الحكي المنسي عبر الأثير

مختبر السرديات يحتفي بالثقافة الشعبية في اليوم العالمي للإذاعة

الخميس 13 فبراير2025

في سياق الالتفات إلى دور الإعلام في بناء وتجديد المعارف، تعد مبادرة الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، الذي يتم الاحتفال به في 13 فبراير من كل عام، مناسبة هامة للاحتفاء بدور الإذاعة في نشر المعرفة، وتيسير الوصول إلىيها، وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، حيث يتم نقل الثقافة الشعبية إلى الجمهور الواسع، مما يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية والانتماء. ونشر الموروث الثقافي وترسيخ قيم التنوع الثقافي . ينظم مختبر السرديات، في إطار اهتمامه بالذاكرة والتراث الثقافي الشفوي، وضمن عودة الثقافة والبحث العلمي إلى هذا التراث لقاء احتفاليا بالإعلام الإذاعي الهادف، خاصة الإعلام السمعي (الإذاعة) في بعض لحظاته التي تسللت إلى معيش البسطاء من حرفيين وعمال وفلاحين وربات بيوت، من خلال برامج منحت شرفة للأصوات المنسية لتتكلم ويتم اكتشاف منجم من التراث “المهمل” في مجالات الحياة المرتبطة بالإنسان وعيشه ، وهي مدونة كاملة تحفل بالثقافة الشعبية بكل صنوفها وأنواعها وأشكالها وبموضوعات تلامس كل مناحي الحياة، ممتلئة بالحكمة والسخرية والخبرات التي راكمها الانسان المغربي.

ولإعطاء هذا الاحتفاء أبعاده التي تُثمن المنجز في هذا المجال، سيتم التوقف عند البرنامج الإذاعي “ريحة الدوار” الذي ينشطه محمد عاطر، وقد بلغ خمس عشرة سنة أنجز خلالها عشرات الحلقات، حج فيها إلى دواوير والتقى بالمئات من الرجال والنساء من مختلف الأعمار، من فلاحين وحرفيين وتجار تحولوا إلى رواة وحكائين ومؤرخين محليين ونظامين … ويشكل هذا البرنامج نموذجا بارزا وهاما للاحتفال بالثقافة الشعبية عبر الإذاعة، حيث قام بتسليط الضوء على الفنون الشعبية المحلية وكذا الاحتفاء بالثقافة الشعبية عبر التنوع الجغرافي للمغرب، إذ نجح في إشراك الجمهور الواسع من مختلف الفئات وفي نفض الغبار عن الذاكرة والموروث والتقاليد والعادات والأعراف والحكايات. وهو ما يبين دور الإذاعة كوسيلة إعلامية مؤثرة قادرة على التأثير الإيجابي والفعال في المحيط الاجتماعي والثقافي. على الرغم مما يواجهها من تحديات تقرع وجودها واستمرارها ودورها في الحفاظ على التراث الثقافي في ظل التطورات التكنولوجية والرقمية المتسارعة.

إن الإذاعة عبر برامجها الهادفة تظل أداة للتعليم والتثقيف والتأثير في الشباب والأطفال وجسر للتبادل بين الأجيال، ولعل برنامج “ريحة الدوار” للإعلامي محمد عاطر وفريقه، يشكل نموذجا للبرامج الإذاعية التي تجسد هذه القيم الأصيلة، إذ أصبح جزءا من الذاكرة الثقافية للمغرب عبر نبشه المتواصل في الرصيد الشفهي والموروث والذاكرة الجماعية للبادية المغربية.

إن الاحتفال بالثقافة الشعبية في اليوم العالمي للإذاعة يعدّ مناسبة مهمة لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الإذاعة في الحفاظ على التراث الثقافي الشعبي وتعزيزه. من خلال البرامج التفاعلية التي تشمل مختلف الأجيال والثقافات، فهي تُسهم في نقل موروثات الشعوب وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات. كما تتيح للإذاعة الحديثة فرصاً كبيرة لتطوير الأدوات التي تضمن استمرارية الثقافة الشعبية للأجيال القادمة، سواء عبر التكنولوجيا أو عبر البرامج، ولعل الثقافة الشعبية يمكن أن تساهم بشكل كبير في التنمية والوعي على عدة مستويات، وذلك من خلال دورها في ترسيخ الهوية الثقافية، حفظ التراث، ودعم التفاعل الاجتماعي والإبداع، تقوية التفاهم بين الجماعات المختلفة، تعميق الانتماء المجتمعي، تعليم القيم الاجتماعيعبرالحكايات الشعبية والأمثال التي تحتوي على دروس وعبر اجتماعية قيمة. يمكن توظيفها في تقوية القيم الأخلاقية والاجتماعية مثل التضامن، والعدالة، والتعاون. إن الثقافة الشعبية الجادة التي يمكن تبليغ رسالتها عبر الإذاعة يمكن أن تكون ركيزة أساسية في التنمية الثقافية والاقتصادية عبر تعزيز الهوية، توفير فرص اقتصادية، دعم الإبداع، وتعزيز التواصل المجتمعي.

يشارك في هذا اللقاء مجموعة من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين، يوم الخميس 13 فبراير 2025 في الساعة العاشرة صباحا بفضاء مقهى ومسبح الشاوية ببرشيد ( طريق حد السوالم).

وفي ما يلي برنامج اللقاء الذي ينسق أشغاله عبد الله أشملي:

– الجلسة الافتتاحية :

– كلمات الجهة المنظمة؛

– كلمة الإعلامي محمد عاطر ؛

– كلمة هيئات المجتمع المدني .

– الجلسة العلمية: برنامج “ريحة الدوار ” صوت البادية وبوح الهامش بمشاركة:

– الباحث الأنثروبولوجي حسن رشيق

– الروائي عبد الكريم جويطي

– الإعلامي خالد الكيراوي

– الإعلامي حسن البصري

– الباحث ياسين مروسي

– الباحثة زينة إيبورك