قصيدة شعرلحسن حامي
أعرف…لكن
أعرفُ أنكِ مُتعبةٌ
وعلى وشكِ الرِّدَّةِ
في أمورِ الحبِّ
و العشقِ و الهُيام
و أنكِ لا تمانعين
في اعتناقِ اليأسِ
والكفرِ بالأمَلْ
و أُقرُّ بأنني عزَفتُ
عن قراءةِ إشاراتِك
وتَبيُّنِ ايحاءاتِك
منذُ تلك الليلةَ التي
مزقتِ فيها ألبومَ صوري
و عبَثتِ بأصلِ هويتي
لم تكن الغيرةُ ما أزعجَك
ولا حضوري الجامحَ
بين أهلِكِ
و أقربِ الناسِ إليكِ
أزعجكِ
أنهم يسمحونَ لي
بمساحةِ حريةٍ
لم تسمحي بها
مسافةَ التحيةِ و الجلوس
أزعجكِ
أنهم أدركوا أنني لستُ
سجِّلًا تجاريًا
ولا وسيطًا في أمورٍ
لا أفقهُ كنهَها
و أنني أتغاضى عن حَماقاتِك
و شرودِك و عنترياتِك
لأنني عندما اخترتكِ
-أو عندما قبِلتِ بي،
كما تقولين-
اخترتُ امراةً أحبُّها
ذكيةً
تتنفسُ بالحياة
حِبرًا و دواة
لا تُغرقُ نفسها
في بئرِ القيل و القالْ
تبحثُ عن مُحالْ
و هي تملكُ كل شيء
بيتا رائعًا
و أنيسًا هادئًا
و أكاليلَ أطفالْ
أعرفُ أنكِ محبطةٌ
وعلى وشكِ الهُروبْ
قد تهربينَ كما يقالْ
تقطعينَ أميالًا و أميالْ
ثم يُدركُكِ الغُروبْ
تتغيَّرُ أحوالُك
و تخيبُ انتظاراتُك
و تفكرينَ في العودة
لكنكِ تعلمين
أنَّ لا أحدَ
سيكونُ في انتظارِك
ح.ح: 14 يونيو 2023