ذمة الله
استفاق المغاربة صباح يومه الثلاثاء 6 فبراير على خبر من المستشفى العسكري بالربط ، يشير إلى انتقال قامة تاريخية كبيرة في درب المقاومة والنضال ، انه المرحوم” محمد بن سعيد ايت يدر ” عن عمر يناهز 99 سنة ، وهو أحد أبناء إقليم ” شتوكة ايت باها ” بالجنوب المغربي ، وكان قد قضى كل حياته في الدفاع عن حقوق المواطنين والبسطاء من أبناء الأمة، مقاوما للاستعمار الفرنسي والاسباني ، ومناضلا ضد كل أنواع الاستبداد والفساد ، وكان وطنيا كبيرا وقائدا من قواد جيش التحرير وعضوا بارزا في الحركة الوطنية المغربية ، كما كان من بين الأطر الأولى للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، والتحق بعدها بصفوف حركة 23 مارس الماركسية ، وكان قد حوكم ثلاث مرات بالاعدام فهاجر إلى الجزائر ومنها إلى فرنسا ، وفي هذا الصدد يقول : ( تخليت للفقيه البصري عن كل مسؤولياتي في الجزائر والتحقت بفرنسا في وضع نفسي محبط ) . ولم يعد الى ارض الوطن الا بعد أن صدر العفو الملكي سنة 1980 في حق العديد من المناضلين والمقاومين والوطنيين ، وذلك في الثامن من مارس سنة 1981 ، فالتحق بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي وأصبح امينها العام وأول ممثليها في قبة البرلمان ، واليه يعود الفضل في إثارة قضية السجن الرهيب المعروف ” تزمامارت” وقد عرف خلال مسيرته النضالية بالوقوف إلى جانب المظلومين والبسطاء ، وكان دائم التواجد في مختلف المحطات النضالية ، ومساندا لكل القضايا العادلة ، مناضلا من أجل بناء دولة الحق والقانون ، مجسدا نبل العمل السياسي ومنخرطا لنصرة الوطن بصفة عامة ، وكانت اخر رسالة له وجهها للشباب في الحفل التكريمي الذي أقيم له بالدار البيضاء ، ومما جاء فيها ، تأكيده على الدعوة إلى الحراك السلمي وتجنب العنف وفتح العلاقات مع الأجهزة للمحافظة على مصالح البلاد ، وطرح مشروع مجتمعي يقوم على الحكم المدني الديمقراطي والمواطنة والحداثة
ولكل ذلك يعتبر فقدانه خسارة كبيرة للمغرب ، وبعيون دامعة وقلوب يعتصرها الألم سيتم دفن اخر الرجال الذين صمدوا ومابدلوا تبديلا، بعد صلاة عصر يوم الأربعاء 7 فبراير بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء ، فله الرحمة والمغفرة وجنات النعيم ، ولتحلق روحه في العلياء بأمن وأمان وسلام وطمأنينة ، ولاسرته ورفاقه ومعارفه داخل أرض الوطن وخارجه الصبر الجميل