قراءة في “المرأة التي أسكنها” لفيروز مخول

قراءة في “المرأة التي أسكنها” لفيروز مخول

 الكاتبة تكشف لنا عن البحث عن ذاتها…

د. إنعام زعل القيسي/ الأردن

يندرج كتاب “المرأة التي أسكنها” للكاتبة السورية المهاجرة فيروز مخول في مؤلفات السَّرد النسوي، ذلك أنَّ الكاتبة فيروز جعلت من المرأة/ نفسها وعالمها عنصرًا رئيسًا في بناء النص، ومكونًا أساسيًا للسَّرد إذ جاء حضورها فيه حضورًا فاعلاً ومؤثِّرًا، وعبرت بقدرة فائقة عن ذاتها حتى وصلت إلى مرحلة البوح بمكنونها والتعبير عن شجونها وشؤونها الخاصة المختلفة ذات العلاقة بمحيطها الاجتماعي والوطني، فكانت فيروز في هذا العمل الأدبي المرأة المنتجة للخطاب السَّردي الداخلي والمستحوذة على إنتاجه.

ولمّا كنت أفضل الولوج إلى لعمل الأدبي من عتباته (الغلاف الأولي والخلقي والعنوان والمقتبس الموجود على الغلاف الخلفي) فإنني سأبدأ –هنا- بها ذلك أنّها تمثل بوابة النص فتدل على محتواه وتقوم بإغراء الجمهور المقصود بقراءته.

ووقوفًا عند الغلاف الأولي أول العتبات تكشف لنا الكاتبة أمرًا مهمًا وهو البحث عن ذاتها، وتجعل أنثى ثانية تنوب عنها في الغلاف لتعبّر عن ذاتها، فنراها تقف أمام المرآة ترى ذاتها وتواجهها، وأظنها تتحداها، ويظهر التحدي واضحًا بمقابلة كفها الأيسر لكف الذات -المرأة التي تسكنها- الأيمن، كما أنَّها تتشبّث بيدها اليمنى بملابس الذات في المرآة وكأنها تخبرها بأنك لن تفلتي مني، أو أنت من أبحث عنها، والواضح في صورة الذات في المرآة أنّ لا يد يمنى تظهر فيها؛ ولعل في ذلك إشارة إلى كونهما شخصًا واحدًا، ويبدو أنَّ درجة حالة التأمل كبيرة لدى الفتاة وذاتها. كما يبدو أنّ المرأة الواقفة قد تجردت من أنوثتها نتيجة القسوة وضغوطات الحياة والغربة والظروف التي مرت بها، وما يؤكد ذلك عتبة العنوان “المرأة التي أسكنها”، ومضامين نصوص الكتاب.

ويظهر في صورة الغلاف الأولي والخلفي بعض الأشياء المتناثرة في فضاء الغلافين (قطع بيضاء وبعض الأشياء المتكسرة على الأرض) الأمر الذي يشير إلى تصدعات كثيرة اعتملت في نفس المرأة التي تبحث عن ذاتها، ولعلَّ تلك التصدعات والانكسارات جاءت نتيجة الزمن وفعله في ذات المرأة.

ويبدو لي على الجانب الأيسر من الغلاف الخلفي أنّ جسدًا غير واضح المعالم، يقف أمام تراكمات متكدسة وعلى ظهره شيء منها، وأستطيع أن أقول –هنا- إنّ ثنائية ضدية تربط بين الجسد المبهم المثقل بكل ما حوله والفتاة التي تقف أمام المرآة والواضحة في الرسم والتقسيمات، ولا شك أنَّ التضاد في مضمون الغلاف جاء معبّرًا عن التوتر الذي يسيطر على الكاتبة نتيجة الفقد والغربة والاغتراب، كما جاء كاشفًا عن قدرة مصمم الغلاف بالتعاون مع الكاتبة في جعل المتلقي يشعر بالدهشة عندما يتأمل الرسم المعبر الذي يعتلي صفحة الغلاف، فيلحظ مفارقة بديعة بين العناصر التي تبدو منفصلة لكنها تتعاون لتكمل كينونة الغلاف من خلال علاقة الضد بالضد. 

                              فيروز مخول

وتعمد فيروز في الغلاف الخلفي إلى اختيار المقطع الثاني مضافًا إليه ثلاثة أسطر من المقطع الثالث من نثيرتها المعنونة بـ “الحرف المسكين“، وينص المقتبس على:

هذا الحرف المسكين

الذي يركض حافي العنوان والقدمين

فوق تجاعيد قلبي وأشواك السطور

كيف له أن يصدق

بأني أكتب شعرًا

وكل هذه الحروب الخاسرة تتسلق قلمي

والدماء تسيل من أصابعي

لقد ضيعت صرّة مفرداتي السعيدة

مذ صرت شاعرة

تقطن زوايا الدموع”.

إنَّها في هذا المقطع تؤكد حالة الهشاشة التي تمر بها الأنثى، حتى باتت تبحث عن مفرداتها السعيدة التي خبأتها في صرة خشية فقدانها ومع ذلك فقد فقدتها، كما يشي المقطع المنتقى بأنَّ الكاتبة تجد في حروفها متنفسًا لها، وهذا ينسجم ضمنيًّا مع ما جاء في الصفحة رقم (5) وأظنه تقديمًا؛ إذ عكس -هذا التقديم- تحدي الكاتبة في مواجهة العالم والزمن، فتكرار ظرف الزمان (الآن)، يكشف عن تحدي المرأة لكل ما يواجهها بالكتابة، وقد جاء التكرار على التقدير” الآن أكتب كي أبرهن على وجودي، (الآن) أكتب كي أجبر الزمن على التسرب من كل الجهات”، ويبدو لي مما سبق أنّها تريد أن تقول: إنَّ الكتابة هي سبيل خلاص المرأة من عزلتها وقيودها وهي سبب تحررها من بوتقة الزمن الذي حبست أنويَّتها فيه.  

وقد خلا كتاب “المرأة التي أسكنها” من عتبة الإهداء ويبدو أنّها حذت حذو مونتيسكيو الفيلسوف الفرنسي الرافض للكتابة الإهدائية في كتابه:” أفكار”، حيث قال:” لن أكتب رسالة إهداء: لأنَّ من يجعل مهمته قول الحقيقة، لا ينبغي عليه أن يلتمس حماية على الأرض”؛ وبناءً على ذلك فإنَّ فيروز لا تريد وساطات لبث ما يختلجها ما دامت قد وجدت ضالتها في الحرف والكتابة.

ومهما يكن من أمرٍ فإنَّ فيروز قدّمت لكتابها في عتباته بما ينسجم مع بعض ما قاله المقريزي عن الرؤوس الثمانية في عتبات النص التي تأتي قبل افتتاح كل كتاب، مثل: الغرض والعنوان والمنفعة؛ فالغرض بثّ ما يختلجها للمتلقي، والعنوان توافق مع حالتها ومضامين نصوصها، ولعل المنفعة في أثر هذا العمل في كل امرأة تقرأه أو حتى في الرجال ليعلم كلّ رجل احتياجات المرأة والمخبوء في نفسها. 

أما نصوص الكتاب فقد بلغ عددها سبعة وأربعين نصًا، وجاءت عناوينها على النحو الآتي: أرجوحة وطن، المرأة التي أسكنها، تبت يدا اغترابي، حالة حرجة، الحرف المسكين، أنا بخير يا أبتِ، خارج أجسادنا، علّمني كيف أغني، حماقات أنثى، ذاك المقهى، لا بكاء بعد الآن، ما من صرخة، عاشقة الياسمين، غرفة محترقة، على صهوة الغياب، قصيدة مؤرشفة، لا تكن حلمًا، روح مثقوبة، لا تخافي يا أمي، مشهد وداع، متاهات الرماد، ملهمة العشق، أريد وطنًا، العبور المستحيل، انتظار، بلا عنوان، تخيلات شاعرة، يا صاحب الفرح المؤجل، ثقب في الروح، شرفة نصفها من نور، عنوان بلا رسائل، طويلة قائمة الحزن، مذ أصبحت شاعرة، وطن من الأشعار، شرفات الحكايا، وقال البحر، صبّار الصباح، صمت القنديل، سماء في صدري، خارطة من دخان، طفلة مشاكسة للحرف، فارسة النسيان، فلتصمت القصيدة، وطن على إبرة، فوضى، حديث قلبي، خزانة.

ومما لا شكَّ فيه أنَّ مضامين كلّ النصوص جاءت امتدادًا للعتبات الأولى في الكتاب (الغلاف والعنوان وما يقترب من التقديم أو الومضة)، في عنونتها أو استهلالاتها أو مضامينها، فالاستهلال السردي في معظم النصوص جاء مرتبطًا مع ما سبقه وما تلاه، والبدايات الناجحة عادة ترتبط بلبّ العمل ومضمونه، وغالبًا ما تكون أصعب أجزاء العمل وتحتاج إلى جهد كبير قد يفوق الجهد المبذول في كتابة النص الأدبي أو حتى يفوق جهد أجزاء العمل، وقد اعتمدت الكاتبة فيروز في معظم استهلالاتها النثرية على الاستهلال المحوري البنية؛ حيث إنَّها وقعت تحت وطأة فكرة البحث أو الكشف عن الأنثى التي تسكنها، وهو محور رئيس في كتابها “المرأة التي أسكنها”؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر: الاستهلال السردي في نص أرجوحة وطن “حزينة وحدي والأنين تشردني الذكرى، يأخذني التيه”، وقد ارتبط هذا الاستهلال بالبدايات الواصفة، وفي نص علمني كيف أغني الذي جاء استهلاله أيضًا بداية واصفة تقوم على المشهد ففيه تقول: “بين أضلعي تغفو مدينة/ تتساقط الشرفات الحزينة، يموت التاريخ”، وكذلك الأمر في نص ذاك المقهى الذي تقول فيه ” تنحى الطريق عن أقدام الرحيل، وغصت الأرصفة بحنين الخطى،” وكلها جاءت تفضي إلى تقديم الرؤيا لمضمون هذه النصوص، ومنسجمة مع ما قبلها من العتبات.

 لقد جاءت هذه النصوص عاكسة لما تشعر به الكاتبة أو الأنثى بشكل عام من حاجة إلى وطن وحرية وأمان وحب وتقدير، فجعلت حلمها سبيلًا للوصول إلى تحقيق ذاتها، وإن كان الغياب سيّد الموقف “ففي حضرة الغياب ستحلم كثيرا”.

وعلى الرغم من تنوع موضوعات نصوص هذا الكتاب فإنَّها تتمحور حول أنا الكاتبة وذاتها، وقد برز ذلك واضحًا في عتبتي الغلاف الأولي والخلفي، كما تظهر الأنا/ الذات عند الكاتبة في الاعتداد بحرفها وما تكتب، والواضح أن حرف فيروز وقلمها وكتاباتِها كانت سبيلها للخلاص من شيخوخة الواقع والحقيقة إذ نراها تسير جنبًا إلى جنب مع قلمها وحرفها عبر النصوص، تتوكأ عليهما لتكشف ما بداخلها بوحًا صريحًا باستخدامها ضمير المتكلم المتصل أو المنفصل المضمر، وقد أظهرت ذاتها في النصوص بذكاء شديد وحرصت على تناول الأفكار دون أن تدور حول نفسها، ودارت حول الفكرة فقط، وإن استخدمت ضمائر المتكلم المنفصلة والمتصلة، إضافة إلى ضمير المفرد والجمع والاسم الصريح (الوطن) وقد جعلته في بعض نصوصها مضمنًا يكتشفه المتلقي من خلال المضمون، كما واربت فيروز بين الأفعال على اختلاف أزمانها مع سيطرة الفعل المضارع في معظم نصوصها مما أضفى الشعريَّة عليها.

وشكّل حال الوطن لا بل الشرق الأوسط كلّه أحد جراحات فيروز؛ فالغربة والوطن همّان لا يُبقيانها في راحة، ويقومان بتقليب جمر جراحاتها على بعضها بعضًا، تقول في نص روح مثقوبة “أيها الشرق الطاعن بالخراب/ احمل جثتك وارحل”، إنّها تعكس –هنا- جانبًا من مواجعها المثقلة بها، وتجعل للحروب ونزفها أثرًا في عمر الأنثى وجسدها وذكرياتها فيصبح ذلك الأثر كالوشم الذي لا يبرأ منه الجسد، ولا يستطيع التخلص من كل ندوب هذه الحروب، وهذا الأمر يُصيّر الكاتبة إلى شخصٍ آخر لا تربطه أيّ صلة بأناه الداخلية.

كما يشكل فقد الوطن ومعاناة الغربة عند فيروز حالة من الشتات؛ فهي بين تجرّد طوعي من قديمها الذي تتقن سبل التخلّص منه، وتعلِّم آلية التشتت بأفكارها وذكرياتها القديمة وأمانيها بل إنَّها تجاهد لطمسها حتى لو نامت نومة أهل الكهف على حد تعبيرها، تقول في نص أريد وطنا:

“أبدأ الآن/ غريبة نائية… بعيدًا عن الأماني القديمة/ قلقة مثل سفينة/ … وأود أن أغفو كأصحاب الكهف/ عسى أن يهبط الفرح المفقود من جديد/… أريد وطنًا/ … وطنًا يفتح ذراعيه/ للعائدين من الجراح)، إنَّها تحاول أن تنسى أنها دون وطن، وكأنَّها تريد أن تطوي الزمن ليكون وطنها كما كان في ذكرياتها حين كانت طفلة صغيرة بين أحضانه وأحضان والديها، وتجعله في مقابلة مع وطنها الآن (لحظة إبداع النص).

لقد بدت صورة الوطن الذي يعاني جراء الحروب والنزف واضحة في ثنايا عدد من نصوص الكتاب، وعلى الرغم من تجلي معاني رفض الذكريات فإنَّها في نص “أنا بخير يا أبت” تبث شوقها إلى أرصفة بلدها الطافحة بالحكايات تستذكرها وتحاول التصدي للتفكير بها من خلال إبقاء صورة الوطن الجريح وأدخنته ماثلة داخلها، ففي ذلك تقول: “لا زلت أقول: حي على الوطن!! رغم أدخنة تعلو قلبي وبلدي”، إنّ فيروز تجعلنا –هنا- أمام ثنائية ضدية في المعنى. ومما يبدو في النصوص أنَّ أثر أسرة الكاتبة (الأم والأب) قد أسهم في وضوح المعاناة والتعب اللذين كانت تشعر بهما فيروز، ففي نص” لا تخافي يا أمي” بدت تستحضر أمها الغائبة وصوتها، وتبث لها أشواقها وتشكو لها الشوق الذي يملأ قلبها، فهي بحاجة لبركاتها ولضحكتها وللأمان الذي توفره لها فقد كانت تحميها من الحروب التي رحلت والحروب القادمة، وهي أيضًا تبث في نصِّ “مشهد وداع” شوقها لطفولتها ولوطنها الذي كان يضم الطفولة ولصوت أبيها وروح أمها والضحكات التي كانت تملأ جدران البيت، وتُظهر ذلك في صورة بديعة جدًا بَنتها على سردية المشهد الذي امتلأ بالحركة والحياة، تقول: “والوسادة سرقت ثياب العيد من تحت رأسي، وآذان الصبح يفتقد صوت أبي/ والطعام لا نكهة لأمي فيه/ والجدران ما عادت ترد صدى ضحكاتنا/ أين أعود”، إنّها تبثُّ الحياة في الوسادة وفي آذان الصبح وتخلع عليهما صفات الإنسان، وتسقط عليهما حالتها النفسيَّة وما تشعر به؛ فالجدار وآذان الصبح بالمطلق يعكسان مجموعة من التموّجات النفسيَّة والعاطفيَّة المستقرة في أعماق الكاتبة، ومع ذلك فهي لم تنقطع عن تمنيها لقاء أمها، ففي نصّ “لا بكاء بعد الآن” تجعل أمها في عليائها تُطمئنها بحتمية اللقاء فتقول: “سنلتقي يا بنيتي وسنبدو أقل حزنًا/ ونمضي سوية إلى الفرح/ جميعنا أنهكتنا الحروب/ سنعانق المستقبل/ ولو بأطراف صناعية”. إنَّها تجعل من تتالي الأفعال تصويرًا لشوقها لمرفأ الأمان (العائلة والوطن).

ومن الجدير بالذكر أنَّ النصوص النثريَّة في مجموعة “المرأة التي أسكنها” تميّزت بشعريّة عالية، فقد سعت الكاتبة فيروز إلى صياغة عباراتها بأساليب شعريَّة رفيعة، وأحدثت التوازن بين متطلبات المعنى وجماليات التعبير في آن واحد، من خلال توظيف الجمل الخبريَّة والإنشائية والصور الفنيَّة والبلاغيّة المختلفة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: تقول في نص علمني كيف أغفو: “بين أضلعي تغفو مدينة/ تتساقط الشرفات الحزينة/ كيف أشرب صباحك فأرتوي/ …”، وتقول في نص ذاك المقهى: “تنحني الطريق عن أقدام الرحيل/ وغصت الأرصفة بحنين الخطى”، وتقول في نص لا بكاء بعد الآن: “تلك الصباحات وصدري المعبأ بالقصائد والحجارة يختنق/ يا أبتاه/ يا موتي الضائع في الحارات البعيدة لا تبكِ/ فالسماء تسبح في عينيكَ/ …”، وفي كل ما سبق نجد أنَّ الكاتبة تعمد إلى استعمالات فنيَّة تكسب بها النثر شعريّة تقوم الصور الفنيَّة اللافتة.

إضافة إلى أنَّ المؤلفة تستهل نصوصها بعتبات سرديَّة تنسجم مع العنوان والومضة/ التقديم مما يمنحها بعدين فنيين: الأول الوحدة العضويَّة بين النص وعتباته بشكل كلّي، والثاني الشعريَّة التي انطوت عليها هذه الاستهلالات السرديَّة.

وقد حفلت نصوص الكتاب بالسرد النثري حيث اعتمدت الكاتبة على تنوع الأفعال والتقسيم بينها، وإن لم تظهر الفواصل في الكتابة فإنَّها ظهرت من خلال الإيقاع في اللفظ، فجعلتنا الكاتبة إزاء تكرار صيغ بأفعال متعددة ومتكررة وفواعلها تتبعها في التعدد والتنوع، وهذا يشي بزيادة التناغم الصوتي في الأفعال والأسماء، وهذه المساواة بين تنوع الأفعال وتنوع فواعلها يضفي جمالاً على العبارات والجمل السرديَّة، ومن ذلك ما جاء في نص “هل أشرق المطر”: “والموسم وقت يتسلل سلم الضياع/ أصابع تلقي الضوء على تموجات الزمن/ تنسج النهار من الليل/ تزخرف الوجع بدموع قوس قزح تستسلم لراهب ….تعيدني إلى ما قبل الميلاد…ألامس ملامح أبي الباردة …أرمي للبحر/ أنتظر إشارات العبور / وجوه تحت أرصفة السماء تصفع حاضري”.

خلاصة القول: إنّ فيروز استطاعت من خلال كتابها هذا أن تعبِّر عن شجونها وشؤونها الخاصة المختلفة المتصلة بمحيطها الاجتماعي والوطني، وأظهرت قدرتها على إيجاد حالة من التوافق الكلي بين عتبات الكتاب (الغلاف الأولي والخلفي والعنوان والومضة) والنصوص واستهلالاتها السردية ومضامينها، وأحدثت التوازن بين الرؤيا والتشكيل الفني مما جعل الكتاب يقوم على الوحدة العضويَّة المتكاملة.

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية :مديرة موقع صحيفة ألوان: منبر إعلامي شامل يهتم بالأدب والثقافة ومغاربة العالم. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر. رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل :jaridatealwane@alwanne.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *