الشاعرة روجينا محمد الفركالي: أنا الصدق في زمن الكذب والعطاء في زمن الشح

الشاعرة روجينا محمد الفركالي: أنا الصدق في زمن الكذب والعطاء في زمن الشح
الشاعرة روجينا
ديوان «عطش يشتهيه الماء»
للشاعرة روجينا محمد الفركالي

الشعر مَلَكَة حِرفتُها مخاطبة الروح للروح

على ظهر غلاف العطش الذي يشتهيه الماء.. في تضاعيف الأضمومة، لا شيء يضاهي البوح الحازم المباشر.. لم تعرالشاعرة روجينا اهتماما لواجب التحفظ الذي يلزمه مجتمع مغلق على نفسه والآخر.. لم تترك لاعجة الا وارسلتها كطائرة ورقية في شفافية الماء، تنساب دون اثقال كبت الزمان ، ولا الخوف او التوتر، ولا اثرا للإحساس بالذنب، اي ذنب. الحوار التالي يكشف جانبا من تجربتها الابداعية وبعضا من الادوات والتقنيات ووجهات نظر حول الابداع والمبدع، وبعض بوح بما يقال نثرا… الاديبة الجميلة روجينا محمد  الفركالي تحاور بكل عشق للحرف والكلمة والقصيدة! ألوان

حدثينا عنك روجينا؟

بكل تواضع وقد يشد على يدي من يعرفني عن قرب من خلال وصفي لروجينا محمد الفركالي مجازا عندما قلت: أنا الصدق في زمن الكذب والعطاء في زمن الشح، أستبد الدمع مدادا حين الحزن وعند الفرح انسج من خيوط ابتسامتي قصيدة ..
أقلم أظافري قُبَيل الوجبات وأصوم عن ذاتي إن أخفق الهوى وتمردت الرغبات.. دستوري ديني وإرادتي يقيني.. أعرف الحب جيدا بحكم تسكع الشوق في دمي وبسبب التنهيدة التي غدت حنينا في الروح على مَر الانتظار
رقعة الصبر تمتد من مكارم أخلاقي إلى قلب كبريائي
أملي الوحيد أن أفر مني فطالما حطمتُني …! ولو خيرتُ في اختيار قول لاخترت أروع ماورد عن الشافعي رحمه الله: سأضرب في طول البلاد وعرضها ** أنال مرادي او أموت غريبا
فإن تلفت نفسي فلله درها ** وإن سلمت كان الرجوع قريبا
ما الكتابة بالنسبة لكِ روجينا؟
الكتابة متنفس يقيم فيه كل الناس الذين أحبهم بالشكل الذي أهوى، لا تعالي، لا نرجسية، لا مقارنات … إقامة فيها الحب، الإثار، الكرم، الابتسام والكثير من التواضع
الكتابة رسول بيني وبين أناس لا أعرفهم وأعرفهم … هوية لزمني، مكاني، مشاعري وهي إلهام يرعى في دمي أحيانا يمرض كأي كائن حي فيزج بي حيث أحترق
وأحيانا أخرى ينشط ويستفزني لارتكاب ما لا أعرفه
كيف كانت كتاباتك الأولى؟ ومن كان له التأثير في مسارك الأدبي؟
سؤال صادفته كثيرا 🙂
كنت في الصف الثالث الابتدائي مستبدة، إذا لم أجد طعاما عند عودتي من المدرسة أكتب تعابيرا صارخة، ألصقها على جدران البيت وأنصرف للمدرسة باعتبار أنه كان لنا دوامين في موسم الدراسة.. حين يعود ابي رحمه الله للبيت يقرأ منشوراتي ويستغرب، كيف أكتب صيغة تفوق عمري دون عناء او تكلف
حتى أنه في إحدى المرات دعي صديقه الجزائري رئيس تحرير إحدى الجرائد المشهورة جدا في البلد وقتها وقال له: عندي طفلة تخيفني بكتاباتها فهل تأتِ عندنا نختبرها ونتباحث في شأن تفكيرها؟
أذكر يومها كان عيد الأضحى وطلبا مني كتابة شيء يخص المناسبة.. فكتبت وابدعت لدرجة أنهما ذهلا
فما كان من صديق والدي إلا أن طلب منه أن يصقل
موهبتي وأنه إذا حصلت على البكالوريا سوف يكتسب البلد شاعرة لا يشق لها غبار.. لكن للأسف
لم أجتهد إلى حد إبراز الدر المكنون، فكنت شاعرة متواضعة
الشعر قضاء أم قدر؟
الشعر مَلَكَة حِرفتُها مخاطبة الروح للروح.. من يصادف شعرا حقيقيا ولا يستمتع به شخص أجزم أن روحه في غربة، عليه أن يستردها ليحيى خاصة أن عمر الجسد قصير جدا
كيف تطوعين القصيدة عندما تغزوك وتسكنك؟
سؤال عميق جدا لدرجة أن بعض القصائد مازالت تقبع في رحمي.. ترويض القصيدة عصي حسب الظرف
فإن كان هذا الأخير عميقا وسال الشعر فيه بتعب ودمع، شخصيا أخفيها في الدرج ولا أطلع عليها أحدا.. أؤمن بالأسرار بيني والقصيدة فأنا لا أعكس مشاعري للورق
لأستدرج تعاطف الناس او أتباها بحرف طوعه الله لي
أحب تطويع الغزل ونشره.. الكل يعشق قراءة النبض الذي يرفع المعنويات ويسقي الروح عذوبة أما فضلات الظرف فهي تشبه الغبرة لا يخلو اي بيت منها
شعراء الحداثة مروا وتركوا رصيدا هائلا من الكتابات وكذلك فعل شعراء القصيدة الموزونة، اين نحن من هؤلاء في زمن التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي؟ ما الذي سنتركه لأجيال قادمة؟
قصدك زمن التيكاوي والتكتوت وكل ما يعتمد على التاء والكاف والتي اعتبرها حروف سرعة.. حتى الشعر للأسف يجاري ذات الزمن.. رغم ذلك أرى أن الشعر بألف خير شخصيا أعتز بشعراء حداثة مازالت قريحتهم تقول ولو بتحفظ مثل الصديق الشاعر جاسم الصحيح ومحمد عبد الباري صاحب قصيدة زرقاء اليمامة التي قالت مالم تقله عرافة والتي جمالها في صياغتها.. وكذا أحمد بخيث شاعري ورفيقي الذي قال عندما نعتوه بالمتكبر: لا يتكبر الا العظماء وأنا لست كذلك.. إضافة لتميم البرغوثي وشعراء كثر في الشعر النبطي أيضا
التجارب تختلف من مبدع لآخر، كيف تقيمين التجربة النسائية العربية في العالم العربي؟
خجولة جدا للأسف.. سأقول شيئا هنا، المرأة مشاعر فإن قالت شعرا صدقت، في زمن المصلحة، اللا حب، لا إيثار من أين نحصل على شاعرة كولادة؟ أو ليلى العامرية أو حمدة بنت زياد صاحبة أشهر بيتين شعر أنذاك: ولمّا أبى الواشون إلا فراقنا / وما لهم عندي وعندك من ثارِ
غزوتهم من مقلتيك وأدمعي/ ومن نفسي بالسيف والسيل والنارِ
والأمثلة هنا كثيرة بالنسبة للماضي لا الحاضر حيث تكثر الشاعرة المقلدة أو المسترجلة … الخ
إن طلب مني استثناء سأذكر اسم صديقتي حياة كلوش .. الشاعرة اللبنانية المقيمة حاليا في فرنسا والتي مازالت تقول حبا يبعث الورد في القصيدة
هل تعتقدين ان النقد اليوم يخدم المسار الابداعي للطاقات الجديدة بالخصوص والمبدعين عموما؟
نعم النقد يخدم المسار الأدبي للشاعر الحقيقي الواثق من أدواته طبعا شرط أن يسلط الناقد الضوء على طاقة الشاعر التي تستطيع خلق روحا تنقلها للقارئ على هيئة نور يوقظ فيه مشاعر ترتدي حالة النص النفسية أيا كانت ، أقول هذا لأن أغلب النقاد المعاصرين يتناولون نقد النص مع إسقاط فكرة تسليط الضوء على علاقة الشاعر بالمتلقي خاصة أن هذان لا يستطيعان إلا أن يتواجدا في قصيدة واحدة لتكون هذه الأخيرة ومن تم تستحق النقد

صُدْفَةٌ

صُدْفَةٌ ، رَشَقَتِ العَيْنَ بالعَيْنِ
فلَوّحَ لي بيدِهِ ما معْناهُ أنا هُنا
رُوحي فَدَى كَفّه ، أنا ما عدت هُنا
صِرْتُ حيثُ الكَفّ التي إن حَطَت
على صَخر غدا ماءً زلالا وَدَنـا
ثُمّ ابْتَسَمَ ، فَشَلّتْ مفاصِلي غَمّازَةٌ
كالسّحْر امتصتْ من قلبي الحُزنَ
لاا ، بلْ كالغيثِ حينَ يُهدي الجفافَ يَاسَمينا
قااالَ … فأصغى الوجُودُ لهُ
وحُضْنُ عيني تَمناهُ وطَنااا
ثمّ جَعَلَ يصُبّ خَمرَهُ في مَسامِعي
و أنا أجْتَلي محاسِنَه ما ظهَرَ منها وما بَطنَ
حتّى تَفَتّتّتْ جَرّةُ قَلبي
فَلَم أدْرِ ما الهَوى ما الوَلَه ومن مِنّا فَطِنَ
برُوحٍ تلْعَقُ لحظَةً تَقطِرُ عَسلاً
تغْسلني منَ الهَمّ وما صَيّرَهُ المُرُّ فِيَ رَطِنَ
وقَلَمي المُتلهّف يَلعَنُ مِدادَ ألف خَريفٍ
نَحَرتُ على سيفِهِ حُزْناً فِيَ اسْتَوطَنَ
أجنحتي ورق
دمي حِبْر وكُلّي قَصيدة
في مَشهد من بُطولة دهشَتي
ونكهَة الأمـــاني سَلْطنَة
صُ
دْ
فَ
ه

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com