قصيدة نثرية للشاعرة مالكة حبرشید
صفصافة الخلود
مالكة حبرشید
ألوذ من العتمة بنسائم
يحملها الأثير باقات حنين
تربكني في ارتعاش الصدى
في عذرية الأماني
وارتجاج المرايا المدججة بالحكايات …
بعيون مطلة من الزمن الآفل
واغنيات تحملني على جناح ترنيمة
نحو الأماكن..الحوارات…والضحكات
كلما استفقت …تاوه في العطر نورس
بكى في غروب الشروق شراع
وتساقط من قمة اللفح اخضرار الرؤي
في الغيم تصاعد ملامح الامس
على القلب تدخل مدن من القمح
حدائق يثوي فيها النحل الى زهرة في اليد
وياسمينة على غرة الذكرى
تسألني : الى أين؟
كأنما تكرسني لغياب
ينتصر للنقيضين في دمي
لحروف تنسج الأوجاع على مهل
ثم تدخلني باحة شعر ممتزج باشتعال
فهل تسمح القصيدة
باطفاء الذكرى في لهبي ؟
وأنا التي تمرست العزف
على أوتار الآلام الناضجة ؟
تهتز على امتداد الشرود اغنية
يرددها الصدى لأزمة موسيقية…
للصمت المرابط على الضفة الأخرى أهديها
حرفا نديا …نغما شجيا
ممزوجا بالحنين و دفء السماء…
فلا تقف بوجه الشعر عاريا كالليل
نشازا….كتقاسيم عود منزوع الأوتار
لا ترسمني قصيدة
على أرضها نبت الأرق غيطان وهم
والريح عويل يستضيف الوحشة
إلى باحة الصمت العتيق
ابتهاجا بانهياراتي القادمة
مازلت تمطر في دمي… أوجاعا جديدة
أؤاخي بينها … ليصير العشق قبيلة
ترفع بشائر الميلاد
تملأ الأفق مواويل خرافية
نكاية في برودة عالم زئبقي
يعتق الجراح في حفر الحقيقة
فكيف أنسى القصائد …
ومكائد المدى المغلق…؟
كيما تجوع الروح في المنفى
يجتاح الجفا …مسافات الصدى المطلق
لأجلي تعب الليل تحت عباءة حبر
يجيد تمجيد الأوهام
في كتاب النبوءات يجمعها
وأنا في حضن الأبجدية
أنتحر كل يوم بمشنقة حرف
نحو فرح غامض أشيعني
ممتشقة الشعر …صفصافة للخلود