عتيقة عمار

الصوت الرخيم

بقلم ذ. عبد المجيد شكير
لعتيقة عمار صوت رخيم لا تخطئه أذن العارف من وسط عشرات الأصوات الجميلة، صوت له طعمه الخاص، هو تشكيلة قزحية من الدفء والرخامة والإحساس والهمس، صوت توشيه لكنة مراكشية ترسبت فيها منذ الطفولة، ما أحلى صوتها وهي تغني لإبراهيم العلمي قطعة (خليني بعيد) أو لنعيمة سميح والتي تعشق صوتها بجنون رائعة (فتح الورد) بل إنها أعادت الكثير من التحف الشرقية والتي كشفت عن عذوبة الغناء الذي يصدر عنها وأخص بالذكر هنا (باكذب عليك) لوردة و (عيون القلب) لنجاة الصغيرة و (أنا باعشقك) لميادة الحناوي… وغيرها.
نشأت في بيت أبوابه كانت مفتوحة في وجه الفنانين (حميد الزاهر ـ عبد الله عصامي …) ذلك أن أباها كان مولعا بالفن وبجلسات الطرب مما جعله يشجعها على الغناء بعد أن سمعها تدندن وهي صغيرة، وفي الأنشطة المدرسية التي شاركت فيها كانت نجمة متألقة بهرت الأسماع ، وانتزعت التصفيقات ، وهذا ما حفزها على اقتحام ميدان الغناء،

أول ما شدت به كان هو قطعة (ناري على الغريب) والتي كتبها الزجال المقتدر علي الحداني، ولحنها عبد العاطي آمنا، ورغم أن عبد الهادي بلخياط أعادها، فقد عرفت الأغنية نجاحا كبيرا بصوتها هي، ووظفت في الجنيريك لعدة برامج لها علاقة بالغربة وبالشوق للأهل والأحباب:
من أرض الغربة دوا الصوت يمجد بلادو
فايض بالوفا والصفا صادق في تمجادو
ودمعة الفراق حارة جمرة عالخدود
ناري عالغريب آش جا ما سكت تنهادو
عذروه إلا فاض قلبو غريب وبراني
وقد شكلت مع الملحن عبد العاطي آمنا ثنائيا قدم العديد من الأغاني مثل (حتى ولفناك) من كلمات علي الحداني و(شوف فيا مرة) لفتح الله المغاري، وكان اللقاء الرابع بينهما هو قطعة (فرحة العمر) وهي من كلمات الحسين أبوريكة، وفيها نجد تفاصيل طقوس حفل الزواج عند الأسر المغربية، وتألقت عتيقة في غنائها فرددتها في الكثير من السهرات والحفلات استجابة لطلب الجمهور.
حملوا الصبيان تمر وحنة يامي
وفي إيديهم شموع تنور المكان
والعود يفوح بطيب الجنة
وأنغام تجود بأعذب الألحان
غنت عتيقة عمار من ألحان الكبار وعلى رأسهم احمد البيضاوي والذي شذ على قاعدته في تلحين القصائد فلحن لها زجلا مغربيا كتبه جمال الدين بنشقرون (نمت وصحيت) علاوة على بعض القطع الوطنية من بينها (الجهاد الأكبر) للشاعر الحبيب الإمام، وعبد الرحيم السقاط الذي لحن لها من كلمات حسن المفتي (خلاص ما بقيتش نتيق)، وعبد الله عصامي الذي أهداها لحنا جميلا جدا أبرز مكامن البهاء والسحر في صوتها وذلك عبر أغنية (الدمعة) وهي من كلمات المخرج السنيمائي أحمد بولان:
حان وقتك يالدمعة باش تسيلي على خدي
واليوم طفات الشمعة وخلاتني في الليل وحدي
وبقيت غريبة وحيرانة باكية مجروحة وولهانة
والليل يطول عليا ونا في ظلامو سهرانة
وغنت أيضا لصالح الشرقي أغنية دينية للشاعر عبد اللطيف أحمد خالص (دعاء) ولعبد الرفيق الشنقيطي (القلب الشاكي) ولإبراهيم العلمي (قالوا لي عليك) ولعبد الوهاب ادكالي (راه في بالو)، كما كانت لها مشاريع مع أسماء أخرى وازنة ولكن الظروف حالت دون إتمام إنجازها (عبد السلام عامر ـ المعطي البيضاوي …)
هي اليوم تعتز بما حظيت به من تكريم وتقدير من جهات متعددة وفي الطليعة الشهادة التقديرية التي نالتها من المهرجان الدولي للأغنية بمصر، وتكريمها من قبل نادي الفنانين، ويكفيها فخرا أن كبار الملحنين في الشرق أمثال بليغ حمدي وحلمي بكر أثنوا على صوتها واعتبروه متفردا بخصائص تمنحه القدرة على جذب المتلقي.

كلمات قطعة (فرحة العمر):

فرحة العمر هادي ليلتها ليلة
حاملة السعادة لكل الناس مي يا مي
عروسة جميلة نورات بيتها
نقرة صافية ما فيها نحاس يا مي
جاتها منو هدية كبيرة
فرحة الأحباب ما ليها قياس يا مي
هادي ليلة عظيمة وكبيرة
نسهروها جميع وماكاين نعاس يا مي
مرحبا باحبابنا وشرفتو دارنا
ما نكونو معاكم في الأفراح والأعراس
تفضل يا سيدي وانت يا جارنا
مرحبابيكم وبجميع الناس
لباس تقليدي جلابة حرير
العريس بادي بين صحابو
والكل يهني ويدعي بالخير
ويبارك الفرحة لأهلو واحبابو
حملوا الصبيان تمر وحنة يامي
وفي إيديهم شموع تنور المكان
والعود يفوح بطيب الجنة
وأنغام تجود بأعذب الألحان
هادي فرحة ما ليها مثيل يامي
تخلي العمر كلو أعياد
مصاب يزيد ويطول الليل يا مي
واحبابنا يفرحو قراب وبعاد