شغف التعلم في زمن الأزمات

قصص ملهمة من اليمن

تُعتبر اللغة الإنجليزية من أهم اللغات العالمية في عصر العولمة، حيث تفتح آفاقًا جديدة للتواصل الفعّال في مختلف المجالات. إن إتقان هذه اللغة يعزز فرص التعليم والتوظيف، مما يمكّن الأفراد من التفاعل بشكل إيجابي مع التطورات السريعة في التكنولوجيا والثقافة، ويسهم في بناء مستقبل واعد.
رغم التحديات المستمرة والأزمات المتراكمة التي أثقلت كاهل الشعب اليمني على مدار أربعة عشر عامًا، لا يزال اليمنيون متمسكين بطموحاتهم واهتمامهم بتعلم اللغة الإنجليزية. تكتظ شوارع العاصمة صنعاء بالمعاهد التي تقدم دورات تعليمية، مما يجذب شريحة واسعة من المتعلمين، خصوصًا خريجي الثانوية العامة والموظفين الذين يسعون لتعزيز مهاراتهم. تعكس هذه الرغبة في التعلم إصرار المجتمع اليمني على مواجهة الظروف الصعبة، وإيمانه بأن التعليم هو جسر الفرص والتقدم في عالم متغير.
في صنعاء، تظهر العديد من المعاهد والمراكز التعليمية التزامًا جادًا بتعليم اللغة الإنجليزية، رغم التحديات التي تواجهها. من بين هذه المعاهد، يبرز معهد إكسيد كأحد الرواد في هذا المجال، حيث يقدم برامج تعليمية مبتكرة تهدف إلى تعزيز مهارات اللغة الإنجليزية. يسعى المعهد إلى تلبية احتياجات الطلاب من خلال توفير بيئة تعليمية محفزة، مما يسمح لهم بتطوير قدراتهم والتفاعل مع المحتوى التعليمي.
لمحة عن مركز إكسيد لتعليم اللغة الإنجليزية في صنعاء
يُعتبر مركز إكسيد من أهم المراكز التعليمية في اليمن. منذ تأسيسه في عام 2007، وضع المركز معايير دولية عالية لتعليم اللغة الإنجليزية، مدعومًا بفريق مؤهل تأهيلاً عالياً يسعى لتقديم تجربة تعليمية استثنائية للطلاب، مما يضمن لهم تحقيق أهدافهم في تعلم اللغة بفاعلية وكفاءة.
يتميز معهد إكسيد باستخدامه لأفضل سلسلة مناهج تعليم اللغة الإنجليزية المعتمدة عالميًا، حيث تم تصميم هذه المناهج بعناية فائقة وتركز بشكل دقيق على تطوير المهارات اللغوية، مع إيلاء اهتمام خاص لمهارتي الاستماع والتحدث.
يتم اختيار مدرسي المركز بعناية فائقة، حيث يتعين عليهم اجتياز عدة اختبارات تُقدَّم من قبل لجنة متخصصة. بعد ذلك، يخضعون لتدريب مكثف على يد المدرب المعروف والمدير الأكاديمي في المركز، عبد الرحمن أحمد، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال تدريس اللغة الإنجليزية. بالإضافة إلى كونه متابعًا لكل جديد في أساليب التدريس، فهو قارئ نهم يبتكر طرقًا وأساليب ممتعة، تركز على منح الطلاب فرصة التعلم من خلال حوارات جماعية تمكّنهم من اكتساب اللغة الإنجليزية بطرق سهلة ومشوقة.
لا يقتصر دور المدرسين في مركز إكسيد على تدريس المنهج فحسب، بل يقومون بتحويل الدروس إلى تجارب لغوية حية من خلال حوارات ونقاشات جماعية محفزة. يتيح هذا النهج التفاعلي للطلاب فرصة فهم عميق للغة الإنجليزية ويساعدهم في اكتسابها بسهولة وفي وقت أسرع.
تولي إدارة إكسيد اهتمامًا خاصًا بتنويع الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية في مجالات متنوعة. تُقام هذه الأنشطة في فناء المعهد، الذي تم تجهيزه بعناية لتلبية احتياجات الطلاب. تهدف هذه الفعاليات إلى تعزيز التعاون والانخراط بين الطلاب، مما يخلق بيئة تعليمية تعاونية تعزز من مهاراتهم وقدراتهم، وتدعم نجاحهم الاجتماعي والمهني، مما يوفر لهم فرصًا أفضل في المستقبل.
تتولى إدارة إكسيد، ممثلةً بمديرتها الأستاذة إيمان نعمان، مسؤولية حيوية تتميز بالرؤية الثاقبة والتفاني في العمل. تسعى دائمًا لتحقيق النجاح المستدام، حيث تركز على جميع جوانب العملية التعليمية والإدارية. تتمتع بقدرة تحليلية فائقة، مما يمكنها من اتخاذ قرارات صائبة تستند إلى دراسات ونقاشات مستفيضة. كما تأخذ رأي الفريق بعين الاعتبار، مما يعزز من روح التعاون ويضمن تحقيق نتائج ممتازة.
إضافة إلى ذلك، تبرز إنسانيتها في تعاملها الراقي مع جميع الموظفين، مما يسهم في بناء بيئة عمل إيجابية وملهمة. إن قيادتها المتفهمة تعكس أهمية العلاقات الإيجابية في تعزيز الأداء الجماعي وتحقيق الأهداف المؤسسية.
تجارب ملهمة في تعلم اللغة الإنجليزية
دعني أشارككم قصة صديقي، الكاتب والصحفي المعروف مصطفى راجح، ورحلته في تعلم اللغة الإنجليزية. لطالما حلم بقراءة الكتب والمراجع باللغة الإنجليزية، دون الاعتماد على الترجمات إلى العربية.
في نهاية عام 2018، قرر مواجهة هذا التحدي من خلال التسجيل في مركز إكسيد. ورغم التزاماته المتعددة، حيث كان يوازن بين عمله، وكتابة المقالات الصحفية، ومسؤولياته الأسرية، إلا أنه اجتهد لمدة عامين ونصف حتى تمكن من إتقان اللغة الإنجليزية. والآن، يمكنه قراءة الكتب والمراجع باللغة الإنجليزية، محققًا بذلك حلمه.
وهناك قصة أخرى تتعلق بحسام عبدالواسع الحاج، الذي كان والده يحلم بإرساله إلى الولايات المتحدة الامريكية لمتابعة دراسته. بعد تخرجه من الثانوية العامة قبل خمس سنوات، أدرك أنه بحاجة إلى اجتياز امتحان اللغة الإنجليزية والمقابلة في السفارة الأمريكية لتحقيق هذا الحلم.
فور تخرجه، سجل حسام في مركز إكسيد، ودرس هناك لمدة عامين. بعد إكمال دراسته وإتقان اللغة الإنجليزية، سافر مع والده إلى جيبوتي لتقديم طلب للدراسة في الولايات المتحدة في السفارة الأمريكية. بعد تقديم جميع الوثائق اللازمة، خضع للاختبار والمقابلة مع مجموعة من عشرين طالبًا، من بينهم نجح أربعة فقط—وكان حسام واحدًا منهم. اليوم، وهو في سنته الثالثة في تكساس، يدرس الهندسة لتحقيق حلمه وحلم والده.
برنامج صيفي للأطفال
يقدم مركز إكسيد برنامجًا صيفيًا مخصصًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسع وأربع عشرة سنة، يهدف إلى تعزيز مهاراتهم في اللغة الإنجليزية بأساليب مبتكرة وممتعة. يوفر هذا البرنامج بيئة آمنة ومحفزة، تتيح للأطفال استكشاف إمكانياتهم اللغوية وبناء ثقتهم بأنفسهم.
يتميز البرنامج بمنهج دراسي مصمم بعناية لتلبية احتياجات الطلاب، حيث يركز بشكل خاص على تطوير مهارات الاستماع والتحدث، مما يعزز قدرتهم على التواصل الفعّال. يتم اختيار مجموعة من المعلمين المؤهلين تأهيلاً عاليًا، الذين يسعون جاهدين لتوفير بيئة تعليمية مناسبة ومحفزة.
تتضمن أساليب التعليم الحوارات والمناقشات الجماعية، إلى جانب الألعاب التعليمية والأنشطة الرياضية والترفيهية. تخصص ثلاث ساعات يوميًا لتعليم الطلاب، حيث يتلقون في الساعة الأولى دروسًا من الكتاب لتعزيز معرفتهم. وفي الساعة الثانية، يشاركون في أنشطة رياضية ممتعة، أو دروس فنية، أو مشاهدة أفلام تعليمية باللغة الإنجليزية. تستأنف الدروس في الساعة الثالثة باستخدام كتب ومواد تعليمية متنوعة لتعزيز الفهم وتطوير المهارات.
يمتاز المركز بتصميمه الأنيق والحديث، المكون من ثلاثة مبانٍ متميزة يرتفع كل منها إلى خمسة طوابق، محاطة بجدران كبيرة تعزز الأمان وتحافظ على خصوصية الطلاب. تُقسم ساحة المركز الواسعة إلى أماكن مخصصة لكرة الطائرة وكرة السلة، بالإضافة إلى مساحات مظللة منظمة بشكل أنيق.
كما يوفر المركز خدمات الكافتيريا، ومقهى، ومطعم لتلبية احتياجات الطلاب، إلى جانب غرف خاصة للصلاة. وتضفي زراعة الأشجار الخضراء بشكل منظم في ساحة المركز جمالًا استثنائيًا، مما يخلق جوًا منعشًا وجذابًا يساهم في تعزيز تجربة التعلم.
ختامًا، رغم التحديات التي يواجها الشعب اليمني، تظل الطموحات في التعليم حاضرة بقوة، مما يعكس إيمان المجتمع بأن التعليم هو المفتاح لمستقبل مشرق. إن دعم هذه الجهود التعليمية سيعزز من فرص الأفراد ويمهد الطريق لمجتمع متقدم ومزدهر. لنستمر في الاستثمار في التعليم، فهو السبيل لتحقيق أحلامنا وبناء غدٍ أفضل.
* كاتب وباحث من اليمن