لعل من المناسب منهجياً وكذا من المفيد إجرائياً أن نُخضع طرفيْ هذه الفرضية (أي التذوق الأدبي من جانب، والتطرف من جانب آخر) إلى تمحيص مفهومي من شأنه ألا يسعفنا على الإلمام الدقيق بكل تمظهراتها فحسب، بل كذلك وبخاصة على تفادي نوع من التأويلات الجاهزة التي تنظر إليها نظرة تسليم وتبديه تجعلها لا تقبل الجدل
فبخلاف الظاهر، ليس التذوق، في حال اقترانه الحصري بالأدب، ملكة فطرية يجبل عليها المتلقي، بل هو مهارة يكتسبها من خلال تمرسه الجمالي المديد بالآثار الأدبية. وهو، في مفهومه المطلق والتقليدي، القدرة على إدراك وتمييز مناقب النص ومثالبه، خاصة في تعلقها بالإستيطيقا. أما في مفهومه الحصري الحديث، فيفيد كفاية الحكم الذاتية على كل ما هو بديع، من غير أن يعني هذا أنه ليس ظاهرة جماعية. فلا شك في أن ثمة عوامل اجتماعية موضوعية تتدخل من أجل تكييفه تبعاً لاختيارات استيطيقية تفضيلية تخص فئة مجتمعية أو حقبة زمنية معينة، كما يحدث عادة في الظواهر المرتهنة بالموضات والتقليعات التي تتبدل بسرعة
أما التطرف، فيمكن التمييز فيه بين مظهرين اثنين على الأقل: مظهر تعصبي يسعى إلى الاستئثار بفهم أصولي متشدد خاص للإسلام، حيث يدَّعي المتطرف حيازته على وجه اليقين للحقيقة المطلقة في أمور الدين، نافياً بذلك ما يقتضيه الحس السليم من ضرورة أخذ نسبية المواقف والحق في الاختلاف بعين الاعتبار. وهو ما يتجلى مثلاً في الصراع الأزلي بين الإيديولوجية السنية والإيديولوجية الشيعية. ومظهر جهادي ميكيافيلي صرف يتوسل بالعنف الإرهابي والأحزمة الناسفة ضد ما يعتبره كفراً وإلحاداً في الحضارة الغربية، ويسعى جاهداً إلى فرض ما يدعوه بالخلافة الإسلامية في العالم. وليس غريباً أن يكون هذا المظهر سليلاً للمظهر الأول. وهو ما تمثله الإيديولوجية الداعشية
في ضوء هذا التمحيص المفهومي، ومن أجل افتحاص الوظيفة المفترضة للتذوق الأدبي في مقاومة التطرف، سأسعى إلى الإجابة عن أسئلة ثلاثة بالتوفيق بينها من غير تفريق، وهي
ما هي ما سأسميه ب: “البيئات الآوية” التي تساعد على تبلور مهارة التذوق الأدبي في وجهيه، الإيجابي والسلبي
ثم ما هي ما يسميه ريجيس دوبري ب “البيئات النصية” التي تساعد على نشوء هذه المهارة وصقلها؟
وأخيراً وليس آخراً، ما هي الآثار المحايثة لكل من التذوق السلبي والإيجابي لنصوص الأدب؟
لعل البيت الأسري يمثل البيئة الآوية المناسبة الأولى لتربية الأبناء على فضيلة نبذ العنف والإحساس بالجمال. وهو ما لا يتحقق إلا بتوفر شروط التفاهم، ولو ظاهرياً، بين الأبوين، حيث ينبغي أن تتوارى عن أعينهم عوامل الخلاف والتوتر بينهما إلى الكواليس، لتحل محلها مظاهر الانبساط والمرح والسعادة. ففي مثل هذا الجو المطمئن، الذي تسنده في الحال الأمثل آثار الذوق الفني في ديكور مرافق للبيت، تشرع ملكة الافتتان بآيات الجمال في التبلور تدريجياً
تلي هذه البيئة الحميمة المغلقة فضاءات التعلم والتنشئة المشتركة، حيث تضطلع المدرسة بمسؤولية تدريب التلاميذ على اكتساب قيم التواد التلقائي وسماحة النفس والصفح عن الآخر واعتبار الاختلاف حقاً مقدساً لا يجوز خرقه، وعدم الاستفراد بالرأي الشخصي، ولو كان خاطئاً، على حساب تغليب صيغ التفاهم والتوافق، والحث على الوسطية والاعتدال في اتخاذ المواقف الخ. وليس أحسن من كتب المطالعة أداة ناجعة لهذا التدريب النبيل، حيث يقوم المعلمون والأساتذة بتوجيه التلميذ، خارج نطاق البرامج والمقررات الرسمية، إلى نصوص الأدب المحلي والعالمي، التي لا تحرضه على الكراهية والبغضاء، وإنما تحثه على حب الحياة والتفاؤل وعلى قيم المواطنة والتعايش السلمي بين البشر والتكافل الإنساني والبحث عن الأنا في الآخر وعن الآخر في الأنا، وسوى هذا من الشروط والأحوال الموضوعية التي تمثل أرضية خصيبة لنماء كفاءة تذوق أدبي سليم لدى التلميذ. فإذا كان النص مثلاً رواية، فيحسن تبئير الاختيار على تلك التي تتضمن حبكة حكائية لا يكون مدارها بطلاً فوضوياً عدمياً يؤمن بالعنف من أجل فرض رؤية للعالم ماضوية ظلامية، وذلك حتى لا يتمثل به التلميذ ويقتدي بسلوكه، وإنما بطلاً إيجابياً تعكس اختياراته ومواقفه الوجودية رؤية للعالم تفاؤلية تغريه بتقمص شخصية هذا البطل في حياته الخاصة. ولذلك، يجدر بمؤلف الرواية أن يتدبر بذكاء أمر هذه الحبكة ليجعلها تؤول إلى نهاية سعيدة (happy end) للأحداث المحكية ينتصر فيها الخير على الشر، والتسامح على العنف، والاستقامة والاستواء على التطرف والغلو. ذلك أن مثيلات هذه الرواية هي بحق المَعين الأدبي والفني الذي يكيف تذوق التلميذ على نحو يجعله لا ينحاز إلى التعصب والإرهاب والحقد والكراهية
أما داخل نطاق تلك البرامج والمقررات التعليمية، فيتعين على واضعيها أن يتحلوا بما يكفي من الحذر والحكمة من أجل إقصاء كل المعاني التي توحي، في النصوص، بالهتك والفتك. فلا شك في أن العالم المعاصر يعج بالكثير من عوامل العنف، الأمر الذي يدعو باستعجال إلى تنقية تلك النصوص من كل ما يغري التلميذ، في غفلة منه غالباً، بالتطرف والترهيب. لا النصوص الأدبية وحدها، بل أيضاً وبخاصة النصوص الدينية! فهو، بحكم يفاعته، يجهل مثلاً أسباب نزول بعض الآيات القرآنية، حيث يقتلعها من سياقاتها الخفية أو المستعصية على فهمه، ومن ثم يعتبرها دعوة صريحة إلى الجهاد التكفيري في بلده وخارج بلده. إن آيات مثل قوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله، ولا يَدينون دين الحق} (الآية 29 من سورة التوبة)، وقوله تعالى: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فقاتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} (الآية 5 من نفس السورة)، وقوله تعالى: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} (الآية 4 من سورة محمد) – إن هذه الآيات وسواها كثير تحتمل بقوة أن يتبناها التلميذ اليافع في حرفيتها، أي في استقلالها عن ظروف نزولها، حيث يؤولها سلباً ويتذوقها انحرافاً بما يحفزه على التطرف والتشيع للفكر الإرهابي الداعشي
أما نصوص الأدب، فلا بد أيضاً من تحرّي الفطنة والتبصر في إرشاد التلاميذ إلى قراءتها، لا سيما أن بعضها يبالغ في وصف تغوّل العنف وفي تصوير تسيِّد التفجيرات الكاميكازية وما تخلفه من مآسي التشريد والتشويه والجنون والهجرة ومن شلالات الدماء. فأن يعمد روائي مثلاً إلى تهويل هذه المآسي التي يرتكبها أطفال أبرياء، تم استقطابهم والتغرير بهم بوعود الجنة وحور العين، لمن شأنه في غالب الأحيان أن يجعل بعض التلاميذ الذين تعوزهم المناعة، يفتتنون وينبهرون بأبطال مزعومين، أولئك الذين تقصفهم بهم الأفلام والأشرطة المصورة يومياً في أجهزة حواسيبهم وهواتفهم، فيحلمون هم كذلك بإتيان بطولات دونكيشوطية سلبية، مترصدين أول فرصة لتفريغ طاقات العنف والبطش في أرض الواقع. فلا عجب من أن روايات سلبية مثل هذه تجعل منهم مشاريع جهاديين دمويين، حاقدين وناقمين على أوضاعهم. لهذا، يجب على الأساتذة تحذيرهم من خطورتها الخفية وتوجيههم إلى نصوص أخرى تمتدح السلم والأمان وكل ما يمت بصلة إلى حب الحياة. فدخيرتنا الروائية العربية لا تعدم نصوصا تفتح ذهن القارئ وتنمي وجدانه بما يستثير فيه حاسة الاندهاش والانشداه، ومن ثم الاستمتاع التلقائي والتذوق الجمالي. فبهذا المعنى يكون الأدب أداة فعالة لمقاومة التطرف الديني وللحث على التفكير السليم ولاكتساب الكفاءات والقدرات العملية اللازمة لانتهاج طراز عيش سلمي يقوي في المراهق فعالية النشاط التقديري التي تدفعه باستمرار إلى ضبط تفكيره ومراقبة سلوكه وتجنب المغريات الفتاكة واتخاذ الحيطة والتحسب للطوارئ غير المتوقعة التي لا تحمد عواقبها
وهنا ينبغي التنبيه إلى أن ما يلازم التطرف هو تكييفه لحاسة التذوق الأدبي لدى المتلقي بما يجعله عمداً يكره الفن والفنانين بذرائع مقيتة. ومن مظاهر هذه الكراهية ما عمدت إليه سابقاً حركة طالبان في أفغانستان من تفجير بالديناميت والصواريخ لآثار فنية بوذية تعتبر تراثا ثقافياً لا مادياً إنسانيا يجب صيانته، غير عابئة بنداءات الإدانة الدولية التي أطلقتها الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ومنظمة الدول الإسلامية. ولعل آخر تجلّ لهذه الكراهية المنبوذة ما وقع قبل أيام قليلة بمدينة الدار البيضاء المغربية، التي أحيا فيها إنريكو ماسياس، وهو فنان فرنسي ذو أصل يهودي جزائري، حفلاً موسيقياً باذخاً يحتفي بفن الطرب الأصيل أسلوباً أمثل لتحقيق المحبة والإخاء بين الشعوب. ذلك أن بعض التنظيمات الظلامية تذرعت بمزاعم عرقية ودينية وسياسية من أجل محاولة نسف الحفل، مدّعية أن ماسياس يهودي متطرف يموّل الحركة الصهيونية العالمية ويؤيد سياسة الاستيطان الإسرائيلية. وهو ما كرس الخلط الأزلي، الفادح والمشين، بين الفن والسياسة، بفشل ذريع يؤكد أن الصراع الحقيقي مع تلك التنظيمات هو صراع ثقافي، وأن المعركة ضد الفن والموسيقى هي معركة ضد الحياة، معركة محسومة حتماً وسلفاً لصالح الحياة
إن مثل هذه المواقف الراديكالية والشوفينية، التي لا تستند إلى أي منطق آخر سوى منطق الجهل المذقع والعدوانية العمياء، يساعد على تكييف الذوق الأدبي والفني بما يجعله غارقاً في السلبية والاستلاب ! ولعل ما يدعو حقاً للاستغراب هو أن تراثنا الأدبي والفني يزهو ويتباهى بين تراثات الأمم بصيانته لكل ما من شأنه أن يهذب الذوق بشكل يجعله يستحسن اللهو ويستملح الطرب. ولعل خير مثال في هذا الصدد هو كتاب “ألف ليلة وليلة” وكتاب “الأغاني” لأبي الفرج الأصفهاني، ففيهما وصف مستفيض لمجالس اللهو والإمتاع والترفيه عن النفس في المجتمعات الإسلامية، ولما كان يتخللها من إنشاد شعري وطرب موسيقي وانتشاء خمري وتفكه مسلّ، من غير أن يعترض عليها ذوو التزمت الديني. وفي مجال التذوق الأدبي حصراً، كان الشعراء يتنافسون في تضمين قصائدهم كل القيم الجمالية ذات الصلة لا بالأساليب والصور والأخيلة وحدها، بل كذلك بالمناقب والمكارم والمفاخر التي ترهف انفعال المتلقي بالنص الشعري بما يجعل نفسه تستهام به وتطرب له، فتخف من فرح وتهتز من مرح
أفلا تغري هذه الظاهرة المفارقة بطرح هذين السؤالين الفادحين الفاضحين: هل كان أسلافنا أحسن منا تذوقاً للبهاء والجمال؟ وهل كانوا أكثر وعياً منا بضرورة تذوق نصوص الأدب وتقييمها وتأويلها بمعزل عن كل دوغمائية دينية أو سياسية؟
لا يسعني هنا إلا التنويه والإعجاب بأسلافنا، نقاداً وبلاغيين، الذين سبقوا الشكلانيين الروس بقرون إلى أن “الأدبية” (la littérarité) هي ما يعرّف النص الأدبي ويميزه عن سواه من الخطابات اللغوية الأخرى، أكانت دينية أم دعوية أم وعظية أم سياسية، حيث قيدوه بإجراءات أدائية وبلاغية هي أساساً ما يجعله يهب نفسه لتذوق أدبي إيجابي يسعى إلى إدراك آيات الإعجاز فيه وكذا إلى تحصيل المتعة الجمالية. لهذا لا غرو أن نجدهم يعرّفون الجمال في النص بمفاهيم تحيل جميعاً على ما يحدده جوانياً وجوهرانيا، مثل الابتداع والاتساق والالتئام والتناسب والإحكام والتدبيج والانسجام والبراعة والسبك والمؤاخاة والتشذيب والتنسيق والترقيق والتظريف والجزالة والتنقيح والتهذيب والتجويد والتحلية …الخ. كما نبهوا إلى أهمية نوع من الاستراتيجيات الفنية التي تؤمّن للمتلقي تذوقاً أدبياً إيجابياً وتلقائياً، وذلك من خلال تنويعات مصطلحية مثل الإغراء والإلهاب والافتتان والإمتاع والتهييج والانفعال والإيناس وتنشيط النفس وإيقاظ الحواس واللذة…الخ. وهي تنويعات ليست من غير أن تذكرّنا بنسق معجمي باذخ اشتهر به أكبر النقاد السيميائيين، وهو رولان بارث، الذي أفرد لموضوع “التذوق الأدبي” كتاباً ذا عنوان دال هو (le plaisir du texte) “لذة النص”. فلقد قاده تأمله الدقيق في مباعث اللذة النصية ومباهجها إلى تأويل التذوق من جهة كونه مهارة خاصة تشبه الرغبة الجنسية، وذلك بشكل يكون فيه التذوق الأدبي أداة للرغبة ولموضوع هذه الرغبة، وهذا هو تعريف الفعل الجنسي في مدلوله العميق. لهذا يقترح رولان بارث ثلاثة أصناف للقراءة التذوقية، وهي
أن يرتبط المتذوق بالنص ضمن علاقة فيتيشية، فيفتن ببعض كلماته ويتلذذ ببعض مناطقه فقط
أو أن ينجذب إلى الأمام على امتداد النص بفعل قوة متنكرة تتسم بالتوتر والترقب: فكلما ازدادت حدة التذوق، استُنزف النص، وفي استنزاف النص، تكمن اللذة
أو أن يقود تذوقه للنص إلى الرغبة في “الكتابة”، أي إعادة كتابته، حيث يصبح التذوق “لعباً”، لا بمعنى اللهو والتسلي، بل بمعنى الإنتاج
إن ما يبرز من هذه النمذجة هو أن أياً من أصناف المتذوقين هذه لا يمكن بل ولا يعقل بتاتاً أن تتمثل فيه صورة المتطرف، كيفما كان ميدان تطرفه وشكل أدائه. كما أن هذا التنوع في الذائقة الأدبية لا يتهيأ ولا يتيسر إلا في نوع من النصوص التي لا يسع أي قارئ سوى أن يحكم عليها بكونها جميلة، وهي ما يدعى في الفرنسية ب “les chefs d’oeuvre” وفي الإنجليزية “the master pieces”، أي آثار أدبية تنفلت من قيود التاريخ والجغرافيا، ممزقة الحجب المصطنعة التي تحول دون الإشعاع على كافة البشر في أي زمان ومكان. وهو ما لا يتحقق إلا بتوفرها على أكبر قدر من الطاقة الهيدونية “hédoniste” أي قدرتها على الإمتاع، وهي التي يصفها رولان بارث بأنها آثار “scriptibles” (مكتبنة)، أي “نصوص تدرك درجة من البهاء والكمال تجعل متذوقها يحس بقشعريرة لذة عارمة، كما في ذروة اللذة الجنسية، تجتاح جسده”
لكن ما ألاحظه بأسف هو أن أدبنا العربي، لاسيما في شكله الروائي، إذا كان قد اهتم في الأعوام الأخيرة بتصوير مظاهر التطرف الديني والإرهاب التكفيري، وكذا التطاحن العقدي والتشرذم السياسي، فإن تدبيره لها قد اتسم أحيانا بواقعية تسجيلية وتقريرية مملة، وبميلودرامية كئيبة، بل أستطيع أن ازعم بأن بعض روائيينا يعانون من نقص فظيع ورهيب في هرمونات الإبداع والخيال والجمال والرومانسية! أليست هذه القيم والمعاني هي ما ينبغي المراهنة عليه في تشكيل ذائقة أدبية سليمة وإيجابية، ومن ثم في الحرب على التطرف والإرهاب؟
Related
Zahra
زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية
المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام
Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian
Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French)
هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة
كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر
رابط الموقع: Alwanne.com