عبد القادر شبيه أول صحافي بالمغرب بدون منازع

عبد القادر شبيه أول صحافي بالمغرب بدون منازع

في ذكرى رحيل الصحفي الهادئ الذي عاش ومات بصمت وكرامة

:استهلال أولي

اذا كان شهر غشت من كل سنة ، هو شهر عطلة عند اغلب الناس ، فإنه اكتسى في سنة 2017 صبغة خاصة ، فهو يعتبر عند كل الإعلاميين والصحفيين والمهتميين بالشان الثقافي عامة ، شهرحزن وأسى لرحيل عدد من الوجوه الإعلامية التي تركت بصماتها في المجال الإعلامي

ففي الرابع عشر منه غادرنا المؤرخ والاديب والصحفي الكبير ” عبد الكريم غلاب ” ، بمدينة الجديدة عن سن يناهز 98 عاما –

وفي مساء يوم الجمعة 18 من نفس الشهر ومن مدينة الدار البيضاء ، رحل عنا في صمت مطبق وبعد صراع مع المرض  الصحفي والاعلامي الكبير “عبد القادر  شبيه “

وفي صباح التاسع عشر من نفس الشهر ، ومن مدينة طنجة وبعد صراع طويل مع المرض ، غادرنا إلى عفو الله ورحمته الاعلامي والصحفي الأيقونة المسمى قيد حياته ” خالد مشبال ” من مدينة طنجة ، عن عمر يقدر ب 83 سنة

وقد ارتاينا في جريدة ألوان الرقمية أن نقرب القراء والمتتبعين  من احد هؤلاء الإعلاميين وهو المرحوم عبد القادر شبيه ، وقد حلت ذكرى رحيله السابعة ، على ان نخصص في اللاحق من اعداد الجريدة وقفات اعتراف بمكانة كل من المرحومين عبد الكريم غلاب وخالد مشبال . وحتى يتحقق ذلك لا يسعنا الا أن نقول : فلتحلق أرواحهم جميعا في العلياء بامن وأمان وسلام وطمأنينة دائمة

:مهامه الصحفية

للمرحوم تجربة إعلامية في جريدة الإختيار ، التي أسسها رفقة مجموعة من المبدعين المراكشيين أمثال : مليكة العاصمي ونور الدين الأنصاري وأحمد بلحاج ايت وارهام ومحمد الواكيرة . ثم بجريدة العلم لسان حزب الإستقلال ، وفي هذا الإطار نستحضر ما قاله عبد الصمد علوي مدغري 

من أن المرحوم عبد الجبار السحيمي كان قد كتب شهادة في حقه عبر عمود خاص به في جريدة العلم :【 …عبد القادر شبيه يعتبر أول صحافي بالمغرب بدون أي منازع 】. وسيلتحق بعد ذلك بجريدة الميثاق الوطني لسان حزب التجمع الوطني للأحرار . وبعد ذلك سيتقلد منصب رئيس تحرير في إذاعة ميدي 1  أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات ، التي اشتهر فيها بصوته وتفاعله مع مختلف الأحداث ، ونظرا لجرأته في تحرير الاخبار وحسه الثقافي والسياسي ، فسرعان ما صار نجما إعلاميا مرموقا ، منطلقا من فهمه الخاص للنجومية واعتبارها هي احترام الآخر والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يضعف شخصية الآخرين . وبعدها انتقل إلى الاشتغال بجريدة رسالة الأمة كرئيس للتحرير ، وأشرف بموازاة مع ذلك على رئاسة تحرير مجلة الأسبوع المغربي الصادرة عن نفس المجموعة لرسالة الأمة. . وفي تسعينيات القرن الماضي سيتولى تحرير أسبوعية الكشكول التي أطلقها صديقه عبد الله الشتوكي . وقد نشرت جريدة معاريف بريس بتاريخ 8 – 9 – 2017 مايلي : ان الحديث عن عبد القادر شبيه تجرنا【 لنتحدث عن رجل عاش اعتقالا واحتكارا لأفكاره من طرف فنان كبير هو أحمد السنوسي المعروف ب – بزيز – الذي كان يحرر له قصص وروايات ساخرة ، يستغلها بزيز للدفاع عن مشروعه الثقافي والسياسي والفكري 】. ورغم اشتغاله بكبريات المؤسسات الإعلامية ، فإنه فارق الحياة بدون أي تغطية صحية ولا أي معاش

:النهاية

المأساة يقول عبد الرحيم التوراني بان الفقيد عبد القادر شبيه 【 أصيب بمرض ، ثم رفض أن يعرض نفسه على الطبيب او كما جاء في قصة ” الثرثار ومحب الاختصار ” التي ضمها احد كتب أحمد بوكماخ المدرسية ” مات والسلام ” . ويضيف في حكيه عن المراحل الأخيرة من حياة الفقيد ، أن أخته نزهة شبيه تحكي بقلب دامع يمزقه الحزن وألم الفراق ، قائلة : 【كنت إلى جانبه في لحظاته الأخيرة ، طلب مني أن امده بالماء ، شرب قارورة ماء معدني من الحجم الكبير ، اتبعها بثانية ( 3 لتر ) ثم رأيت أن أناوله حليبا باردا . لما شرب الحليب ، قال إنه يحس بالراحة . ولم ندرك ونحن إلى جانبه كيف غافلنا في لحظة حارقة ، راح في رمشة عين ، انتقل الى راحته الأبدية . لم نشبع منه ، مات أخي 】. ويضيف عبد الرحيم التوراني قائلا : كان بضعة أفراد من عائلة المرحوم أمام مدخل فندق فيركور – وهو غير مصنف ، يقع بأحد الأزقة الخلفية للمنطقة السكنية التجارية مرس السلطان بالدار البيضاء – أخوات شبيه الثلاث : نزهة وسعيدة ونجاة ، وصلن من الرباط ومراكش واحد أصهاره من البيضاء . وكان هناك أعضاء من المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة ؛ عبد القادر أخشيشن ومحمد الطالبي وحنان رحاب وعبد الرحيم التوراني والفنان التشكيلي عبد الحي الملاخ وزوجته الفاضلة فاطمة والفنان احمد السنوسي ومراد بورجة مديروكالة ايسبريس والصحفي الرياضي كريم ادبيهي وزوجته حكيمة خلقي رئيسة تحرير صحيفة الأسبوع وبعض الجيران من سكان الزقاق . ثم يضيف : سيتأخر قليلا وصول سيارة مصلحة الطب الشرعي حيث سينقل جثمان الفقيد إلى” مشرحة الرحمة ” بضاحية الدار البيضاء الجنوبية ، واجريت اتصالات من أجل تأمين قبر للفقيد بمقبرة الشهداء ، ومن أجل تسريع الإجراءات لتتم مراسيم الدفن بعد صلاة العصر ليوم السبت 19 غشت 2017

ومن كلمة تأبينية كان قد ألقاها محمد عبد الرحمان برادة المدير السابق للشركة العربية للنشر والصحابة ( سابريس ) ، اشاد من خلالها بمناقب الفقيد مؤكدا على أن  الصحافة والاعلام المغربي برمته في حالة حداد ، برحيل أحد فرسانه المخضرمين الذي كان قد بدأ حياته المهنية بمدرسة جريدة العلم 】 وأضاف قائلا بأن :【 رحيل عبد القادر شبيه ، تزامن مع فقدان كل من الصحفي والاديب عبد الكريم غلاب ، والاذاعي الكبير خالد مشبال ، يشكل في حقيقة الأمر خسارة كبرى للصحافة الوطنية ، لأنه كان رحمة الله عليه مدرسة إعلامية متعددة التخصصات ، ورمزا من رموز الصحافة المهنية الحقيقية .】ثم أضاف أن شبيه 【 ترجل عن الحياة الفانية وغادرنا إلى دار البقاء في هذه اللحظات التي يحتاج فيها الوطن إلى أمثاله من الإعلاميين ، والى قلمه السيال وأسلوبه الممتع وغزارة انتاجاته الإعلامية بحكم تنوع المنابر الإعلامية التي اشتغل بها قيد حياته 】 ونحن نحيي ذكرى وفاة الإعلامي الكبير عبد القادر شبيه ، لا يسعنا الا أن نتساءل مع الصحفي المبدع عبد الرحيم التوراني ، عمن يقدم على تجميع التراث الذي خلفه ذاك الهرم الإعلامي الكبير وتقديمه للأجيال ؟ وهل من مبادرة نبيلة لتخليد اسم عبد القادر شبيه وإطلاقه على قاعة تحرير أو مؤسسة تعليمية أو صحفية .املين في نفس الوقت أن لا تذهب هذه الصيحة / الأمنية ادراج الرياح ، وان يتم الانتباه اليها وتتحقق في القريب العاجل اكراما للفقيد

الراحل جمال براوي (الصورة عن Map Express)

ونحن نكتب هذا المقال، وصل إلى مسامعنا خبر رحيل الصحفي جمال براوي، بعد معاناة مع المرض، وللتذكير فالراحل شغل منصب رئيس تحرير لمنابر إعلامية عديدة خلال مساره المهني، نذكر منها
 La Gazette Du Maroc –
La Vie Economique
 Challenge –

.تغمد الله جميع الراحلين بواسع رحمته وعظيم مغفرته

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com