…إبراهيم القادري بوتشيش يعيد النقاش حول حرية المرأة المغربية

…إبراهيم القادري بوتشيش يعيد النقاش حول حرية المرأة المغربية

ألوان (مكتب الدار البيضاء)

ل.وريغ                

“إبراهيم القادري بوتشيش يعيد النقاش حول “حرية المرأة المغربية

في كتابه الجديد الذي صدر بحر سنة 2024 تحت عنوان”الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن بين المرجعية الإسلامية والمواثق الدولية”(منشورات دار الأمان. الرباط)، اختار الأستاذ والباحث الأكاديمي إبراهيم القادري بوتشيش إثارة النقاش من جديد حول هذه الإشكالية التي استأثرت بالاهتمام والدراسة والبحث منذ الإعلان عن خطة إدماج المرأة في التنمية البشرية، كما أنه جعل من صفحات هذه الدراسة”حلقة مكمّلة لحلقات مشروع بدأناه منذ عقود حول تاريخ المهمشين والمقهورين والمنسيين الذين لا يزالون يقبعون في أطراف وهوامش التاريخ، علما أن المرأة لا تزال تشكل جزءا من هذه الفئات التي تتعرض لقساوة التهميش من قِبَلِ المجتمع”
واعتمد الباحث المغربي على مجموعة من الآليات المنهجية والمرجعيات الفكرية والتجربة الأكاديمية من أجل صياغة تحليل عميق لهذه الخطة التي كانت تهدف إلى إدماج المرأة المغربية في التنمية في شموليتها. وكتب إبراهيم القادري بوتشيش في مقدمة الكتاب مشيرا إلى أن تركيزه سينصب”على تحليل ومناقشة “خطة العمل الوطنية لإدماج المرأة في التنمية”، بوصفه مستندا تاريخيا، وجزءا من مشاريع المعارضة اليسارية التي ظلت على هامش التاريخ الرسمي، حتى أتيح لها الوصول إلى سدة الحكم في أواخر مرحلة التسعينيات، فحاولت صياغة مشروع حول حقوق المرأة وحرياتها من خلال هذه الخطة. ومع أن المشروع لم يعتمد كاملا بسبب مقاومة التيارات المحافظة، إلا أنه شكل المنطلق الأساسي لمدونة الأسرة الصادرة سنة 2004، ودفع بالحرية النسائية نحو مربعات متقدمة نسبيا. وأحسب أن ما يحمله من بعد إبستيمولوجي في تطوير سؤال الحرية النسائية، وما تمخض عنه من نقاش فكري، ما يجعله موضوعا دسما، يغري بالبحث والدراسة والتنقيب”
وتابع إبراهيم القادري بوتشيش موضحا أن صفحات الكتاب الجديد ستعمل على ” فحص مضمون الخطة ، ودراسة السياقات الداخلية والخارجية لظهورها، قبل وضع ما تضمنته من أفكار حول الحرية النسائية على مشرحة المراجعة والنقد، وتشخيص وتحليل ردود الأفعال والمواقف المتولدة عنها، من خلال الوثائق والمستندات والأدبيات، وكافة أصناف الكتابات المدعّمة أو المعارضة لها. كما سيتم تصويب النظر نحو ما تحويه من نصوص تهم حرية المرأة المغربية، ومتابعتها متابعة دقيقة كلحظة تاريخية في الزمن الراهن، مع ما يكتسيه مصطلح اللحظة من معنى فلسفي هيغلي، يحيل على المرحلة الفارقة، لا العرضية”
وشدد الباحث المغربي على أن هذه الدراسة العلمية تراهن على”المساهمة في محاولة التقريب بين وجهتي نظر التيارين الإسلامي والحداثي، وتسريح النظر في ما وفره التدافع بينهما من فرص لفحص طروحات كل طرف، ووضعها تحت محك التشخيص والنقد والمتابعة، لإيجاد منطقة وسطى، والتفكير بعقل جماعي تشاركي تبادلي، للبحث عن المشتركات الفكرية التي تسمح بالتوافق على ترسيم إطار سليم للحرية، يتقاطع فيه نور الإيمان بوهج العقل”
وفي سياق هذا الصراع بين التيار الإسلامي والتيار الحداثي حول حرية المرأة وحقوقها وخطة إدماجها في التنمية، لاحظ الباحث وجود شح في الدراسات والأبحاث الأكاديمية التي من المفروض أن تواكب هذا التدافع بين المرجعيتين السالفتي الذكر. وقال إبراهيم قادري بوتشيش في مقدمة الكتاب:”” مع ما خلفه مشروع”الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية”من انقسام في المجتمع المغربي، وتدافع بين مرجعيتين مختلفتين ومتصادمتين أحيانا، وما أثاره من جدل صاخب وغير مألوف حول حرية المرأة وحقوقها، وما تركه من أثر عند صناع القرار السياسي، فإنه لم يظفر بعناية المؤرخين عموما، ولم تمتد إليه أقلام الباحثين المتخصصين في التاريخ الراهن على وجه الخصوص. وانحصر النقاش حوله بين علماء الدين ورجال السياسة والقانون والصحفيين، والأحزاب السياسية وأذرعها الدعوية وبعض الجمعيات النسائية. لذلك فإن هذه الدراسة ستسعى إلى فتح هذا الملفّ الشائك، باعتباره ملفّاً تاريخياً راهنيّاً يهمّ المؤرخ أيضا، لأنه يبحر في عمق قضية تاريخية ساخنة لا تزال تتشكل أمام بصره، ولم تُحْسم نتائجها وانعكاساتها إلى اليوم، بدليل ما ورد في خطاب العرش في 30 يوليوز من عام 2022، الذي تضمن دعوة ملكية لمراجعة مدونة الأسرة لعام 2004، بسبب ما اعتراها من اختلالات ونقائص لم تفلح في لملمة كل الإجابات الممكنة عن الأسئلة الحرجة التي أثارها مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية، وما تمخض عنه من مواقف وردود فعل معارضة”
وبناء عليه، وضع الأكاديمي المغربي خطة لدراسة هذه الإشكالية من خلال ثمانية فصول تحمل العناوين التالية: سؤال الحرية النسائية بالمغرب في تاريخ الزمن الراهن؛ السياقات المؤطرة لميلاد مشروع “خطة العمل الوطنية لإدماج المرأة في التنمية”؛ مشروع “خطة العمل الوطنية لإدماج المرأة في التنمية”: تقديم لمستند تاريخي؛ مطالب الحرية النسائية في خطة إدماج المرأة في التنمية وبداية تشكّل المواقف؛ تشخيص النواظم الموجهة للاختلاف بين التيارين الإسلامي والحداثي حول الحرية النسائية؛ استراتيجية التدافع بين الإسلاميين والحداثيين حول الحرية النسائية بالمغرب؛ خطابان حول الحرية النسائية تحت مجهر النقد؛ الحرية النسائية: نحو خارطة طريق للتقريب بين الإسلاميين والحداثيين
وختم بوتشيش مقدمة الكتاب بالإشارة إلى أن “النتائج والمقترحات التي توصلت إليها الدراسة تبقى مجرد خطوط أولية قابلة للنقاش والنقد والمراجعة، لأن هذا الملف الذي وضعناه تحت مبضع التشريح والمساءلة والتحليل، يعتبر في تقديري ملفاً متجدداً ومفتوحاً، وقابلا للتعديل والإضافة والتحيين، وإعادة الطرح على طاولة البحث كلما استجدت المعطيات، أو ظهرت وثائق أو مؤشرات جديدة”

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com