قصيدة للشاعر: محمد شنوف
هَلْ تَفِي بِلِقَائِي
وَعَدَتْ بِلُقْيَــا، هَـلْ تَفِـي بِلِقَـــــــــائِي
أَمْ كَــانَ وَعْداً مَـحْضَ نَـثْرِ هَبَـــــــاءِ
أمْ مِـنْ تَمَـنٍّ رَجْـمَ غَــيْبٍ غَــــــــــائِمٍ
أمْ كَـــــــــانَ لَـــغْواً مُــسْكِناً لِـبَلَـائـي
وَلَقَـدْ عَهِـدْتُ الْــعَهْدَ مِـنْهَا رَاسِخاً
بِالـصِّدْقِ يَـطْفَحُ دَافِقاً بِوَفَـــــــــــــاءِ
كَمْ ضَـاقَ صَـدْرِي يَـرْتَجِي أَنْفَــــاسَهَا
تَـنْفَـكُّ شِـــدَّتُـهُ بِطَـــــــلْقِ هَـوَاءِ
فَاقْتَـــادَنِي قَلْبِـي أَجُـوسُ دِيَـــــارِهَا
مِـنْ لَـــوْعَةٍ وَحَمَــــاقَةٍ وَصَبَـــــــــاءِ
أَبْقَـى أَشُـبُّ الذِّكْرَيَــــــــــاتِ كَأَنَّنِـي
أَلْتَـذُّ مِـنْ لَحْمِـي شَمِــــــــيمَ شِوَائِي
فَأَخَــــــالُهَـا تَـأْتِـي إِلَـيَّ رَغِـــــــــيبَةً
تَهْفُـو الْـخُطَا جَذْلَـى كًكُـلِّ مَسَــــاءِ
وَإِذَا النِّسَــاءُ مَنَــــازِلٌ فِـي وَهْجِهَا
فَهِيَ الثُّرَيَا وَهْـجُ كُـلِّ سَمَــــــــائِي
لَـا نَـلْتَقِـي إِلَّـا عَلَـى حُـبٍّ صَفَـا
لِلـرُّوحِ نَـلْقَــى فِــــــيهِ شَـهْدَ غَذَاءِ
لِلرِّيـــــحِ نُـطْلِقُ مُنْتَهَــــى أَهْــوَائِنَا
وَالـشَّــــوْقُ دَثَّـرَنَـا بِدِفْءِ جِـوَاءِ
وَلَهَـا أَبُـــــوحُ بِسِـرِّ قَلْبِـي خَـــاشِعاً
مُتَبَـتِّلاً عَـنْ غَـــيْرِهَـا بِرِفَـــــــــــائِي
نَلْتَفُّ فِـي نَجْوَى وَعَيْنِـي فِـي الْمَدَى
أَخْشَـى الطَّرِيـــقَ، تَقُضُّ وِطَـــــائِي
لَا وَصْـلَ يُخْمِدُ مِـنْ حَمِــــيمِ أُوَارِنَا
وَصْـلٌ عَلَــى وَعْـدٍ مَزِيــــــــــدَ رُوَاءِ
عَــقْداً وَنَــيْفاً مِـنْ هَوَاهَـا أَسْــتَقِـي
وِرْداً لِعُـمْرِي أَسْتَطِــــــيلُ بَقَــــــائِي
كَـمْ أَسْـهَرَتْ لَـيْلِــي أُلَـاعِبُ جُـرْحَهَا
بِالْهَمْسِ أَسْبَحُ فِي لَذِيــذِ نِجَــــــائي
ظَلَّتْ أَمَـــانِي لَحْنَ نَبْضِـي، مُنْتَهَـى
زَهْـوِي وَحُـمْقِـي، مُـنْتَدَى أَهْـــوَائِي
مَسْعى الصَّفَا، مَرْوَى الصَّدَى، عَرْف الشَّذَى
لِلـرُّوحِ وَالْأَحْشَـــاءِ صُبْحَ مَسَــــائِي
هَـلْ كَــــانَ وَهْـماً؟ لَا. أَنَــا أَرْسَـيْتُهُ
أَحْكَـمْتُهُ مَـبْنًـى لِخُـلْدِ بَقَـــــــــــائِي
مِنْ دُونِهَا كُـلُّ الْمَعَـــــازِفِ قَـدْ نَبَتْ
فَاخْتَـلَّ عَـزْفِـي نَـاشِزاً وَغِنَــــــــائِي
مِـنْ بَـعْدِهَا كُـلُّ الْمَنَـــــازِلِ أَقْفَرَتْ
أَخْشَى الْهَلَاكَ بِحُرْقَتِي وَظَمَــــائِي
لَا أُنْسَ لِي غَيْر السَّجَـــــائِرِ بَعْدَهَا
أُخْلِي دُخَـــانَ الْقَلْبِ فَرْطَ ذَكَــــاءِ
وَعَدَتْ بِلُقْيَا. كَمْ وَفَتْ بِعُهُـــودِهَا
مَـا خَـيَّبَتْ ظَنِّـي بِهَـا وَرَجَــــــــائِي
سَأَضُمُّهَا حَتَّــى أُذِيــــبَ كِيَــــــــانَهَا
مِنْ لَهْفَتِي فِي الْحُضْنِ فَالْأَحْشَـــــاءِ