اليوم العالمي للغة العربية: هناء الرملي
أهمية تعليم اللغة العربية للأطفال في اليوم العالمي للغة العربية
في كل عام، يحتفل العالم في 18 ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية، وهو مناسبة تعكس جمال وغنى هذه اللغة التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وثقافة غنية. تعتبر اللغة العربية من أهم اللغات العالمية، حيث يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص، وهي لغة القرآن الكريم، مما يزيد من أهميتها الروحية والثقافية.
ما أهمية تعليم الأطفال اللغة العربية؟
تعليم الأطفال اللغة العربية ليس مجرد مسألة تعليمية، بل هو استثمار في مستقبلهم. هذه بعض الأسباب التي تجعل من الضروري تعليم الأطفال هذه اللغة الجميلة:
تعزيز الهوية الثقافية، اللغة العربية هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للعرب. من خلال تعلمها، يتعرف الأطفال على تراثهم وتاريخهم، مما يعزز انتماءهم وولاءهم لثقافتهم.
تطوير مهارات التفكير، تعلم اللغة العربية يساعد الأطفال على تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي. ففهم القواعد اللغوية والمفردات يعزز القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح.
فتح آفاق جديدة، اللغة العربية تفتح أمام الأطفال أبوابًا جديدة في مجالات التعليم والعمل. فهي لغة العلم والأدب والفن، وتعلمها يمكن أن يساهم في تحقيق فرص أفضل في المستقبل.
ما أهمية القراءة للأطفال باللغة الأم؟
القراءة باللغة الأم للأطفال تحمل أهمية كبيرة تتجاوز مجرد اكتساب المهارات اللغوية. إليك بعض النقاط الرئيسية حول فوائد القراءة باللغة الأم:
القراءة باللغة الأم تساعد الأطفال على فهم القواعد اللغوية والمفردات بشكل أفضل، مما يعزز قدراتهم على الكتابة والتعبير عن أفكارهم بوضوح.
من خلال القراءة باللغة الأم، يتعرف الأطفال على ثقافتهم وتاريخهم، مما يعزز من شعورهم بالانتماء والهوية.
القراءة تعرض الأطفال لمواقف مختلفة وتحديات، مما يساعدهم على تطوير مهارات التحليل والتفكير النقدي.
قراءة القصص باللغة الأم تتيح للأطفال فهم مشاعر وتجارب الآخرين، مما يعزز من قدرتهم على التعاطف والتواصل مع الآخرين.
القراءة باللغة الأم تفتح أمام الأطفال عوالم جديدة من الأفكار والخيالات، مما يساعد في تنمية إبداعهم.
القراءة المنتظمة للقصص توفر للأطفال باللغة الأم فرصة للتعبير عن مشاعرهم وتوجيه أفكارهم، مما يعزز من صحتهم النفسية والعاطفية. كما تساعدهم في تطوير مهارات الفهم والتحليل وتعلم القيم والأخلاق الحميدة
باختصار، القراءة باللغة الأم ليست فقط وسيلة لتعلم اللغة، بل هي أداة قوية لتعزيز النمو الشامل للأطفال، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم اللغوية والاجتماعية والثقافية.
ما هي نتائج الدراسات المتعلقة بدور قراءة القصص باللغة الأم؟
في حين أنه من المهم تشجيع ودعم طفلك لتعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو أي لغة أخرى، تظهر الأبحاث أن الفوائد أكبر للأطفال الذين يتعلمون القراءة بلغتهم الأم أولاً. هذا يعني أنه من خلال تطوير مهارات القراءة والكتابة لدى طفلك باللغة العربية، سوف تسهل عليهم تعلم التحدث والقراءة والكتابة باللغة الثانية في المستقبل.
الدراسات المتخصصة التي أجريت في هذا المجال، تشمل النتائج التالية:
الأطفال الذين يتعرّضون للكتب المناسبة لعمرهم بلغتهم الأم يمتلكون مهارات قراءة وكتابة متقدمة مقارنةً بالأطفال الذين يتعرّضون فقط للكتب بلغتهم الثانية.
مع أنّ الأطفال يتمتعون بقدرة فطرية على تعلم لغات جديدة بسرعة كبيرة، إلّا أنّ افتقارهم إلى أساس معرفي قوي في لغتهم الأم يُؤدّي إلى استغراقهم وقتًا أطول بكثير لاكتساب المهارات اللغوية الأكاديمية المعرفية في اللغة الثانية.
تُعدّ السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل حاسمة لنموّ الدماغ، حيث يُؤسّس التعرّض المتزايد للغة الأم أساسًا مهمًا لتنمية مهارات القراءة والكتابة لدى الطفل.
يُظهر البحث أنّ الأطفال الذين يتعرّضون للغة المنطوقة، مثل القراءة بصوت عالٍ والتحدث والغناء والاستماع إلى الموسيقى، يُبدون كفاءة لغوية ومهارات قراءة أفضل عند دخولهم المدرسة مقارنةً بأولئك الذين لم يسمعوا الكثير من اللغة المنطوقة.
تُساعد القراءة باللغة الأم على تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال، حيث يتعلمون من خلالها تحليل واستكشاف كيفية صياغة واستخدام اللغة.
يُظهر الأطفال فهمًا أعمق لأنفسهم ومكانتهم، وشعورًا أكثر بالثقة، والتقدير للذات. مما يؤثر إيجابيًا على تحصيلهم العلمي، وتطور شخصياتهم.
إن اليوم العالمي للغة العربية هو فرصة لتجديد العهد مع هذه اللغة الجميلة وتعزيز مكانتها في قلوب الأجيال القادمة. تعليم الأطفال اللغة العربية والقراءة لهم بها هو استثمار في مستقبل مشرق يحمل في طياته ثقافة غنية وإبداعًا لا حدود له. فلنجعل من هذا اليوم مناسبة للاحتفاء بلغة الضاد ونشر حبها بين أطفالنا!
هناء الرملي
خبيرة استشارية وناشطة في مجال التشجيع على القراءة
مؤلفة كتاب “المجد للقراء المجد للقراءة”
