في قلب العاصفة… اجتياح أم كارثة!

في قلب العاصفة… اجتياح أم كارثة!

التقارب السلمي أم التقارب الإنتقامي…!!

                 د.محمد جستي

أحدث المستجدات الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط وبعض دول شمال إفريقيا في أفق 2030.
براغماتية تنافسية عالمية تخوضها الدول العظمى:
تطورات استراتيجية خطيرة على المستوى الجغرافي. غزو، استيطان، صفقات رسمية في سرية تامة، بغرض بسط النفوذ و توسيع رقعة الأطماع، ثم فرض السيطرة على المنطقة واستغلال مواردها الطبيعية، بذريعة ربط أصول المقاربة التاريخية بين الماضي وعلاقته بالأرض العربية التي احتضنتهم من بطش النازية.
يقومون على تغذية طوفان قادم سيثير غضبا عارما:
– عملية تمويه واستيطان مباشر.
– الإستعانة بعملاء الداخل في تمرير رسائل خطيرة تخدم أجندات من شأنها زعزعة الاستقرار.
– الإستفادة من ملكية الأراضي الزراعية بحجة التشاركية وتبادل الخبرات في مجال الاستثمار الفلاحي المرهون.
– إنشاء مرافق سياحية داخل المدن وعلى الساحل.
المنطقة تشتعل، تعيش ارتباكا وفوضى في اتخاذ القرارات. لذا أصبح الموضوع على شكل بناء رواية: شخصيات، موضوع، سير الأحداث، الزمن المكان، العقدة، الحل ثم الخطاب السردي السري الطويل المحبك.
فعلا هناك ضغوطات ورغبة شديدة وطموحات كبيرة في استدعاء التاريخ لإيجاد مقروئية لأحداث التوغل والتوسع في هاته المناطق. حيث يلبسونها ثوب التطبيع، ويرصعون أحداثها بوقائع تاريخية مزيفة، لكن هذا لا يمنع من وجود بصمة الغدر.
لقد أظهرت الدراسات الاستشرافية مدى تفعيل عدة عمليات تنزيل واستيطان واستنفار في الخفاء، دون سند أو مرجعية قانونية، وذلك في صراع مع الزمن قبل اكتشاف أمرهم على الواضح.
إنه الزحف الملغوم والاجتياح الموازي من أجل مستقبل استيطاني شاسع، يعمل على بيع الأمل بالتقسيط، ثم يُطالب بالصبر نقدًا. هنا تظهر علامات الإهانة والمذلة بالمجان لأمة عربية لا زالت في سباتها العميق، تعيش بين الجهل ومن يسهر على حراسته. تسلط عليها شعب يبدع في الإنكار،الإسقاط، التبرير، التقمص وطلسمة الذهن وإلهائه عن الدراية السوسيو إجتماعية و إشغاله بالحق والباطل، مقدس أو غير مقدس، فيصنعون من الحمقى أصحاب قرار، ثم يستغربون من أين أتى الخراب.
هكذا تنتهي بعض المواقف، لأن بعضهم تعبوا من كونهم الطرف العاقل دائماً، لأن تركيزهم كان منصبا على النتائج العملية وأثرها على فكر ومعتقدات الخصم.
لذا هل يمكن للموروث الشفاهي أن يكون عنصرًا فعالا في تكوين الشخصية الفردية التي أصبحت تقر عن الإفلاس العقائدي والإيديولوجي، الذي يفسر العجز السياسي والإقتصادي والفكري بسبب خلل ما في هرم المنظومة. لهذا أصبح العقل العربي يتبنى نظرية المؤامرة ليعفي نفسه من مهمة التغيير.
فأيهما الأصح في البقاء، التقارب السلمي أم التقارب الإنتقامي؟
إنها إستراتيجية الإلهاء التي تعمل على تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة والتغييرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية، كما تلعب دور المسيطر على عقول الشعوب الغبية بسهولة من أجل التحكم  وزرع الخوف، وإقناعهم بأن خطرا ما يهددهم، وذلك لطلب الحماية حتى ولو كان الثمن حريتهم.
في الأصل ما هي إلا آليات يستعملها العدو لإرهاق الشعوب وإخضاعها على الاستسلام أمام فظاعة الغزو الإقتصادي من ارتفاع ضريبي وفرض الرقابة وسلب الحقوق. في حين الجميع يصفق، ظنا أنهم تمكنوا من إنقاذ أنفسهم من جحيم قادم.

د.محمد جستي
(المملكة المغربية)

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية :مديرة موقع صحيفة ألوان: منبر إعلامي شامل يهتم بالأدب والثقافة ومغاربة العالم. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر. رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل :jaridatealwane@alwanne.com