أغنية المذبوحين : للشاعر أحمد بنميمون

أغنية المذبوحين : للشاعر أحمد بنميمون
الشاعر أحمد بنميمون

أغنية المذبوحين

                    من قاد خطاي إلى دكان الرجل الجزار؟ هل كان بلا عنوانٍ ينبض من ضوءٍ في عين المارة حقاً، أم هل كنتُ على عجلٍ من أمري
فلقد ألفيتُ به من قدمتُ له رأسي وبسطت أمام يديه وجهي ،لكن حين سمعت فحيحاً يدنو ، وهو يلوِّح بالموسى ، ويركز مقلته الملأى  بالأسودٍ من أحقاد الماضي، و يطيل النظرة في عيْـنِي كالراغب أن ينفذ نحو دواخل نفسي ليعرِّيها، رغم هدوئي، كنت أرى ما يخفي ليل ضغائنَ مُوغلة في النفس بعينيه الباردتين كجلادٍ، فهوِيتُ إلى أعماق الكرسيِّ لكي لا تلحقني ناب الذابح ،وهو يغرِّد في ذكرى سفح دمائي
ويكاد يراقص في المرآة أمامي تاريخَ دمٍ بيدَيْ لصٍّ تخنق أنفاس أشِقَّاَّئي
أو يُنشب مخلبه في عنقي النافر أو صدري الناقم لو شاء
كان يشير إلى مرآة فوق جدارٍ تلقائي
ويحدِّد شرقيّ القدس بأكثر من واجهةٍ، وأنا بجميع كياني تحت يديهِ ، قد علت الموسى وجهي تكشِط عنِّي ما لا أبصر من شَعَرٍ أو لوْنٍ ، مشدوهاً  كنت، وكان الظلُّ النازل ملء فضائي
بظلال مرعبةٍ سوداءَ
وكفٍّ هيَ أغلظ من أضرى حيوان قطبي في برْدِ عراءٍ، كان يحدثني كمذيع إسرائيليٍّ لا يذكر شيئاً عن جبنِ الأعداء إذا ذبحوا، أو شيئاً عن آلامي إذ تشتدُّ وقد مسحتني عن وجه الأرض يدُ الشرّ
في ذكرى مايو موحشةٍ من هول حروبٍ، في اليوم الخامس عشر

لكني حين انجابتْ عني الدهشة من رؤية جزاري الغارق في أعراسٍ دمٍ شعواءَ
لم ينقذني من أسْري في مذبحهِ غيرُ الفــرّْ، وما أنجتني إلا أجنحتي من بين مخالب ذئب دجَّجَه الشَّـرّْ
إذ أوشك أن ينشب في عنقي النابَ وفي صدري الظُّفْــرْ
هل كانت عيناه تضاحكني حقاً؟ في توديعٍ غير بريءٍ وهو يكشّر عن  ثغْرٍ يقطر
من دمِ أهلي : “لا  تجزع يا هذا ، فإذا حان الوقت فلا فرّ”
لم يُفلتني إلا أني كنتُ أطير وأنزلُ ما حجبَتْني عن أيدٍ في إثْري إلا جُنَّةُ سِتْرْ
لا أطلبُ غيـرْ
لا أطلبُ غيـرْ
لا أطلبُ غيـرْ
ــــــــــــــــــــــ
15/05/2018

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com