ألف خلطة وخلطة (الحلقة 3)
النقد العربيّ في ورطة
الدكتور رشيد بنحدو
كما أنّ النص الأدبيّ ليس بتاتاً موضوعاً لتجارب وتآويل يُجريها عليه دفعةً واحدة نفسُ الناقد، بحيث يُجيز لنفسه أن يتداوله في نفس الآن بمباضع /سوسير/ و /ماركس/ و /فرويد/ و /ديريدا/ و /بارث/ و /چريماس/ مثلاً. إن دعوى التكامل هذه بين المناهج لا تخلو من تصوّر تشييئيّ للنص يتحوّل هذا معه إلى هُيُولَى فاقدة لكل قوة ذاتية مميِّزة، أي إلى مجرد شيء سالب مِطواع يمكن إخضاعه، في نفس الوقت ومِن لدن نفس الشخص، إلى أوضاع وهيئات متعارضة. والحال أن نصوص الأدب تحتاز أصليّاً وتكوينيّاً خصائص ذات صلة بالخطاب وبالشكل وبالرؤية للعالم، تجعلها ترتضي هذا المنهج وتمتنع على هذا المنهج الآخر. فالمنهج مُقوِّم متضمَّن في النص: إنه جزء منه، وليس “أسطقسّاً” يتم استيراده من خارجه لإسقاطه عليه عنوة وقسراً، مع احتمال أن يتوافق معه وألاّ يتوافق
هنا يجدر بي أن أخفف قليلاً مِن إطلاقية هذا الحكم، ومِن ثمّ أن أنسِّب هذه المماحكة، وذلك في اتجاهين
الأول هو أنّ مِن الممكن أن يكون النص استثنائيّاً على نحو تكون مقاربته بمنهج واحد عديمة الفعالية. فالتراث الأدبيّ العالميّ، ومنه العربيّ، لا يعدم آثاراً خالدة لها من الثراء الفني القوي والعمق الدلالي الكثيف ما يجعلها تستحث النقاد دائماً على تناولها بمختلف الآليات المنهجية المتوافرة، بل وإلى تصوّر آليات أخرى جديدة. لكنّ ما أعترض عليه بشدة هو أن تنصهر في ذات الناقد الواحد جميع الآليات بكيفية تلفيقية ترميقية تعرّض علاقة هذه الذات بالنص المنقود إلى التشتت والتشرذم، طالما أنّ طَرَفَيْْ هذه العلاقة لايثبتان على حال واحدة. فحين تكون تلك الذات بنيوية مثلا، يكون النص نسقاً من الطرائق والوظائف والموتيفات. وحين تتحول إلى محللة نفسانية، يصبح هو توليفة لاشعورية من التداعيات والهذيانات. وحين تستعير قناع المحلل الاجتماعي، يكون هو مرآة عاكسة بأمانة لتحولات المجتمع. وحين تكون محللة أسلوبية، يتخذ هو هيئة تركيبةٍ من الأساليب والصور والسمات التعبيرية أو العاطفية التي تزخر بها لغته … وهكذا دواليك إلى أن يتمّ زعماً استنفاد النص. إنه لَعَبَثٌ فاضح وسفسطة فظيعة أن يدّعي ناقد واحد لنفسه كافة هذه المناهج في آن واحد. فأنِْ يكون كل هؤلاء يؤول به حتماً إلى أن يكون لا أحد بالمرة
وحتى إذا افترضنا أنّ التكامل المنهجي هو استجابة طبيعية ومنطقية لثراء بعض النصوص ولتعددها الدلالي، مِمّا قد يمنحه في رأي النقاد التكامليين كامل المشروعية، فإن سعي نفس الناقد إلى تحقيقه فعليّاً يُعتبر في نظري تنكّراً لهذه النصوص بالذات مادام أن القصد من التوفيق بين المناهج هو احتواء ذلك التعدد الدلالي والتخفيف من انفلاتية النصوص وإحباط مقاومتها للانتماطية
وأستطيع أن أجزم بأن فكرة التكامل تتجاهل بالضرورة نسبية الأحكام كقيمة نظرية، بحيث يختزلها إلى مجرد قصور يمكن تداركه باستنفار كافة المناهج المتوافرة. كما أنه يُفقِد كل منهج أهميته الفعلية كإطار نظري للتأمل. بل قد يَظهر، مِن هذه الزاوية، بمظهر العائق الحائل بين الذات الناقدة والموضوع المنقود. هذا إضافة إلى أن التكامل المنهجي تجسيد لنزوع سرّيّ إلى موسوعية تتعارض مع مطلبيْ الاختصاص والحوجزة. ولعلها بالأحرى موسوعية وهمية طالما أنها نتيجة لافتعال الربط بين الأضداد والمتنافرات رغبة في إظهار سعة الاطلاع، الأمر الذي لا يفضي سوى إلى السفسفة والترميق
* أما الاتجاه الثاني، فهو أنّ من الممكن أن يكون التكامل عامل تخصيب وتطوير للنقد: فمن الجائز، حين تدرك المناهج الرائجة مداها الحيوي وتستنفد إمكانياتها الإجرائية، أن يعمد النقاد، لاسيما منهم ذوو القدرة على تصوّر الأنساق الشمولية، إلى عقد نوع من التعايش السلمي بين مناهج بعينها يكون بمثابة عطفة حاسمة في المسار النقدي العام. هنا لا يكون “التكامل” خلطاً عشوائيّاً وتلفيقاً متهوراً بين المناهج كما تقدّم، بل يكون تواؤماً “إبداليّاً” (paradigmatique) بينها يتمخض عن أداة منهجية جديدة
ولا شك في أن هذا الإجراء لا يعدم إيجابيات أكيدة، لأنه يسعف على فسح آفاق المناهج المتفاعلة فيما بينها على نحو يُفضي إلى تبلور أفق منهجي مختلف لا يُذكّر بأيّ واحد منها، بحكم اكتسابه لشكل جديد ولاعتماله تبعاً لمنطق خاص ولافتراضه رهانات مختلفة. وإلى هذا التكامل “الإبدالي” تنتمي معظم الأنساق والنماذج المنهجية المتداولة في النقد المعاصر
أشير مثلاً إلى أنّ التحليل السوسيولوجي التقليدي للأدب ما كان ممكناً له أن يتخلص من دوغمائيته، المتمثلة في نظرية الانعكاس البليخانوفية، لولا الْتِقَاحِهِ باجتهادات مُنظّرين ونقاد من آفاق معرفية مختلفة. أليست البنيوية التكوينية، كما تصورها /لوسيان چولدمان/، توفيقاً ذكيّاً وحاسماً بين مقولة “الفهم” من جهة، وهي إجراء منهجي محايث للنص تتبنّاه الإيديولوجية البنيوية، ويقضي بوصف وحدات النص المعزول وبنياته، ومقولة “التفسير” من جهة أخرى، وهي إجراء منهجي سوسيولوجي يكون الإجراء الأول بدونه من قبيل تحصيل الحاصل، ويقضي بإدراج النص في كلية أوسع هي المجتمع؟
وماذا فعل/ ميخائيل باختين/ سوى تطوير المنهج الاجتماعي باتجاه مكاسب الشعرية أو اللسانيات المجاوِزة translinguistique) (la التي تدرس في النص بنيته البوليفونية أو التناصية، وذلك باعتباره شبكة من الخطابات أو الملفوظات الفردية، ذات العلاقات التداولية التضمينية، التي تندرج في محيط تاريخي واجتماعي وثقافي شامل؟
وهو عين التطوير الذي سيتعرض لتطوّر نوعيّ على يد /بييرزيما/ الذي جرّ، من غير تمحّل، المنهج السوسيولوجي إلى مدار السيميائيات من أجل بناء مقاربة جديدة تبئر اهتمامها لا على المضمون الاجتماعي المباشر للنص أو على سُلّم القيم المعتملة فيه، و إنما على كيفية تمفصُل القضايا الاجتماعية و المصالح الطبقية في مستويات النص الأسلوبية و الإيديولوجية، باعتبار أنّ آثار المجتمع لا توجد مستقلة عن اللغة، وأنّ الوحدات المعجمية والدلالية و التركيبية نفسها تعبّر عن مصالح اجتماعية، ويمكن لها بالتالي أن تصبح رهاناتٍ حقيقية لتحولات مجتمعية و اقتصادية و سياسية
كما أنّ المنهج النفسي سيكون موضوعاً امتيازيّاً لتنويعات شتى حادت به عمّا كأنه في بداياته الفرويدية، أي أداة كشفية تتدبّر النص من جهة كونه إشباعاً استعاريّاً لرغبات لاشعورية لدى الكاتب. هكذا سيعمد /جاك لاكان/ مثلا ًإلى استدراج هذا المنهج نحو حقل اللسانيات، على أساس أنّ اللاشعور، خلافاً لِمَا يوحي به، غير بريء: فهو ليس فقط مجموعة العوامل النفسية والظواهر الفيزيولوجية، بل هو أيضاً وبخاصة دالّ لغويٌّ ذو طاقة تلفظية، مثل سواه من الدّوالّ اللغوية بحصر المعنى. لذلك يتعين إعادة تأويله من حيث هو كذلك، أي لغة، لا باعتبار مدلوله النفسي الخاص، مما يعني أسبقية الدال على مدلوله التي تسمح بالكشف عن الكيفية التي يصبح بها النص قابلاً للدلالة. فاللاشعور مُبَنْيَنٌ مثل اللغة، لا لأنه يشتغل بالاستعارات والكنايات فحسب، بل لأنه كذلك يتركب من دوال أكثر مما يتركب من أدلة
أما مع/چاستون باشلار/، فإنّ التحليل النفسي للأدب سينفتح على الفينمينولوجيا في علاقتها بالتصور، خاصة في دلالته على الصور الأدبية لا بوصفها محسّنات بلاغية، بل بما هي ملتقى انطباعات متشابكة تفرزها نوعية استجابة الكاتب للعناصر الطبيعية الأربعة، الهواء والنار والتراب و الماء، لا بما هي توفيق بين شذرات واقع مدرَك، بل بما هي أثرُ وظيفةِ اللاواقع في النص. إن الصورة تسبق الإدراك لأجل تصعيد طاقة الرغبات اللاشعورية المكبوتة واستنفادها في حقل الإبداع الأدبي، وليست استنساخاً لواقع موضوعي ضمن النص. لذلك، فالقيمة المضافة لذلك الانفتاح الحاسم على الفينمينولوجيا تكمن في تفسير النص بواسطة تجليات لاشعور الكاتب المادية في صور تكيف لغته عوض تفسيره بالأصول العميقة لحياته النفسية، أي بلا شعوره في حد ذاته، وهو ما يدعوه /باشلار/ بالتحليل الظاهراتيّ للتصور، أي دراسة ظاهرة الصور الشعرية حين تطفو على سطح الشعور بما هي نتاج مباشر لكينونة الكاتب المدرَكة في راهنيتها
وستغتني المقاربة النفسية للأدب أخيراً لا آخراً بانفتاحها كذلك على النظرية البنيوية، التي “قتلت” المؤلف وأضفت كل القيمة على النص، معزولاً عن كافة المحددات البيوغرافية، وعلى المتلقّي كذلك. وهو ما تحقق في أبحاث /جان بيلمان – نويل/ الذي يعتقد بإمكانية قراءة النص بمعزل عن كاتبه. فإذا كان متعذراً على الناقد الأدبي أن يحلل فعلاً نفسية الكاتب، فماذا بقي عليه أن يفعل غير تحليل نصه تحليلاً نفسيّاً؟ هذا يعني إذن أنّ للنص بنيته اللاشعورية الخاصة التي لا صلة لها بلاشعور مؤلفه، والتي يمكن إدراكها بالتساؤل عن الكيفية التي تنتظم بها التمثلاتُ الاستيهامية في النص وباستكناه طبيعة تَلَقِّي القارئ لهذه التمثلات. ومن ثم، فإنّ ما ينبغي أن يستأثر باهتمام النقاد هو البحث عن رغبات ونزوعات لا شعورية متفردة في نصوص متفردة، ويكون تفرّد كل ناقد رهيناً بنوعية انفعاله الشخصي بكل نص متفرد تبعاً لعملية تحويلية (transférentielle) يتم بموجبها انتقال تلك الرغبات والنزوعات أثناء القراءة إلى شخص الناقد نفسه
فجميع هذه المناهج راهنت على اجتراح آفاق نظرية جديدة تختلف عن الآفاق الأصلية التي استمدت منها بعض مبادئها ومفاهيمها. ويتبيّن من هذه اللمحة السريعة أنّ هذا النمط من التكامل المنهجي يستجيب لمطلب جدليّ يتم بمقتضاه تطوير طرف أصليّ بتلقيحه بمكاسب طرف ثان على نحو يُحوّلهما معاً إلى تركيبة (une synthèse) منهجية جديدة. وبذلك، فهو يؤشر على إبداع منهجي يتولى الكشف عن مناطق الظل التي ظلت إلى حينئذ غير مسبورة في النصوص الأدبية موضوع التحليل
والواقع أن هذا النمط من التكامل، أي الإبدالي أو التركيبي، يمثل الصيغة المُثلى التي تتطور بها المناهج النقدية في الغرب، بحيث يتجاوز كلُّ منهج مستحدَث المنهجَ الذي قبله على رغم أنه استمد منه بعض فرضياته. فبواسطة هذه الصيرورة الجدلية فقط، يستطيع كل منهج أن يتخطى العوائق ويحلّ المعضلات التي تركها مُعَلَّقةً المنهجُ الذي سبقه في السيرورة التاريخية. أما النمط الآخر، أي التكامل الإدغامي (Fusionniste) الذي تتخالط فيه المناهج المتنافرة لدى نفس الناقد لغير علة سوى مَلْغَمَتِهَا الاعتباطية، فهو ينم عن تصوّر ساذج وتبسيطي للممارسة النقدية يُسَلِّمُ للناقد بحقِّ التصرف الحرّ والأخرق في المناهج، دونما تساؤل عن قابليتها للتوافق. لذلك، ليس غريباً ألاّ نعثر في مدوّنة النقد الغربي لمنهج من هذا النوع اسمه “المنهج التكاملي”. بل إنني أعتقد جازماً أنّ النقاد الغربيين (وهم بدون منازع مهندسو مناهج وواضعو نظريات وصائغو مفاهيم) كانوا سيبادرون إلى بناء هذا المنهج المزعوم لو كان ذلك مقبولاً ومعقولاً
لا شك عندي إذن في أنّ أطروحة التكامل، في شكله الإدغامي، تعاني تناقضاً بنيويّاً غير هيّن. فهي تفترض تعدداً في الجبهات التي “يحارب” فيها الناقد. فهو، بعد أن يباشر قراءته للنص في ضوء منهج ما، سرعان ما ينتقل دون حرج إلى فحص أبعاد أخرى فيه في ضوء منهج آخر مناقض. وفي أثناء هذه العملية العبثية، يعتقد أنه سيتوصل لا محالة إلى استيفاء ثرائه الشكلي وتعدده الدلالي. وهو اعتقاد ينطوي بالبداهة على مغالطة، لأنه يصادر على اعتبار ذينك الثراء والتعدد قيمتين كمّيّتين. والحال أنهما ليسا كذلك: فهما مجرد حافزين قابلين للتجدد، وليسا مقدارين يمكن قياسهما وتحديدهما. إنهما وظيفتان تحثان على التأويل المختلف باستمرار
ويجدر بي هنا أن أبادر إلى رفع لبس محتمل من شأنه أن يكرس نوعاً من سوء الفهم. فإذا كنتُ قد اعترضتُ على هذا المخلوق المسيخ المدعوّ «نقداً تكامليّاً»، فهذا لا يعني البتة أنني نصير إيديولوجية إمبريالية عمياء تقوم على مبدإ سيطرة المنهج الواحد على النص الواحد. فلا شك عندي كذلك في أنّ النص، خاصة حين يكون شاذاً فذاً تطلب تنويع زوايا النظر إليه باعتبار هذا التنويع كفيلاً وحده باستنفاده. لكنْ … شريطة ألاّ يقوم بهذه المهمة ناقد واحد يتقمص في نفس الوقت كل المناهج، وإنما مجموعة من النقاد يأخذ كل واحد على عاتقه تحليل النص بأداة منهجية محددة. وفي هذا الصدد، أذكر أن عدداً غفيراً من الباحثين والنقاد ذوي آفاق منهجية متباينة (مِن بينهم /ياكوبسون/ و /چولدمان/ و /ليفي- ستروس/ و /چريماس/ و/ريفاتير/ الخ.) التأموا قبل أعوام في باريس ليقدموا قراءات متعارضة ومتقاطعة لنص شعري واحد من أربعة عشر بيتاً هو سُونِيتَةُ /شارل بود لير/ المشهورة. “Les Chats” (“القطط”). ومن ثم، فإن وجه الخلاف العميق مع أصحاب دعوى «التكاملية» هو أن يتنقل بين المناهج غير المنسجمة ناقد واحد وفي وقت واحد مِن غير أدنى ارتباك أو انزعاج
كم يحلو لي في الأخير أن أستشهد برأيين مفحمين لا يعدمان أهمية كبرى بالنسبة لبحثي هذا
يقول الناقد السويسري /جان ستاروبانسكي/: «ليست جمالية التلقي نظرية في مستوى إدراك المبتدئين الذين يستعجلون امتلاك ناصية النقد بأي ثمن». (7) بالفعل … وحدهم المتهافتون، الذين يخبطون في النقد خبط العشواء في الليل، يستطيعون أن يماثلوا جمالية التلقي بنقد النقد. فشتان ما بينهما
ويقول الناقد الفرنسي /روجي فايول/ عن دعوى التكامل المنهجي التي يصفها باليوتوبيا: «هل يجوز لنا أن نحلم بنوع من النقد الكلّيّ الذي يوفق بين مختلف المناهج المطبقة من أجل فهم الأدب فهماً جيّداً؟ حذار مِن الإفراط في تقدير سلطان النقد! حذار مِن إغفال أخطار الانتقائية التي تصطفي أحسن ما في كل واحد من المناهج، ومِن ثم تهمل الأبعاد الإيديولوجية والمذهبية الخاصة بكل منها. إنّ لكل مدرسة نقدية تصوّراً معيّناً للأدب. وهذا يعني أنّ هناك لا أدباً واحداً، بل آداباً متعايشة بصعوبة فيما بينها، حقيقية ومحتملة». (8) بالفعل … وحدهم أيضاً الْمُلَهْوِجُونَ، الذين تستهويهم السلاطة الروسية، يستطيعون خلط المناهج حابلِها بنابلِها. فما أبعد ما بينها من فوارق
رشيد بنحدّو: ناقد ومترجم من المغرب
rachidbenhaddou@yahoo.fr
:إحالات
(1) سبق لي أن ساهمت ببحث عنوانه: “المنهج التكاملي أو حين يتحول النقد إلى دعابة سمجة”، في ندوة نظمتها رابطة أدباء المغرب بشراكة مع كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمكناس، يومي 25 و 26 يناير 2001 في موضوع: “النقد الأدبي بالمغرب: مسارات و تحوّلات”. وقد طُبعت أعمال هذه الندوة في كتاب بهذا العنوان نفسه، منشورات رابطة أدباء المغرب، الرباط، 2002. وفي ذلك البحث رصدت ظاهرة خلط المناهج المتباينة بعضها ببعض. وأشير إلى أن القسم الثاني من الدراسة الراهنة يتضمن جزءً من هذا البحث بعد أن أعدت فيه النظر
(2) انظر: /هانس روبيرت ياوس/ ، “جمالية التلقي: من أجل تأويل جديد للنص الأدبي”، الفصل الأول: «حين يتحدّى تاريخُ الأدب النظريةَ الأدبية»، ترجمة رشيد بنحدو، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 2003، ص.- ص. 21 – 110. وقد أعيد طبع هذا الكتاب ضمن منشورات “المشروع القومي للترجمة”، القاهرة، الرقم في السلسلة: 484،2004
(3) لمعرفة الأصول التي استلهمها /ياوس/ من أجل بناء نظريته، أحيل على دراستي: «القوام الابستمولوجي لجمالية التلقي« ، علامات في النقد، المجلد 9 ، العدد 36، جدة، 2000، ص.- ص. 377 – 416
(4) انظر نص المقدمة التي كتبتُها لترجمتي لكتاب /ياوس/ “جمالية التلقي: من أجل تـأويل جديد للنص الأدبي”، مرجع مذكور، ص.– ص. 3- 19
(5) انظر تطبيقاً لهذه العلاقة بين أفق الكاتب و أفق القارئ في دراستي: “الرواية المغربية بين أسئلة القراءة و أجوبة الكتابة”، ضمن كتاب: “من قضايا التلقي و التـأويل”، منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية، الرباط، 1995
– ص 69-78
(6) انظر دراستي “المنهج التكاملي أو حين يتحول النقد إلى دعابة سمجة” ضمن كتاب: “النقد الأدبي بالمغرب: مسارات و تحولات”، مرجع مذكور
(7) من نص المقدمة التي خص بها / Jean Starobinski/ كتاب /ياوس/ بالفرنسية: Pour une esthétique de la réception باريس، منشورات چاليمار، 1978
(8) Roger Fayolle /, « La critique littéraire », in. Littérature et genres littéraires, collectif, Paris, éd. Larousse ,1978, p. 67